دراساتصحيفة البعث

مهزلة السياسية الأمريكية تجاه الصين

إعداد: عائدة اسعد 

تواصل الإدارة الأمريكية الانحدار إلى مستويات متدنية جديدة في محاولاتها لتعريض العلاقات الصينية الأمريكية للخطر ، وذلك ما يظهر معاناة هذه الإدارة من جنون الارتياب والأفعال الوهمية لبعض السياسيين الأمريكيين، شبيهة بالمثل القديم “أولئك الذين ترغب الآلهة في تدميرهم يصنعون الجنون أولاً”.

لقد فرضت الإدارة الأمريكية الحالية ما يسمى بالعقوبات على كبار المشرعين الصينيين، وفرضت قيوداً على الزوار الصينيين إلى الولايات المتحدة بناءً على انتماءاتهم السياسية، ووافقت مراراً على سبيل المثال لا الحصر على مبيعات الأسلحة إلى تايوان، كما دفعت تحركاتهم المتقلبة والمتهورة بالعلاقات الصينية الأمريكية إلى المنعطف الأكثر خطورة منذ إقامة العلاقات الثنائية قبل أربعة عقود.

إنها نفس المجموعة من السياسيين التي أثبتت أنها غير قادرة فعلياً على معالجة القضايا المحلية كجائحة  COVID-19 المستعرة أو اتساع الفجوة بين الأغنياء والفقراء في البلاد أو التوترات العرقية أو انتشار الشعبوية أو الاقتصاد المتدهور.

في كل يوم ترتكب الولايات المتحدة خطأ استراتيجياً فادحاً من خلال إظهار الصين كخصم لها، أو القيام بمحاولات فصل وإثارة حرب باردة جديدة، غير أن مثل هذه الأعمال الخاطئة لن تصرف انتباه الولايات المتحدة عن مشاكلها الداخلية فحسب بل ستخلق أيضاً حجر عثرة أمام صناع السياسة الخارجية الأمريكيين في المستقبل. وفي الوقت نفسه لن تؤدي الممارسات التدخلية للإدارة الأمريكية إلا إلى استياء أكبر وسط  1.4 مليار صيني. وعليه إذا لم تسحب الإدارة الأمريكية تلك القرارات الخاطئة وتتوقف عن التدخل في الشؤون الداخلية للصين فستترك الصين أمام خيار وحيد  وهو اتخاذ إجراءات مضادة حازمة وقوية للدفاع عن سيادتها وأمنها ومصالحها التنموية.

لقد قررت الصين منذ أيام الرد بالمثل وفرض عقوبات على بعض مسؤولي الإدارة الأمريكية وموظفي الكونغرس والمنظمات غير الحكومية الذين تصرفوا بشكل سيئ وتحملوا مسؤوليات كبيرة بشأن القضايا المتعلقة بـ هونغ كونغ وعلى أفراد أسرهم أيضاً، كما قررت إلغاء معاملة الأمريكيين الذين يحملون جوازات سفر دبلوماسية والذين يقومون بزيارات مؤقتة إلى هونغ كونغ، وماكاو بدون تأشيرة.

وبينما يقوم السياسيون الأمريكيون بمهزلة سياسية حقيقية تلتزم الصين بنهج هادئ ورصين أثناء التعامل مع العلاقات الثنائية، وليس من الغريب أن تكون هناك خلافات وتباين في الآراء بين البلدين بسبب الاختلافات في النظام الاجتماعي ومرحلة التنمية، ناهيك عن التاريخ والثقافة، ومع ذلك يفضل الصينيون التمسك بروح عدم الصراع وعدم المواجهة والاحترام المتبادل والتعاون المربح للجانبين والتركيز على إدارة الخلافات وتعزيز علاقة ثنائية صحية ومستقرة من خلال التواصل بين البلدين.

ويرى محللون سياسيون: لا يزال باب الحوار الصيني مفتوحاً، ومن الممكن للبلدين إيجاد مجالات للتعاون: مكافحة الوباء وتعزيز الانتعاش الاقتصادي ومكافحة تغير المناخ، كما يمكن للجانبين تعزيز التعاون ضمن الأطر المتعددة الأطراف لتحسين الحوكمة العالمية والتقدم نحو عولمة أكثر توازناً وشمولية وجوهرية.

لذلك إن العلاقة الثنائية السليمة مفيدة لكل من الولايات المتحدة والصين وكلما عادت العلاقات إلى مسارها بشكل أسرع  كان ذلك أفضل لكلا البلدين والعالم بأسره.