تحقيقاتصحيفة البعث

اختناقات وإرباكات في توزيع المازوت في اللاذقية!

ما تشهده عمليات توزيع المحروقات من إرباكات واختناقات في محافظة اللاذقية برغم كل الإجراءات المعلن عنها لضبطها تجعل من الشتاء الحالي أقسى الشتاءات التي تمرّ بها المحافظة منذ سنوات طويلة، وما يدل على هذا التوصيف تلك الأصوات والانتقادات والملاحظات التي تزدحم كل يوم كازدحام طالبي هذه المواد ومنتظريها والمترقبين لها في عدد لابأس به من الأحياء والضواحي والقرى. وربما تغنيك الصور الملتقطة لمشاهد انتظار المازوت كما البنزين وكذلك الذين يربطون ساعاتهم على موعد التغذية الكهربائية التي تقتصر على الساعة ونصف الساعة يقابلها تقنين أربع ساعات ونصف الساعة، ناهيك عن اختناقات مماثلة في حركة النقل بوسائط النقل الجماعي ولاسيما في ريف المحافظة ومناطقها وقراها التي بات التنقل منها إلى المدينة همّاً وعبئاً في الوصول وفي الكلفة والأجرة وغيرها من اختناقات بات تضغط بقوة على المواطن الذي يعاني ارتفاعات متلاحقة في أسعار المواد والمنتجات والاحتياجات الضرورية في الأسواق، ولعلّه ملّ وكلّ من الشكوى والمراجعة والملاحظة لأن صوته في وادٍ والواقع ومعالجته المنتظرة في وادٍ آخر.

ففي اللاذقية تم تنظيم الكثير من الكتب والمراسلات لمعالجة أكثر من مشكلة ومنها على سبيل مشكلة الاختناقات الحاصلة على توزيع المازوت وما تسببه من إشكالات وإرباكات وتدافعات بين الراغبين بالحصول على مخصصاتهم من المازوت في هذا الشتاء القارس، وأما ساعات الانتظار الطويلة فقد تثمر وتصيب وقد تذهب سدىً وتخيب، كما ذكر أكثر من مواطن أن انتظارهم قارب ٨ ساعات بانتظار صهريج المازوت، ولكن لم يأتِ على أمل أن يحصلوا في المرة القادمة، وأما الكميات التي تمّ توزيعها لغاية تاريخه فإنه بحسب ما أعلن عنه فرع سادكوب في اللاذقية فإنه تمّ توزيع 12,337 مليون ليتر مازوت تدفئة في المحافظة منذ بدء التوزيع في الأول من شهر أيلول وحتى 21 من الشهر الحالي في بلدات مناطق المحافظة الأربعة مع استمرار التوزيع لتغطية جميع المناطق في المحافظة.

وكان المقترح الخطي المرفوع باسم محافظة اللاذقية إلى وزارة النفط والثروة المعدنية إمكانية اعتماد البطاقة الإلكترونية في توزيع المازوت تماماً كما يتم اعتمادها بعملية توزيع الغاز، وذلك في إطار البحث المستمر عن آليات مجدية في عملية توزيع مازوت التدفئة فإن لجنة المحروقات في المحافظة اقترحت تطبيق الرسائل لتوزيع مازوت التدفئة من خلال تخصيص محطات وقود في كل منطقة بحيث يتم تسيير صهريج للتعبئة حسب الرسالة وعنوان المستفيد ضمن الاجراءات لتخفيف الازدحام عند توزيع المادة وبرغم انقضاء نحو شهر ونصف الشهر على المقترح ودخول فصل الشتاء بذروته إلا أن ساكنا لم يتحرك، ومازال السؤال المتداول بين كثير من المواطنين: هل حصلت على المازوت؟ في مؤشر على تعذّر الحصول على هذه المادة والتعثّر الواضح في عملية توزيعها برغم الحاجة القصوى والماسة والشديدة لها في ظل هذا الشتاء الشديد البرودة، ولاسيما أن المازوت بات أكثر من ضروري للتدفئة بسبب التقنين الطويل في التيار الكهربائي وعدم كفاية حاجة الأسرة من مادة الغاز المنزلي الذي تتراوح مدة الحصول عليها ما بين ٤٥ الى ٦٠ يوماً، وأما أزمة البنزين فقد بدت تلوح بشكل تدريجي ملامح اختناقات كثيفة أمام محطات المحروقات وربما – بل الأكيد – عندما تبحث عن الأسباب من المعنيين بشؤون هذه الاحتياجات سوف يسارعون إلى التفنيد وتعليق الأزمات على مشجب الأزمة والظروف الراهنة، ونقص المخصصات وزيادة عدد المقيمين في المحافظة وغيرها من مبررات باتت محفوظة عن ظهر قلب، ولكن ما يهم الناس تأمين المعالجات الممكنة والبدائل المتاحة وفي أضعف الإيمان تنظيم وتسريع الإجراءات ومنع كل أشكال التجاوزات أياً كانت لأنها تلقي بظلالها القاتمة على الاحتياجات الضرورية المطلوبة.

مروان حويجة