مجلة البعث الأسبوعية

العلاقة العاطفية الناجحة تطيل العمر فهل تقصره الفاشلة؟

أثبتت الدراسات أن العلاقة العاطفية السعيدة والناجحة تطيل عمر صاحبها بنحو 1.5 سنة لقاء كل عقد يمضيانه معاً، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هو: إذا كانت العلاقة العاطفية فاشلة، فهل تقصّر عمر صاحبها؟

هذه المعادلة – أي 1.5 سنة إضافية مقابل كل عقد من السعادة الزوجية – توصلت إليها دراسة نشرتها مجلة Psychology and Aging لإلقاء الضوء على أهمية العلاقات الزوجية طويلة الأمد. وللوصول إلى هذه النتيجة، تتبع فريق من العلماء بقيادة الباحث كايل بوراسا، من جامعة ديوك، مسارات حياة 974 بالغاً في نيوزيلندا على مدى عقدين، من عمر 26 إلى 45 عاماً.

تبين بعد 20 عاماً، أن الانخراط في علاقة حميمة كان مرتبطاً ببطء الشيخوخة البيولوجية، وذلك بعد مراقبة العلامات الجسدية، مثل مؤشر كتلة الجسم، وعمر الوجه، وعدد خلايا الدم البيضاء، ولياقة القلب، والجهاز التنفسي.

وذكر الباحثون أن “وجود العلاقات الاجتماعية مرتبط باستمرار بتحسين النتائج الصحية وطول العمر، عند مقارنته بغياب العلاقات الوثيقة”.

وتبين أن “الأشخاص الأكثر اندماجاً اجتماعياً معرَّضون لخطرٍ أقل للوفاة والمرض على مدى العمر، ويتنافس حجم هذا الرابط مع عوامل الخطر التقليدية الأخرى، مثل نمط الحياة المستقرة والتدخين”.

 

العلاقة العاطفية الفاشلة

في المقابل، تأتي النتائج مع تحذير مهم: في حين يمكن أن تضيف العلاقة العاطفية الجيدة إلى سنوات حياتك، ستكلفك العلاقة السيئة غالياً بالتأكيد. ولمعرفة مقدار هذه التكلفة، قسّم الباحثون جودة علاقات الأشخاص إلى أربع فئات: العلاقات الإيجابية / علاقات منخفضة الجودة / العلاقات مع حالات الإساءة / علاقات منخفضة الجودة مع حالات سوء المعاملة أو التعنيف.

ووجد الباحثون بعد عقدين من الزمن، أن الأشخاص الذين تربطهم علاقات عاطفية إيجابية زاد عمرهم بنسبة 0.95 لكل سنة تقويمية على مدى العقدين السابقين، وبعبارة أخرى، تقدموا في السن أقل مما يمكن اعتباره طبيعباً أو عادياً.

لذا لم يكن مستغرباً أن الأشخاص الذين تربطهم علاقات منخفضة الجودة مع سوء المعاملة تقدموا في العمر أسرع من الآخرين، مضيفين نحو 1.2 سنة من العمر لكل سنة تقويمية من الدراسة.

أما الأشخاص الذين تربطهم علاقات منخفضة الجودة أو تلك التي شهدت حالات إساءة، فتقدموا في العمر أسرع من المعتاد، ولكن ليس بالسرعة لمن جمعوا بين العلاقات السيئة والتي تشهد سوء معاملة في آن معاً.

وكان اللافت للاهتمام ما لاحظه المؤلفون بأن التغييرات في جودة العلاقة بمرور الوقت لم تكن مرتبطة بالشيخوخة البيولوجية. وبعبارة أخرى، مقدار التعرض التراكمي لمشاكل العلاقة، وليس ما إذا كانت العلاقة قد تحسنت أو ساءت مؤخراً، هو الأكثر صلة بالشيخوخة البيولوجية.

كما أن ضحايا الإساءة هم أكثر عرضة لخطر الشيخوخة المبكرة من مرتكبي مثل هذه الإساءات.

والمؤسف أن الإساءة في العلاقات كانت أكثر شيوعاً مما قد يفترضه المرء، إذ إن أكثر من نصف الأشخاص في الدراسة تعرضوا لشكل من أشكال الإساءة للعلاقات خلال الدراسة التي استمرت 20 عاماً.

واستنتج مُعدو هذا البحث، أن “ضحايا التعنيف الجسدي تحديداً معرَّضون لخطر تدهور الصحة، بسبب تسارع الشيخوخة البيولوجية”، وهو ما يستوجب التحذير بشأن التدخل الفوري لإصلاح ما يمكن إصلاحه؛ تفادياً لمشاكل وأمراض صحية ستظهر في المستقبل القريب، للعالقين في علاقات فاشلة ومسيئة.