ثقافةصحيفة البعث

نجلاء الداية: شغف العمل لا يدركه إلا من ذاق حلاوة الرقص مع الألوان

من الجميل أن توظف الفنانة حين تمتهن أسلوب الرسم للأطفال أدواتها كمربية وأم في صناعة لوحاتها، فتقوم بتجنيد إمكاناتها في التطريز والحياكة وصوغ الحكاية لأطفالها في لوحاتها، وهذا ما أتقنته الفنانة الشابة نجلاء الداية الحائزة مؤخراً على الجائزة الأولى في مسابقة ممتاز البحرة- اللوحة الموجهة للطفل في وزارة الثقافة -الهيئة العامة السورية للكتاب.

فرح الطفولة في لوحاتها وألوانها التي تبث الدفء والشعور بالسعادة من خلال تمازجها الجميل، وعن أهمية الجائزة وهموم اللوحة الطفلية وتجربتها الواعدة في هذا المضمار قالت الفنانة نجلاء الداية في حوارها مع “البعث”:

البدايات كانت الرسم بالطريقة اليدوية التي أعتبرها حجر الأساس، وجهة نظري تقول أن الرسم اليدوي تظهر فيه احترافية وبصمة الفنان الخاصة من حيث الخط واللون والتكوين، أما التطريز والكولاج والقماش جاء نتيجة البحث عن التجديد، ومحاولة إضفاء التنوع في قصص الأطفال والذي لاقى نجاحاً لأنه فن خاص قائم بذاته، ووجدت أنني أستطيع التعبير عن نفسي به بشكل جميل وبطريقة فعالة تصل فيها لوحاتي للأطفال فيقدرون من خلالها على فهم النص من خلال تفاصيل هم يحبونها كالقماش وأوراق الكرتون الملونة، فكل طفل لديه ميل ومحبة للأشغال اليدوية فكيف إذا كانت هذه الأشغال تعمل على تزيين كتابه وقصته المفضلة؟ أظن سيكون الأثر أكبر، فنحن ينقصنا الكثير من الاهتمام في هذه الفنون الموجهة للأطفال والعديد من البلدان صار لديها معارض ودور نشر مختصة تبحث عن التميز في لوحاتها من الصلصال الطري الملون إلى الكولاج بكافة خاماته إلى التطريز.

الطفولة

الطفولة هي الجذور لأي هواية تكبر بها مع الأيام لتثمر بالإنجازات بشكل عام وعن هذه الجذور قالت الفنانة الداية: لأي فنان أو مبدع تشجيع الوالدين، إضافة لحبي للقصص المصورة خاصة التي كنت اقتنيها واحتفظ بها واستمتع بالرسوم وأحاول تقليدها، إضافة لحبي لدروس الرسم في المدرسة التي نمت الموهبة داخلي من خلال تشجيع أهلي وأساتذتي وأصدقائي لخطواتي، وصرت أجد الفرح وأنا ألاقي المديح وأطور خطواتي وأتعلم من ملاحظات رفاقي في الدرب. وشغف العمل في لوحات الطفولة لا يدركه إلا من ذاق حلاوة الرقص مع الألوان اليدوية خصوصاً مع ملمس الكرتون والورق المقوى هناك علاقة محبة تتولد تجعلك تنتظرين الفراغ من إتمام لوحة للبدء في لوحة أخرى وتستمر الرحلة.

جائزة اللوحة الموجهة للطفل

وعن حصولها على المرتبة الأولى في مسابقة اللوحة الموجهة للطفل قالت نجلاء الداية: فوزي بجائزة ممتاز البحرة وسام أعلقه على صدري، وفخورة فيه وسعيدة لأن الجوائز لها أثرها المعنوي الكبير لتحفيز الفنان للعمل أكثر وأكثر، والاجتهاد لتطوير ذاته وعمله، الصدى كان رائعاً ونشكر جميع القائمين والمنظمين للجائزة، وننتظر المزيد من الخطوات والجوائز والمسابقات لخلق روح تنافسية يبدع فيها الجميع من العاملين في حقل الطفولة ليرفع سوية هذا المجال الثقافي المهم وتكون لوحات الأطفال ذات مكانة مرموقة في الخطط الثقافية على أهميتها لبناء الجيل، وأن يكون هناك معارض وندوات وتجمعات شبابية في هذا الاختصاص للإتيان بكل ما هو جديد.

أحلام وأمنيات

وعن أحلامها وأمنياتها ختمت الداية: أمنياتي أن يصل كل فنان سوري لأعلى المراتب، ويصل قلمه لكل بيت وكل مكان في العالم. والحقيقة، الموهبة لا تخفي نفسها، لكن يجب صقلها بالعمل الدؤوب والاجتهاد والدراسة ولو بشكل ذاتي أو الاطلاع على تجارب الفنانين بشكل عام والاستفادة من خبرتهم واستجلاب المدارس الفنية المتنوعة في العالم وإقامة ورش عمل مع فنانين من أنحاء العالم للاطلاع على كل ما هو جديد، وتطوير فن اللوحة الطفولية في بلدنا، وللأمانة هناك الكثير من المواهب والخامات الجميلة تحتاج فقط للإضاءة عليها وتوجيه الاهتمام بها لتصقل وتنمو في بيئة سليمة.

جُمان بركات