مجلة البعث الأسبوعية

كوارث “غير” طبيعية في نادي الاتحاد.. جوف يحترق ودخان يحجب الجهود الاستراتيجية!!

“البعث الأسبوعية” ــ محمود جنيد

يكاد لا يصدق البعض ما يحدث داخل البيت الداخلي لفريق كرة القدم الأول في نادي الاتحاد.. شيء ما يحترق على إيقاع نبض متلاش وسط صدمة جماهير النادي على ما ألت إليه أمور فريقهم الذي مني بأربع هزائم مقابل تعادل مع شريك الهم والغم، الحرية، في غضون خمس جولات من الدوري الممتاز لكرة القدم، قبع فيها الآسيوي العريق في المركز الثالث عشر على سلم ترتيب فرق الدوري الممتاز لكرة القدم.

بعد استئناف الدوري الذي سبقته الإطاحة بالمدرب مهند بوشي، عقب التعادل مع الحرية في الدوري، وسبقته الهزيمة أمام الجيش والكرامة، كلف أسامة حداد وأنس الصاري بمهمة قيادة الفريق، بتسمية مدرب للأول، ومدير فني للثاني؛ وكان في تلك التسميات تعتيم على هوية “الكوتش”، صاحب المسؤولية الأولى؛ وقيل لنا حينها أن الإثنين واحد ووجهان لعملة واحدة (قيادة الفريق)، وحينها سرى جدل كبير على مواقع التواصل الاجتماعي – كالعادة – حول التسميات، ولعب الفريق أمام الطليعة بحلب تحت قيادة “وجهي العملة الواحدة”، وخسر، واتبعها بأخرى أمام أمام الوثبة في حمص، في الجولة الفائتة التي غاب فيها عضو الإدارة، مشرف الكرة، مجد حمصي، عن مسرح العمل والمسؤولية بعد استقالته من مهمته على خلفية حادثة اعتدائه على اللاعب، محمد ريحانية، ما دعا الإدارة – التي أصبحت تحت الضرب – للخروج باجتماع مع أعضاء النادي يهدف لمراجعة خطة العمل التي تم التصريح عنها سابقاً، وما أنجز من بنودها.

 

مسؤولية الكادر

رئيس النادي، المهندس باسل حموي، أكد في منطلق حديثه عن واقع فريق القدم الأول بالنادي أن الإدارة أمّنت جميع طلبات الجهاز الفني الذي اختارته لقيادة الفريق – وكان على رأسه الكابتن مهند البوشي – ولم تتدخل بالخيارات التعاقدية مع اللاعبين، ومنها لاعبا الخبرة من خارج النادي، كعمود فقري للفريق، والتي يتحمل الكادر الفني مسوؤليتها، ووفرت له فرصة المشاركة في دورات ودية، للوقوف على واقع الفريق بشكل عملي، وتحديد خيارات التشكيل وتصفية الأخطاء. وأشار الحموي إلى مناقشة الإدارة للكادر في ملاحظات نفور اللاعبين من بعضهم، وأنهم ليسوا على قلب واحد، وهو ما تبين لها من خلال مرافقة الفريق في سفرات الدورات الودية، وكانت التطمينات تأتي حينها بأن الفريق سيكون في “شكل آخر”، ووضع آخر في المباريات الرسمية.

وبين الحموي، بكل شفافية، الحالة غير الصحية التي تخيم على واقع فريق النادي الأول لكرة القدم، وحاجته للمعالجة النفسية في ظل حالة التفكك والتنافر بين اللاعبين، ما انعكس على النتائج رغم أنه (الفريق) معقول من الناحية الفنية – كما يؤكد الحموي – وما يحتاجه هو تنقية أجوائه الداخلية من خلال تحسين العلاقة بين اللاعبين، واضفاء المحبة الغائبة بينهم، لتأتي بعدها خطوة توليفه فنياً بالصورة المناسبة التي تتحقق معها النتائج الإيجابية.

 

عصا سحرية

وأوضح الحموي أن عودة فريق النادي إلى السكة الصحيحة لن تكون بضربة عصا سحرية، بل تحتاج للوقت وتضافر الجهود وتعاون اللاعبين الذين تم إيفاؤهم مستحقاتهم الشهرية بعد التشاور مع الجهاز الفني رغم النتائج المخيبة، من باب سد الذرائع، وانتظار صحوة وردة فعل إيجابية حقيقية تعيد مياه الفريق إلى مجاريها التي تصب في جدول الترتيب وترفعه درجات على السلم.

وأشار رئيس نادي الاتحاد إلى وجود أيد عابثة من خارج محيط الفريق، مردفاً بأن القضية أكبر بكثير من جزئية الريحانية، فهناك البعض ممن كانت لهم مهام فنية، في فترة سابقة، من أعضاء النادي، يحاولون عرقلة مسيرة النادي والفريق، ومراودة اللاعبين الشبان الصاعدين من الفريق الأول، وحتى الشباب والناشئين، من خلال محفزات متعددة، مستغلين حاجاتهم وظروفهم التي لم تتوان الإدارة – والقول للحموي – عن متابعتها مع مدربي الفئات العمرية، وتقديم كل ما يمكن لمساعدتهم.

 

طربوش العفش

وفي إطار الحديث عن كرة القدم، كانت الجزئية الأكثر أهمية علاقة رئيس النادي السابق، محمد عفش، بكل ما يجري، ومسؤوليته غير المباشرة عنه، إذ أوضح رئيس النادي أن كل ما قامت به الإدارة من تحركات جوهرية، في ملف كرة القدم، كان بمعرفة ومشورة العفش، الذي كان قد اقترح وجود مجد حمصي في الإدارة.. كذلك اقترح بعض أسماء أعضاء الإدارة الحاليين، وطالما كان – أي العفش – وبعد كل مباراة للفريق الأول لكرة القدم، على اتصال مباشر ومطول مع عضو الإدارة جميل طبارة للنقاش والاستئناس بالرأي وقراءة السطور وما بينها، وهذا ما يضع العفش – حسب بعض المنظرين – أمام مسؤولية الخطر المحدق بوقوع كارثة تاريخية، هي الهبوط للدرجة الأولى؛ لأن العفش، عن بعد، هو من قرر ونصّب، في حين تنظر إليه شريحة واسعة من جمهور الاتحاد كبارقة أمل، لكن تصريحات رئيس النادي الحالي المتأخرة ألبسته طربوش المسؤولية، ووضعت رجيله بـ “فلق” المسؤولية المشتركة مع الإدارة!

 

منشأت “مسيّبة”!

وفي الجانب المنشآتي، تحدث الحموي عن واقع مزر كانت فيه منشآت النادي مهملة و”مسيّبة” – كما وصفها – ولا يوجد مأوى تدريبي لأي لعبة من الألعاب، من ملعب النادي المهجور الذي أخذت الإدارة الموافقات الرسمية على تحويل أرضيته للعشب الصناعي ليتسنى استثماره بصورة أفضل، إذ يوفر عشر ساعات تدريبية في اليوم بدل ست ساعات أسبوعية، إلى تأمين كراسي حمراء لمدرجاته وصيانة البنية التحتية له، إلى الصالة متعددة الأغراض المتوقف العمل بها بعد عشر سنوات من وضع حجر الأساس لمشروعها، وسنتين على تشييد هيكلها دون متابعة، والتي ستستأنف الأعمال فيها قريباً جداً لتكون الحاضنة للعبة كرة السلة بجميع فرقها، كذلك بقية الألعاب.

 

فوائد مركبة

وأشار المهندس حموي إلى الفوائد المركبة – الاستثمارية المادية، والرمزية والاجتماعية – لمشروع متحف ومتجر النادي، بما ينعكس على الواقع الفني الرياضي. ونوه إلى المشروع الاستثماري الكبير المشترك مع الشركة الراعية للنادي، والذي سيوفر عائدية مالية تحقق الاكتفاء الذاتي للنادي مستقبلاً.

أما الناحية التنظيمية، فقد أوضح رئيس نادي الاتحاد بأنه تم ترتيب الفوضى مع عدم وجود هيكلة في الوظائف الإدارية، وكل ذلك تم ترتيبه بجهود أشخاص في الإدارة بذلوا جهوداً تطوعية جبارة خلال أربعة أشهر من العمل تفوق عمل سنوات.

أما آخر المستجدات التي تلت اجتماع الإدارة مع أعضاء النادي فهي اجتماع جديد أعقب خسارة الفريق الأول لكرة القدم أمام الوثبة في حمص، وحطمت من خلاله رقماً قياسياً ربما يدخل فيه نادي الاتحاد موسوعة غينيس؛ إذ تم قَبول استقالة الكادر الفني والتدريبي لفريق رجال كرة القدم، وتكليف المدير الفني في النادي، الكابتن أحمد هواش، لتسيير أمور فريق رجال كرة القدم في الدوري، ومتابعة التمارين والمباريات لحين التعاقد رسمياً مع مدرب للفريق.