الصفحة الاخيرةصحيفة البعث

عمر الدقاق رحيل هادئ وفكر باق

حلب- غالية خوجة

عمر الدقاق أديب مولود في حلب عام 1927، كاتب وناقد وأستاذ جامعي سوري، عضو مجمع اللغة العربية بدمشق، وكان أحد عمداء كلية الآداب بجامعة حلب، وكان لوفاته صدى استذكارياً لمسيرته الذاتية وسيرته الأدبية، كونه غادرنا (9/11/2020)، وترك لكتبه وآثاره أن تتحدث عنه، لاسيما وأن حياته مرت من حلب إلى دمشق ليتخرج من جامعتها، كلية الآداب- قسم اللغة العربية عام 1950، وحصل على درجة الماجستير من جامعة القاهرة عام 1960، ثم على درجة الدكتوراه من جامعة عين شمس عام 1966.

عمل في عدة مواقع بدأها بمفتش اختصاصي للغة العربية بوزارة التربية بين 1960 و1963، كما كان أحد رؤساء اتحاد الكتّاب العرب- فرع حلب، وأستاذا محاضراً في عدة جامعات داخلية وخارجية، منها جامعة حلب، جامعة دمشق، جامعة البعث، جامعة تشرين، وجامعات كل من الجزائر والسعودية والعراق وفرنسا وأرمينيا وقطر التي ترأس في جامعتها قسم اللغة العربية عام 1993، إضافة إلى كونه عضواً في العديد من المراكز والنوادي والجمعيات الثقافية.

شارك د.عمر الدقاق في سورية وخارجها بمؤتمرات وملتقيات حول اللغة العربية والأدب، كرمته مديرية الثقافة بالتعاون مع جمعية العاديات عام 2011، ونال عدة جوائز، منها جائزة الباسل للإبداع الفكري والأدبي عام 1999، جائزة جميل محفوظ للعطاء والإبداع عام 2007، وجائزة الدولة التقديرية عام 2013.

كتب الدكتور الراحل عمر الدقاق أكثر من 150 بحثاً دراسياً أدبياً، وبلغ عدد مؤلفاته المتنوعة المنفردة والمشاركة في الأدب واللغة والنقد والآثار أكثر من 40 كتاباً، بدأت مع “شعراء العصبة الأندلسية في المهجر عام 1967″، وتوالت لتشمل عدة عناوين تمسّ اللغة والفنون والآداب والآثار، كما أن بعضها يضيء تجربة علم من الأعلام أو عملاً أدبياً لعلم من الأعلام، نذكر من مؤلفاته: الاتجاه اللغوي في الشعر المعاصر، الترقيصات والترنيمات في أشعار الأمهات، فنون الأدب المعاصر في سورية، الاتجاهات الأدبية في الشعر القومي، مصادر التراث العربي في اللغة والمعاجم والأدب والتراجم، القروي الشاعر الثائر، الأمالي لـ أبو علي القالي، خليل هنداوي- دراسة مشتركة، منهل البلاغة، اللغة العربية لغير المختصين، موسوعة الأعداد، إيبلا منعطف التاريخ، ملامح الشعر الأندلسي.

تتسم ملامح الدقاق الكتابية باستغوار في الذاكرة الموروثة العربية والإنسانية، كما في التراث الشعبي الغنائي والفلكلوري في الترقيصات والتنغيمات التي تنبش في أناشيد وأغاني الهدهدة الأبوية لاسيما الأمهات، إضافة إلى التركيز على أهمية اللغة وتاريخها وفكرها وتحولاتها وموسيقاها وأصالتها النسقية معنى ودلالة وصياغة وتركيباً ونحواً وإعراباً وزماناً ومكاناً بين “إيبلا” و”الأندلس” والأدب المعاصر في الوطن والمهجر.