الصفحة الاولىصحيفة البعث

رغم خسارته.. ترامب يتوقّع الفوز بسهولة على بايدن!

تمكن المرشح الديمقراطي في انتخابات الرئاسة الأمريكية جو بايدن من تأمين دعم أغلبية الأعضاء في المجمع الانتخابي رسمياً، بعد تأكيد ولاية كاليفورنيا فوزه في التصويت، فيما قال دونالد ترامب خلال مشاركته في جورجيا بأوّل تجمّع انتخابي بعد الاقتراع الرئاسي: إنّه سيفوز في الانتخابات!، وأضاف وسط الهتافات: “سيُحاولون إقناعنا بأنّنا خسرنا. نحن لم نخسر”، مندّدًا بـ”انتخابات مزوّرة”.

وعلى الرّغم من هجوم ترامب غير المسبوق على نظام الانتخابات الأميركي الذي اعتبر أنّه لم يعد صالحاً، فإنّ فريقه القانوني لم ينجح حتّى الآن في تقديم أيّ أدلّة تقبلها المحاكم بشأن حصول تزوير في الانتخابات الرئاسيّة.

ولم تصادق ثلاث ولايات أخرى تؤكد نتائج التصويت فيها فوز بايدن (وهي كولورادو وهاواي ونيوجيرسي) بعد على نتائج التصويت رسمياً، ومن المتوقّع أن تبلغ نسبة دعم بايدن داخل المجمع الانتخابي 306 أصوات مقابل 232 لدى ترامب.

ومن المقرر أن يجتمع المجمع الانتخابي في 14 كانون الأول لاختيار رئيس جديد، ستحال نتائج تصويته لاحقاً إلى الكونغرس للمصادقة في السادس من كانون الثاني.

وتلزم قوانين معظم الولايات المتحدة الناخبين عنها بدعم المرشح الفائز في التصويت بالولاية.

ورفعت حملة ترامب الذي يرفض الاعتراف بهزيمته 50 دعوى قضائية على الأقل بهدف مراجعة نتائج التصويت في عدد من الولايات الحاسمة التي فاز فيها بايدن، وهي أريزونا وجورجيا وميشيغان وبنسلفانيا وويسكونسن، وتمّ إسقاط أكثر من 30 من هذه الدعاوى، حسب “أسوشيتد برس”.

ورغم ذلك، أعلنت حملة ترامب أنها رفعت دعوى قضائية جديدة في محكمة ولاية جورجيا، وقالت في بيان: “الدعوى التي قدمتها تشمل أقوالا تحت القسم يدلي بها سكان من ولاية جورجيا ويوضحون فيها حدوث تلاعب في الانتخابات”.

ويأتي التحرك الجديد في إطار سلسلة الطعون القانونية التي قدمتها حملة ترامب، في محاولة يائسة منها لعكس خسارة الأخير، رغم الهزائم القضائية التي منيت بها حتى الآن، والتي كان آخرها الجمعة، إذ رفضت محكمة في ولاية نيفادا دعوى قضائية قدمها الحزب الجمهوري للطعن بفوز بايدن، وقد شدد القاضي في حكمه على أن “المدعي لم يقدم أي دليل على حدوث تزوير في الانتخابات”.

المحكمة العليا في مينيسوتا كانت رفضت أيضاً دعوى قادها الجمهوريون تهدف إلى إلغاء الاعتراف بفوز بايدن هناك، وحكمت بأن القضية تمّ رفعها بعد فوات الأوان للطعن في قواعد التصويت عبر البريد.

وفي الوقت الذي يشرع فيه بايدن ونائبة الرئيس المنتخب كامالا هاريس في الانتقال إلى إدارة جديدة، يستمر الرئيس ترامب بالحديث عن وقوع تزوير في الانتخابات، واتهام الديمقراطيين بسرقتها.

وجاء ترامب إلى ولاية جورجيا دعماً لمرشّحَين جمهوريّين في انتخابات فرعيّة تُعتبر حاسمة لتحديد الغالبيّة في مجلس الشيوخ وموازين القوى في العاصمة واشنطن.

وقال ترامب: إنّه في حال “لم يفز” السناتوران ديفيد بيرديو وكيلي لوفلر فـ”لا شيء يمكنه إيقاف الديمقراطيين”. وأضاف “لا فكرة لديكم إلى أيّ حد سيكون الأمر سيّئًا”.

وخصّص ترامب جزءاً كبيراً من خطابه للحديث عن الانتخابات الرئاسيّة في 3 تشرين الثاني، مذكّراً بانتصاراته في ولايتي فلوريدا وأوهايو، ثمّ أضاف، خلافاً للنتيجة الرسمية “لقد فزنا أيضاً بجورجيا، كان ذلك جيّداً”.

ومن المرتقب التصويت في 5 كانون الثاني على مقعدي مجلس الشيوخ عن ولاية جورجيا، وهما يتبعان إلى الجمهوريين حالياً.

وفي حال خسارتهما، فإنّ الغالبية في مجلس الشيوخ ستنتقل إلى الديمقراطيين، لأنه في ظل التساوي بالمقاعد (50 لكل جهة) سيكون بإمكان نائبة الرئيس المقبلة كامالا هاريس التصويت والبت وفقاً للدستور. وسيتيح ذلك لجو بايدن الذي يتولى منصبه في 20 كانون الثاني، التعامل مع كونغرس ديمقراطي.

ولكن في حال احتفظ الجمهوريون بغالبية مقاعد مجلس الشيوخ، سيتعين حينها على الرئيس المقبل التعامل مع كونغرس منقسم، وسيكون بمقدور الجمهوريين عرقلة ترشيحاته للمناصب الحكومية ومشاريع القوانين المهمة.

يأتي ذلك فيما كشفت صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية عن كواليس صراع استخباري بين إدارة ترامب وفريق بايدن، وأشارت في تقرير نشرته، اليوم السبت، إلى أن إدارة ترامب رفضت لقاء الفريق الانتقالي لبايدن بمسؤولين من وكالات الاستخبارات التابعة لوزارة الدفاع الأميركية، مما يقوض احتمالات انتقال سلس للسلطة.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أميركيين سابقين وحاليين في إدارة ترامب: إن “فريق بايدن لم يتمكن من التواصل مع قادة في وكالة الأمن القومي ووكالة استخبارات الدفاع وغيرها من خدمات التجسس التي يديرها الجيش بميزانيات سرية ومنصات تجسس عالمية”، فيما قالت سو غوف متحدثة باسم البنتاغون إنه “لم يُمنع فريق بايدن”، وإن “الاجتماعات المطلوبة يمكن أن تعقد الأسبوع المقبل”.

في المقابل، قال مسؤولو البنتاغون إن وكالتهم تتخذ الخطوات اللازمة للسماح للمسؤولين الخارجيين بالدخول.

الصحيفة لفتت إلى أنه “بحلول ذلك الوقت، سيكون مستشارو بايدن قد انتظروا أكثر من شهر منذ الانتخابات لإجراء اتصالات هادفة مع وكالات الاستخبارات التي لديها ميزانيات بمليارات الدولارات، وشبكات الأقمار الصناعية التي تطوق الكوكب وسلطات المراقبة الواسعة”.

ورفض متحدث باسم الفريق الانتقالي لبايدن التعليق، وكذلك فعل مسؤولو وكالة الأمن القومي ووكالة الدفاع الأميركية.

وقال مسؤولون حاليون وسابقون، تحدثوا لـ “واشنطن بوست” شريطة عدم الكشف عن هويتهم لمناقشة مسألة حساسة، إن “التأخيرات أضعفت قدرة فريق بايدن على التعجيل بعمليات التجسس ضد روسيا والصين وإيران وخصوم آخرين للولايات المتحدة”.

وقد وُصف عدم القدرة على مقابلة وكالة الأمن القومي بأنه “مثير للقلق” بشكل خاص.

هذا وتسلم بايدن أول تقرير يوميّ استخباريّ منذ إعلان فوزه بالرئاسة، في الأول من شهر كانون الأول، وفق الإعلام الأميركي. وأشارت الـ “سي. أن. أن” إلى أن “الرئيس المنتخب بايدن يمثل علامة فارقة في طريقه إلى البيت الأبيض، بحيث حصل على أول موجز يومي والذي يتضمن الأسرار والمعلومات الاستخبارية والتحليلات حول التهديدات طويلة وقصيرة المدى التي يحتاج قادة الولايات المتحدة إلى معرفتها لإدارة البلاد”.

وتأتي هذه العرقلات، رغم إبلاغ إدارة الخدمات العامة بايدن ببدء عملية الانتقال الرئاسي.

وسبق ذلك أن منعت إدارة ترامب تأمين الأمن السيبراني لفريق بايدن الانتقالي، وقد يعني ذلك أن فريق بايدن أكثر عرضة للهجمات الإلكترونية، مما لو كان لديه الدعم الكامل من الحكومة الفيدرالية.