دراساتصحيفة البعث

هل سيوجه دونالد ترامب ضربة عسكرية ضد إيران؟

ريا خوري

لم يتوقّف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوماً عن تهديد جمهورية إيران الإسلامية، وكان آخر تهديد له، وهو على أعتاب خروجه من البيت الأبيض نتيجة انتهاء ولايته، هو توجيه ضربة عسكرية ضد اثنين وخمسين هدفاً داخل إيران!.

يرى العديد من السياسيين والمراقبين، الذين انهمكوا في قراءة المشهد بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران، أنَّ دونالد ترامب رجل الفوضى، وبالتالي يمكن أن يستيقظ العالم قبل العشرين من كانون الثاني 2021  وهو اليوم الأخير لـ ترامب في البيت الأبيض على وقع قرع طبول الحرب، ويعتقدون أن سيظهر بعد الاعتداء ليعلن أنه يحمي الأمن القومي للولايات المتحدة!.

هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى يكون قد ترك للرئيس جو بايدن إرثاً موجعاً يصعب ترميمه بسرعة، وقد يعلن أيضاً الأحكام العرفية في البلاد مما يشكّل بهذا الإجراء عائقاً آخر أمام تسلّم بايدن مهامه، والدليل على احتمال اتخاذ القرار بإعلان الأحكام العرفية هو تصريح لكبار الجنرالات في الجيش الأمريكي بوجود خطط جاهزة سيقومون بتنفيذها على أكمل وجه لمواجهة قرارات ترامب، وهذا يعني تماماً أن الأمر وارد ومحتمل الوقوع. لكن عدداً كبيراً من المراقبين والمحلّلين السياسيين يرون أن ترامب لن يقوم بأي عمل عسكري ضد إيران، وإنما يلوح كعادته باستخدام القوة العسكرية كسياسة اعتاد على اتباعها. وهناك فريق آخر يرى أن الكيان الصهيوني قد يورّط الولايات المتحدة في حرب مع إيران من خلال توجيه هجوم عسكري مباشر على القوات الإيرانية ومواقعها الإستراتيجية الـ 52، منتهزاً آخر أيام ترامب في البيت الأبيض، خاصةً وأن الكيان الصهيوني على يقين بأن الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن لن يدخل في أي صراع عسكري مع إيران، لأنه كان قد أعلن أولوياته التي تنصبّ على الشأن الداخلي.

مما لا شك فيه أن هناك من يسعى لإشعال فتيل الحرب بين إيران والولايات المتحدة بهدف إعادة خلط الأوراق من جديد وعلى قواعد جديدة، ومعروف أن حرباً بهذا المستوى ستشكّل فرصة كبيرة لنشوء التنظيمات المتشدّدة مثلما حدث بعد غزو الولايات المتحدة واحتلالها للعراق، وظهور جماعات عديدة متشدّدة، ما يعيد الزمن مجدداً إلى الوراء. وقد يسمح هذا بعودة تمركز القوات الأمريكية في العراق وعلى طول الشريط الحدودي مع إيران، وبالتالي انتشار تلك القوى والتنظيمات سيؤثر بقوة على المنطقة برمتها، وقد تبدأ من جديد حرب على الإرهاب لا نهاية لها.