اقتصادصحيفة البعث

262 مليار ليرة حجم الاستثمار في المدينة الصناعية بالشيخ نجار

حلب- معن الغادري

لم يتوقف العمل لحظة واحدة في المدينة الصناعية بالشيخ نجار منذ تحرير مدينة حلب من رجس الإرهاب، حيث تسارعت وتيرة العمل والأداء وفق خطة مدروسة وطموحة شملت كافة الجوانب، ونجحت الجهود المبذولة إلى حد بعيد في إزالة آثار الإرهاب الذي طال البنية التحتية للمدينة وأوقف عجلة الإنتاج طيلة فترة الحرب الإرهابية، والمتابع لمؤشر العمل والإنتاج المتنامي في المدينة الصناعية يدرك جيداً حجم ما أنجز خلال هذه الفترة من مشاريع حيوية واستراتيجية أسهمت بشكل كبير في تسريع عجلة الإنتاج في مجمل الصناعات، وفي تسهيل عودة الصناعيين وتشغيل معاملهم، إضافة إلى ما أنجز على مستوى تأهيل البنية التحتية، وتوفير كل مستلزمات العمل الصناعي، خاصة ما يتعلق بتأمين حوامل الطاقة، عدا عن تسهيل وتبسيط الإجراءات وتقديم المحفزات، ما وفّر بيئة ملائمة وآمنة لعودة رؤوس الأموال المهاجرة والاستثمار مجدداً وسط أجواء من التفاؤل بمستقبل أفضل.

زيادة الاستثمار

المهندس حازم عجان، مدير عام المدينة الصناعية في الشيخ نجار، بيّن في تصريح لـ “البعث” أن حجم الاستثمار في المدينة تضاعف إلى أكثر من ‎%‎50 مما كان عليه سابقاً، بواقع 262 ملياراً مع نهاية العام الحالي، وزاد عدد المنشآت والمعامل المنتجة إلى 675 منشأة تختص بالصناعات الكيميائية والغذائية والهندسية والنسيجية، وتوفر هذه المنشآت حوالي 32 ألف فرصة عمل، بينما وصل عدد المقاسم المرخصة إلى 4211 مقسماً، منها 409 مقاسم تم تخصيصها خلال هذا العام، ويتزامن ذلك مع تأهيل وترميم وبناء ١٨٠ منشأة جديدة.

الخطة المستقبلية

وحول الخطط المستقبلية والمشاريع المقرر تنفيذها خلال العام القادم أوضح عجان أن التركيز خلال المرحلة القادمة سيكون على زيادة أحجام الاستثمار واستقطاب استثمارات جديدة ورؤوس الأموال المهاجرة، بما يسهم في رفد الموازنة وتدعيم ركائز الاقتصاد الوطني، والعمل جار لإنشاء مدينة المعارض بكلفة ٥٢ ملياراً، وصالة استثمارية بمساحة 6000م2 بهدف الترويج للمنتج الوطني، وفتح آفاق جديدة للصناعة السورية، ودخول السوق العالمي من جديد، كما يتم العمل على تنشيط وتفعيل المنطقة الحرفية بمساحة ٥ هكتارات، وتأمين ٥٠٠ مقسم حرفي مبدئياً، وذلك بالتنسيق والتعاون مع اتحاد الحرفيين بحلب.

وفي مجال الطاقة، تم الاتفاق مع وزارة الكهرباء لإقامة مزرعة للطاقة الشمسية باستطاعة ٣٠ ميغاواط لتأمين التغذية الكهربائية للمدينة، حيث خصصت عدة مواقع ملائمة بمساحة ٣٠٠ ألف متر مربع، وسينجز هذا المشروع الحيوي على ثلاث مراحل.

ويتابع عجان بأن العمل مستمر بوتائر عالية لإنجاز المزيد من المشاريع لتدعيم البنية التحتية والعملية الإنتاجية، وتوفير أفضل الظروف والمناخات للحالة الاستثمارية، ونقوم حالياً بتدعيم البنية التحتية لإنشاء 9 محطات لمعالجة مياه الصرف الملوثة وغير الملوثة، بالإضافة إلى استقطاب الاستثمارات على المدى الطويل بعد أن تم تخصيص ٧٠% من المقاسم الصناعية في المدينة لدعم الاستثمارات، وإعادة فتح السوق التجاري الذي يتم تأهيله على مراحل بكلفة مبدئية ١٥٠ مليون ليرة، كما تم استثمار ٤ مستودعات، ٥٠٠٠ متر لكل مستودع، كما تم الانتهاء من الدراسات المطلوبة لتنفيذ مشروع إنشاء محطة محروقات وطرحها للاستثمار لمدة ٢٥ سنة.

ويرى مدير عام المدينة الصناعية أن هذه المشاريع والاستثمارات الجديدة تعطي دفعاً قوياً للعملية الإنتاجية، وتوفر موارد مالية ثابتة وداعمة للمدينة الصناعية مستقبلاً.

تصوير- يوسف نو