ثقافةصحيفة البعث

مع اختتام أيام الثقافة السورية.. أين حلب من “ثقافتي هويتي”؟

حلب- غالية خوجة

اختتمت فعاليات الأيام الثقافية السورية في كافة المحافظات، ومنها حلب، وانطلاقاً من شعارها “ثقافتي هويتي” كانت مرآة لأحوال وتحولات الثقافة بين التراث والأصالة والعراقة والحداثة والزمن الراهن بكل ضغوطاته الصحية “كورونا”، والاجتماعية والاقتصادية والحياتية الأخرى.

قدمت الاحتفالية عدداً من الفعاليات التي ساهمت مع الفعاليات الأخرى المختلفة في تحديث الحيوية الثقافية والفنية متحدية كافة الظروف، وهذه إيجابية تضاف إلى ما قدمته من فعاليات بهذه المناسبة المهرجانية التي غلب عليها الجانب الموسيقي والمسرح الفيلمي المعروض على الشاشة، والقادم من المحافظات: مسرحية (دائرة الطباشير/أيمن زيدان)، ومسرحية (وحيد القرن ـ تقاسيم الآلام/ زيناتي قدسية) من دمشق، ومسرحية استعراضية، واختتمت فعاليات الأيام الثقافية بعرض (تانغو/ فكرة وإخراج ياسر دريباتي) من اللاذقية، ومعرض للكتاب في المكتبة المركزية بجامعة حلب من إصدارات الهيئة العامة السورية للكتاب، ولم نكن نعلم بأن هناك أمسية شعرية في مقهى “الريو” إلا بعدما أجابنا مدير الثقافة بحلب جابر الساجور عن تساؤلاتنا، وهذا يضعنا أمام اقتراح أن يكون هناك “بروشور”، وإعلان مناسب عن برنامج الأيام الثقافية في دوراتها القادمة لتكون أجمل أيضاً من الناحية التنظيمية والتنسيقية والإعلانية، كما في مهرجان “عمر أبو ريشة”، إضافة إلى التواصل والتنسيق مع الإعلام، وذلك من أجل المزيد من نجاح وإنجاح الفعاليات الثقافية والفنية.

لكن، أين حلب بين المسرح والشعر الفصيح والزجلي والسرد والمسرح والفلكلور والكتاب والتشكيل؟. إذ حضرت حلب من خلال حفلتين موسيقيتين، أولاهما حفلة طلاب معهد صباح فخري للموسيقا بإدارة كل من المايسترو عبد الحليم حريري، وأنس سرو، وثانيتهما حفلة تراثية فنية لفرقة بيت الفنون للتراث/ للأخوين أحمد ومحمد حداد، ومسرحية موجهة للأطفال (الحلم/ محمود درويش). وحول هذه الفعاليات، ولأن الثقافة هي الحاجة العليا انطلاقاً من مقولة القائد المؤسس حافظ الأسد، ولأنه لا أحد يبحث عن مصلحة خاصة مثقال ذرة من خردل، تساءلت “البعث”: ما رأيك بالفعاليات التي قدمتها حلب في أيام الثقافة السورية “ثقافتي هويتي”؟ وكيف كان لحلب أن تحضر بقوة، لاسيما أن الشعر والتشكيل والمسرح “الحلبي” غابوا عن الفعاليات؟ ماذا تتوقع للدورة القادمة؟ وماذا تضيف؟.

أجابنا مدير الثقافة بحلب جابر الساجور: هناك صعوبة في تغطية كافة الجوانب الإبداعية، المناشط الثقافية سلسلة متصلة لا تنفصل طيلة العام، ويتم التركيز في الأعياد والمناسبات القومية والوطنية والأيام العالمية على بعض المناشط والفعاليات التي تحقق جماهيرية وتعبّر عن المناسبة، وأضاف: في مدينة حلب، دمر الإرهاب الظلامي أغلب المقرات الثقافية، وبالتالي، هناك صعوبة بالغة في تغطية كافة الجوانب الإبداعية خلال فترة أيام الثقافة السورية، ولكن تم تقديم أمسية شعرية في مقهى “الريو” الجمعة الماضي، ويتم التحضير الآن لعرضين مسرحيين من إنتاج المسرح القومي “كوفيد 19 ونص”، وللأطفال “رامي والذئب”، سيعرضان مطلع العام القادم.

 التجارب تصقل الأفكار

ورأى الشاعر محمد حجازي مدير دار الكتب الوطنية بحلب أن حلب قدمت فعاليات متنوعة في أيام الثقافة السورية، وكان حضوراً معقولاً من حيث التصنيف، وأردف: لا أعتقد أن الشعر والمسرح كانا غائبين، لاسيما أننا قدمنا عرضاً مسرحياً وأمسية شعرية قبل أيام قليلة من “ثقافتي هويتي”، وذلك في مهرجان “عمر أبو ريشة”، وكان العرض المسرحي عن “عمر أبو قوس”، وتم تأليفه وإخراجه وتمثيله، وتضمن أمسيتين شعريتين وجلستين نقديتين ومسرحية، كما أقمنا معرضاً للكتاب في الجامعة على هامش الأيام الثقافية، إضافة إلى عدة أنشطة مع التجمعات الثقافية الأهلية، وربما تكون الأنشطة والدورات القادمة أكثر وأعمق، من حيث تناول المناسبة بعمقها وبعدها الأدبي والثقافي، ولابد للتجارب أن تصقل الأفكار.                                                   واختتم حجازي: قد نضيف برنامجاً وثائقياً عن تاريخ الثقافة والمثقفين، ونتناول أعلاماً وشخصيات مؤثرة في الساحة الثقافية في الدورات القادمة، وعن ضرورة التنسيق والإعلان والإعلام كعوامل هامة لإنجاح أية فعالية، أجابنا: طبعاً، لا ينجح أي عمل دون التنظيم الجيد، والإعلان عنه قبل وقت كاف، والتواصل مع الإعلام الذي يحلل ويشير إلى مواطن القوة والضعف.

 لا تقسيم بين المسارح 

بينما أوضح لنا مدير المسارح والموسيقا عماد جلول: بالنسبة للمسرح الحلبي كنا على وعد بتقديم عمل مسرحي من إخراج د.وانيس بندك، لكن لظروف شخصية تتعلق به اعتذر عن المتابعة في العمل، وتأجيله إلى موعد لاحق، بعد ذلك، تمت استضافة عرض “تانغو” من اللاذقية، إضافة إلى تقديم جلسات تذوق مسرحية على مدى يومين، من إشراف حازم حداد، ومشاركة الناقد المسرحي أنور محمد، وبالنسبة لي، لا أقسّم المسرح إلى حلبي أو طرطوسي أو غيره، المهم أن هناك عرضاً مسرحياً مشاركاً في هذه الاحتفالية التي اقتصرت على أربعة أيام فقط.

واختتم جلول: أما عن توقعاتي للسنة القادمة فأعتقد أن الوضع سيكون مريحاً أكثر لجهة “البروفات” و”العروض” كوننا بانتظار انتهاء ترميم دار الكتب الوطنية، والاستفادة من المسرح بشكل أكبر، لأننا حالياً نستأجر مسرح نقابة الفنانين، كما أننا نسعى أن تكون هناك ورشات مسرحية بحيث يكون نتاجها عرضاً مسرحياً يقدم للساحة فنانين جدداً.

وتواصلت “البعث” مع د. وانيس بندك ليؤكد مجدداً أنه ألغى العرض بسبب “كورونا”.

 ليس بالإمكان أفضل مما كان

بدوره، أجابنا الفنان المسرحي سمير الطويل: لم أطلع على كافة النشاطات، ولكن، من خلال التواصل والرسائل التي وردتني والدعوات أدركت أن كماً كبيراً من النشاطات الثقافية كانت خلال هذا الأسبوع، والذي سبقه، ومنها مهرجان “عمر أبو ريشة”، وانتهاء بالأمس بمهرجان شعري ومهرجان تراثي بالتشارك مع الأمانة العامة للثوابت الوطنية في سورية.

ما يعنيني من المناسبة هو اهتمامي بالمسرح، وكانت هناك حركة مسرحية على مستوى العرض، وعلى مستوى التذوق المسرحي، شارك فيها عدد من الفنانين، وفي مثل هذه الظروف الصحية والاجتماعية الصعبة ليس بالإمكان أفضل مما كان.    نحن بدورنا نشكر مديرية الثقافة على مجهوداتها، ونتمنى الأفضل دائماً لخير الثقافة والمثقفين في مدينتنا الجميلة، ونأمل في قادمات الأيام أن تكون العروض أعم وأشمل نوعاً وتنوعاً، وأن تكون النكهة الحلبية موجودة، للأسف، لم يوجد عروض من حلب، علماً أن هناك عروضاً جاهزة وتضاهي في جودتها ما قدم وتتفوق عليه.