أخبارصحيفة البعث

بالأغلبية المطلقة.. قرار أممي يؤكد حق الشعب الفلسطيني بالسيادة الدائمة على أراضيه المحتلة

جهود متواصلة لدعم حقوق الشعب الفلسطيني، هدفها الرئيسي الحفاظ على قضية عادلة تجاهل شرعيتها كثيرون وتعامى “عربان” الخليج عنها، لتأتي هذه الجهود وتؤكد أن الحقوق لابدّ ستعود إلى أصحابها، حيث اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة بالأغلبية قرار “السيادة الدائمة للشعب الفلسطيني في الأرض الفلسطينية المحتلة بما فيها القدس”، حيث صوتت 153 دولة لصالحه بينما عارضته خمس دول إضافة إلى كيان الاحتلال الإسرائيلي، فيما امتنعت 17 دولة عن التصويت.

وقال وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي: “إنّ التصويت تأكيد دولي على الحق الراسخ والثابت للشعب الفلسطيني في موارده الطبيعية بما فيها الأرض وموارد الطاقة والمياه دون الانتقاص من حقوقه في بحره وحقه كذلك في التعويض جراء استغلال الاحتلال الإسرائيلي لموارده الطبيعية”.

وطالب المالكي المجتمع الدولي بضرورة الالتزام بتنفيذ القرارات الدولية وضمان حرية استخدام الشعب الفلسطيني لأرضه وحقوقه وموارده ووضع حد لممارسات الاستغلال والانتهاك والسرقة التي يقوم بها الاحتلال.

ودعا المالكي الدول التي صوتت ضد القرار أو تلك التي امتنعت عن التصويت لصالحه إلى أن تعمل على مراجعة مواقفها وأن تأخذ بعين الاعتبار ما نصت عليه القرارات الدولية من ضمان وكفالة حق الشعب الفلسطيني الثابت والأبدي في أرضه وفي حقوقه غير القابلة للتصرف وعلى رأسها حق تقرير المصير والعودة واستقلال دولة فلسطين بعاصمتها القدس.

في الأثناء، جدد الرئيس الروسي فلاديمير التأكيد على موقف روسيا الداعم لحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة وفي مقدمتها إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس، وأكد في اتصال هاتفي مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس مواقف بلاده الثابتة والداعمة للشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة على أساس قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة والقانون الدولي، مشيراً إلى تأييد موسكو عقد مؤتمر دولي للتوصل إلى تسوية للقضية الفلسطينية وخاصة أنه كان لروسيا مبادرة في هذا الشأن جاءت في القرار الأممي 1850.

من جهته، أكد عباس أهمية إيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية تحت رعاية الرباعية الدولية على أساس قرارات الشرعية الدولية والقانون الدولي، مشدّداً على أهمية عقد مؤتمر دولي للتوصل إلى تسوية للقضية الفلسطينية خلال النصف الأول من العام المقبل.

بدوره، جدّد مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة رياض منصور مطالبته المجتمع الدولي بتطبيق قرارات الشرعية الدولية وإنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من حزيران 1967 وعاصمتها القدس.

وأكد منصور أن سلطات الاحتلال تواصل اعتداءاتها على الشعب الفلسطيني وانتهاك القانون الدولي وتقويض أي فرصة لإقامة الدولة الفلسطينية بدعم وتواطؤ كاملين من الولايات المتحدة الأمريكية، مشيراً إلى أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب هي من يعطل تنفيذ قرارات مجلس الأمن الدولي 2334 لعام 2016 الذي يؤكد عدم شرعية الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة ويطالب بوقفه الفوري.

كما أكد مبعوث الأمم المتحدة للشرق الأوسط نيكولاي ملادينوف أن المخططات الاستيطانية الإسرائيلية الأخيرة في الأراضي الفلسطينية المحتلة تمنع إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، مشدّداً على ضرورة تطبيق القرار 2334 الذي يطالب بالوقف الفوري للاستيطان.

وأوضح ملادينوف خلال جلسة لمجلس الأمن الليلة الماضية أن المخططات الاستيطانية الإسرائيلية الأخيرة في الأراضي الفلسطينية المحتلة ستؤدي إلى قطع التواصل بين شمال الضفة الغربية وجنوبها وبين القدس وبيت لحم ما يمنع إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.

وبيّن ملادينوف أن عمليات الاستيطان في الضفة الغربية المحتلة ترسخ الاحتلال وتشكل انتهاكاً صارخاً لقرارات الأمم المتحدة والقانون الدولي، مشدّداً على ضرورة وقف عمليات هدم عقارات وممتلكات الفلسطينيين ووقف تهجيرهم وتطبيق القرار الأممي 2334 لعام 2016 الذي يؤكد عدم شرعية الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة ويطالب بوقفه فوراً.

في سياق آخر، جدّدت هيئة شؤون الأسرى والمحررين مطالبتها بإرسال لجنة طبية دولية للإشراف على الأوضاع الصحية للأسرى الفلسطينيين داخل معتقلات الاحتلال الإسرائيلي، وأفادت الهيئة في بيان بأن هناك 700 حالة مرضية بين الأسرى في معتقلات الاحتلال تتنوع ما بين مشاكل في المعدة والأمعاء والشلل والإعاقة وحالات البتر إضافة إلى وجود 10 حالات مرضية بأورام سرطانية.

ولفت البيان إلى أن هناك 250 حالة مرضية تحتاج لعلاج وتدخل جراحي عاجل منها 40 حالة مستعصية كأمراض القلب والسرطان وبعض حالات البتر والإعاقة.

وشدّد البيان على أن الأوضاع الصحية للأسرى سيئة جداً جراء سياسة الإهمال الطبي المتعمد التي تنتهجها سلطات الاحتلال بحقّهم مطالبة بإرسال لجنة دولية تضم أطباء من اللجنة الدولية للصليب الأحمر ومنظمة الصحة العالمية للإشراف على حالات الأسرى المرضى في معتقلات الاحتلال.

إلى ذلك، طالب عشرات الفلسطينيين خلال وقفة تضامنية في طولكرم بالضفة المجتمع الدولي بالتدخل العاجل والضغط على الاحتلال لوقف جرائمه بحق الأسرى الفلسطينيين في معتقلاته.

وأكد المشاركون في الوقفة الأسبوعية أمام مكتب الصليب الأحمر في طولكرم تضامنهم مع الأسرى ولا سيما المرضى منهم في ظل ما يتعرضون له من انتهاكات وممارسات وحشية في معتقلات الاحتلال وسط إهمال طبي متعمد بحقهم والتي تفاقمت مع انتشار فيروس كورونا.

وشدد المشاركون على ضرورة تحمل المؤسسات الحقوقية والإنسانية الدولية مسؤولياتها والضغط على الاحتلال لوقف انتهاكاته بحق الأسرى والإفراج العاجل عن المرضى منهم وكبار السن والنساء والأطفال الذين باتت حياتهم مهددة بالخطر.

واقتحمت قوات الاحتلال بلدتي العيسوية في القدس المحتلة والظاهرية في الخليل واعتقلت أربعة فلسطينيين.

في سياق متصل، اقتحمت قوات الاحتلال حي وادي قدوم في بلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى بعدد من الجرافات وهدمت منزلاً، كما اقتحمت بلدات جبل المكبر والسواحرة والعيزرية جنوب شرق القدس المحتلة وهدمت عدداً من المنشآت الزراعية والتجارية، فيما اقتحم 108 مستوطنين المسجد الأقصى من جهة باب المغاربة ونفذوا جولات استفزازية في باحاته وسط حراسة مشددة من قوات الاحتلال.