رياضةصحيفة البعث

قرارات تعجز عن إيقاف الشغب.. وعدم الاستفادة من التجارب يسهل التجاوزات

ما تشهده ملاعبنا من أحداث شغب واعتداءات تخطى مرحلة الممارسة الفردية أو الحالات الشخصية، وباتت تُرى على أنها سمة تلصق بجمهورنا الرياضي، ومن الضروري أن تكون هناك خطط أكثر فعالية، وضوابط أخرى أكثر صرامة تمنع مثل تلك الحالات في ملاعبنا.

إن القرارات المتكررة في تغريم النادي بمبالغ مالية، وربط إدارات الأندية بتجاوزات جمهورها، وحرمان المناصرين من التواجد في المدرجات عدة مباريات “مثلاً”، لم تثبت فعاليتها، أو قللت من شغب الجمهور، بل على العكس عادت أحداث الشغب وفرضت نفسها بقوة، ويكاد لا يمر أي أسبوع من منافسات الدوري إلا وظهرت صورة الشغب مرافقة لمباريات الدوري.

وما يعاب على الضوابط الرادعة المحلية أنها قرارات لحظية توقع بموجب ظرف راهن دون التفكير بإمكانية القضاء على الظاهرة، أو التقليل منها على أقل تقدير، فمع تكرار أحداث الشغب، تعود العقوبات المماثلة التي صدرت مسبقاً وكأن شيئاً لم يكن، ثم يعود الجمهور إلى تجاوزاته، وهكذا دواليك.

مثل تلك الأحداث ليست مقتصرة فقط على دورينا ورياضتنا، وإنما توجد في معظم دول العالم بما فيها “أوروبا” التي عانت جميعها من تجاوزات مشجعيها، وحاولت دراسة هذه الظاهرة دراسة علمية منظمة، وربط علم النفس والاجتماع في دراسة الجمهور وأسباب شغبه، واستخلصت عدة حلول ساهمت بشكل أو بآخر في السيطرة على المدرجات، فلماذا لا تتم الاستفادة من تلك التجارب؟ فعلى سبيل المثال لماذا لا يعين ضباط شرطة يجري إلحاقهم لدى الأندية الرياضية بمرافقة المباريات بغية التعرف على محدثي الشغب وإلقاء القبض عليهم؟ أو أن يشكّل النادي نفسه لجاناً أمنية خاصة تراقب الجمهور وتحاول ضبطه وردعه في حال المخالفات حتى لا تطال النادي عقوبات مالية متلاحقة مع كل حادث شغب، إذ إن استنكار إدارة النادي وحدها، وشجب أفعال الجمهور لا يكفيان، كما يمكن إعادة النظر في تحديد سعر التذكرة ورفعها قياساً ببعض الدول العربية، حيث اعتمدت على ذلك المبدأ كي تحد من دخول المشجعين الذي يثيرون الشغب، أو أن تكون عقوبة حرمان الجمهور من حضور مباريات فريقه ذات مدة طويلة تصل إلى موسم كامل، وبشأن حالات نزول المشجع إلى الملعب وتعديه على الحكام أو لاعب ما أو أحد الكوادر الفنية، كما حصل في مباراة الحرجلة وجبلة يوم أمس الأحد، فقد زودت اتحادات الكرة في بعض الدول لمثل تلك الحوادث بـ “كلاب الشرطة”، وضمنت بذلك الحراسة، وتأمين الأسوار المحاذية للأرضية، مع خلق رادع عند المشجع، ونوع من الخوف عنده.

وما لا شك فيه أن الشخص المشجع هو المسؤول الأول عن نفسه، وينبغي أن يتحلى بضبط النفس والالتزام الأخلاقي، بيد أنه في ظل تكرار أعمال الشغب والعنف لابد من قرارات عملية وأكثر قدرة على التحكم بسلوك المشجعين وممارساتهم.

محمد ديب بظت