أخبارصحيفة البعث

“ما بين الوعد والصفقة”.. الشعب الفلسطيني لا يزال تحت الخيم!

دمشق- ريناس إبراهيم:

أقامت اللجنة الشعبية العربية السورية لدعم الشعب الفلسطيني ومقاومة المشروع الصهيوني بالتعاون مع مؤسسة القدس الدولية- فرع سورية محاضرة سياسية بعنوان “فلسطين ما بين الوعد والصفقة”، استعرضت خلالها الباحثة ماري ألماز شهرستان تاريخ معاناة الشعب الفلسطيني الذي تعرّض للتهجير من وطنه فلسطين ومن مخيمات اللجوء خارج الوطن.

واختارت الباحثة عدّة مرت مراحل ومحطات متعدّدة مرت بها القضية الفلسطينية وحكايات من تاريخ معاناة الشعب الفلسطيني أدت إلى ما نراه اليوم في فلسطين وما يحيط بقضيتهم وما ينتظر مصيرهم، وبدأت تلك المحطات بإعلان إقامة كيان الاحتلال عام 1947، بعد أن تمكن المشروع الصهيوني ومن خلفه الانتداب البريطاني تحقيق الانتشار على الأراضي الفلسطينية، ومعها بدأت مرحلة التهجير للفلسطينيين، لكن لتكون بالمقابل جذوة انطلاق المقاومة الفلسطينية ومسيرتها، ففي عام 1965 انطلقت أول رصاصة من فصيل فلسطيني ضد كيان الاحتلال، وقيام الانتفاضة التي جاءت بطبيعتها واتساعها لتعبر عن الشخصية الفلسطينية الرافضة للمشروع الصهيوني والتمسّك بقيام دولة فلسطين وعاصمتها القدس وكذلك حق اللاجئين بالعودة إلى ديارهم.

وفي توضيح لدور المطبعين في إجهاض القضية الفلسطينية وحقوق الفلسطينيين، أدانت شهرستان توجه بعض الأنظمة والدول، المنضوية تحت الجناح الأمريكي، للتطبيع مع العدو والذي سينعكس على مصير هذه الأنظمة، مؤكدةً أن محور المقاومة، الذي تشكل سورية قلبه النابض، لا يزال قادراً على الوقوف في وجه التطبيع رغم الحصار الخانق الذي تتعرّض له من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، ورغم طعنات الغدر التي تلقتها، وما عاثه الإرهاب فيها من خراب وفساد.

كما أشارت الباحثة إلى مراحل ازدهار المقاومة ووحدة كلمتها، بحيث كانت الفصائل جميعها منضوية تحت إطار منظمة التحرير الفلسطينية ويجمعها الميثاق الوطني الفلسطيني، مشيرةً إلى أن ما نحتاجه اليوم هو إعادة هذه الوحدة والتأكيد عليها، ومشدّدة على ضرورة إفشال ما تسمى “صفقة القرن” الرامية إلى تصفية القضية الفلسطينية والاستمرار بمقاومة العدو الصهيوني بكل الوسائل ثقافياً وسياسياً وعسكرياً.

واختتمت الباحثة بالقول: “ما بين وعد بلفور ووعد ترامب أكثر من قرن، ولا يزال شعبنا تحت الخيم.. التآمر لا يزال على أشده للإجهاز على ما تبقى من أمل لدى شعب اعتاد المعاناة وتطلع للخلاص”.

وشدّد المشاركون في الندوة، التي عقدت بمقر اللجنة بدمشق برئاسة الدكتور محمد مصطفى ميرو، على أهمية وجود القضية الفلسطينية في جميع المناسبات لأنها تتعرض لغزو ثقافي ودعم المقاومة بجميع أشكالها، منددين باتفاقيات الذل والعار مع العدو الصهيوني. كما أكدوا ضرورة توحيد الخطاب الفلسطيني وتنسيق الجهود، كما ذكّروا بمعاناة الأسرى المعتقلين في سجون الاحتلال مناشدين المجتمع الدولي بضرورة التدخل لوضع حد لانتهاكات كيان الاحتلال.

حضر الندوة مدير عام مؤسسة القدس الدولية-سورية الدكتور خلف المفتاح وقادة وممثلو الفصائل الفلسطينية والأحزاب الوطنية السورية والفلسطينية وفعاليات اجتماعية وثقافية.