ثقافةصحيفة البعث

هذا الاحتلال الآخر للشعوب!

أكرم شريم

تعالوا نتساءل معاً عن أسباب احتلال الدولار لكل العملات في العالم هذه الأيام!. نعم!… إنه احتلال.. وخاصة هذاالتحكم وهذا الصعود مع التحكم، ولا أريد أن أذكر كم يساوي من العملة (كذا) أو العملة (كذا).. ولكن ماهي الأسباب؟!.

إذا كانت الأسباب اقتصادية، فلماذا هي اقتصادية؟! كل الشعوب تعمل.. وكل الشعوب حرةوكل الشعوب تحرص على كل العلاقات وفي كل المجالات مع كل الشعوب.

إذن فالأسباب سياسية، وتحديداً بسبب النظام السياسي للدولار إذا جاز التعبير، إن هذا النظام السياسي للدولار يذكرنا بالإقطاع السابق أيام زمان!. فقد كان الإقطاعي يحكم ويتحكم بكل من حوله من الناس وفي كل مجالات الحياة فقط لأنه إقطاعي، وليس لأي سبب آخر يجعله يختلف عن غيره أو يكون أفضل من غيره، وهكذا هو إقطاع الدولار!.

 الإقطاع أيام زمان، كان إذا سمع أو عرف عن وجود امرأة جميلة في أي مكان تطوله يده، يرسل من يأتي بها وبأي شكل كان وبأية طريقة كانت، وطبعاً بالإجبار وجبراً عن كل من حولها من زوج وأهل وأقرباء، ويبقيها عنده لأيام يتمتع بها، ثم يرسلها إلى أهلها فكان زوجها يطلقها وأخوها يقتلها!. هذا هو الإقطاع وهذه هي حقيقته وأعماله غير الطبيعية بل الإجرامية أيضاً!.

ونعود إلى الحديث عن العملات العالمية والدولار، والسؤال الكبير هنا، كما أسلفنا، لماذا يتفوّق الدولار كل هذا التفوق على كل العملات العالمية بحيث يصبح فوق الألف وفوق الألفين في عملة أخرى، وأكثر في عملة ثالثة وإلى آخر هذا التفوق!.

قد يقول قائل: أنا لا أعرف في الاقتصاد، وأجيب: أنا فعلاً لا أعرف في الاقتصاد!. ولكن ألا يوجد اقتصاد قوي إلا في أمريكا؟! في اليابان ألا يوجد اقتصاد قوي؟!. وفي روسيا ألا يوجد اقتصاد قوي؟! .

وفي الصين ألا يوجد اقتصاد قوي؟!. وفي الاتحاد الأوروبي وكمثال في ألمانيا وبريطانيا ألا يوجد اقتصاد قوي؟! فلماذا إذن يتفوق الدولار كل هذا التفوق على العملات العالمية؟! .

ثم السؤال الكبير وهو: أليس الاحتلال المالي احتلالاً اقتصادياً والاحتلال الاقتصادي بطريقة ما احتلالاً سياسياً؟!.. إذن لماذا لا نواجه هذه الأسباب السياسية وغيرها إذا وجدت حتى نعرف أسباب غلاء الدولار الحقيقية، ونواجهها، ومن المؤكد أن معظمها سياسي!.

أنا لا أقول إن كل هذه الأسباب سياسية ولكن أقول إن معظمها أو أهمّها على الأقل سياسي!. فهل يقبل الشعب الأمريكي العظيم والإنساني، وكل الشعوب العظيمة والإنسانية، أن تجوع شعوب كثيرة في هذا العالم بسببه؟! وهكذا تكون النصيحة اليوم أن الشعوب حين تتحرّر لن تبقى هناك أية مشكلة يعاني منها أي شعب في هذا العالم مدى الحياة!.