ثقافةصحيفة البعث

فرقة التخت الشرقي تحتفي بعيد ميلاد فيروز

فيروز، صاحبة الصوت الملائكي، كانت وستبقى صوت الحنين والاشتياق، وحكايات الحب والأمل باللقاء، وأنين الأنثى التي باحت للشتاء بأوجاعها، فيروز التي غنت للوطن ولسورية، وصدح صوتها في سنوات معرض دمشق الدولي، عايدتها فرقة التخت الشرقي بإشراف عازف العود ربيع بغدادي، بالتعاون مع مديرية ثقافة دمشق بأمسية في ثقافي كفرسوسة، بمشاركة خاصة للمطرب عاصم سكر، وعازف الأكورديون وسام الشاعر الذي رافق فيروز وكان عازفاً في فرقتها، إضافة إلى توليفة الفرقة المؤلفة من الأعضاء الأساسيين بقيادة عازف الكمان عدنان سفر، وعدنان جارور عازف القانون، وأحمد عبده عازف الناي، وجواد حريتاني عازف تشيللو، وعرفان أبو الشامات عازف كونترباص، ورواد جلول إيقاع الرق، ورودي حصرون إيقاع طبلة.

اعتمدت الأمسية على التناوب بين الموسيقا الآلية والغناء والدمج بتقنية الميكس، بمشاركة محمد المصري، وهدية السبيني، وأحلام ديب مع الكورال، وتم اختيار مجموعة منوعة من أغنياتها وفق أنماط لحنية مختلفة، ومن مراحل متعددة من مسيرتها، وأخذت نغمات الأكورديون اللحن الأساسي فغنت بصوت فيروز أغنية “كتبنا وما كتبنا” بمرافقة الفرقة ودور الناي بالفواصل والمرافقة مع غناء الكورال.

بدأت هدية السبيني المعروفة بمساحة صوتها الطربي بغناء موشح “يا من حوا ورد الرياض بخده”، وبمرافقة القانون “لوكان قلبي معي”، ثم غنت بمرافقة الفرقة مع حضور خاص للعود والناي والقانون “الحلوة دي”، وتفاعل الجمهور مع “عودك رنان” بمرافقة خاصة للعود- ربيع بغدادي- وتوليفة الفرقة ودور الإيقاعيات، وأغنية “ع هدير البوسطة” بصوت أحلام ديب العاطفي، ومن ثم انتقلت بإيقاع أعلى إلى “دقوا المهابيج”، وغنى محمد المصري وصلة غنائية بمرافقة الفرقة ودور الناي في “يا نور حبك”.

أراد مشرف الفرقة ربيع بغدادي أن يحيي فيروز بأغنية خاصة من كلماته وألحانه باللهجة المصرية تمثّل حكاية فراق “تاركني ورايح على فين- يا غالي يا نور العين” تميزت بلحنها الطربي من مقام راست- دو- وبدور العود الذي أخذ دور بداية الجمل الموسيقية، ثم تشكيلة الفرقة غنتها السبيني.

اختتم الأمسية عاصم سكر فغنى بصوته القوي الذي أبدع في الشارات الدرامية مقتطفات وفق تقنية الميكس لعدة أغنيات، بدأها بمرافقة خاصة للكمان بأغنية “البنت الشلبية”، ثم غنى من التراث “يا طيرة طيري يا حمامة وعلى دلعونا والأوف”، وحيا حلب الشهباء بـ “ع الروزانا”.

تخللت الأمسية قراءات من الإعلامية بدور السوسي عن السيرة الذاتية لفيروز وأعمالها المسرحية والسينمائية وبداياتها وانطلاقتها من سورية، وومضات من حياتها الخاصة، وتوقفت عند زياد الرحباني الذي تابع مسيرة فيروز.

وعلى هامش الأمسية تحدث مشرف الفرقة عازف العود ربيع بغدادي عن أهمية تكريم فيروز الأيقونة التي أسعدت الملايين بالاحتفاء بميلادها، والتي أغنت الفن والتراث العربي بأعمالها الشرقية الطربية، ولُقبت بسفيرة الفن، وأن الأمسية هدفت أيضاً إلى تذكير الناشئة بزمن الطرب الأصيل، ودعوة إلى استخدام الآلات الشرقية الأصيلة التخت الشرقي، وخاصة العود الذي ارتبط بتراثنا.

أما هدية السبيني التي كانت متخوفة من الغناء لفيروز فأوضحت أنها اختارت الأغنيات ذات الطابع الشرقي البحت، والطبقات القوية التي تتناسب مع صوتها.

ملده شويكاني