تحقيقاتصحيفة البعث

في شوارع دمشق.. انتظار طويل لوسائل النقل؟

لم يعد الانتظار الطويل للعثور على وسيلة نقل في العاصمة دمشق ظاهرة غريبة من نوعها، فهذا المشهد يعيشه أبناء دمشق وقاطنوها يومياً، ولا يمكننا تجاهل أزمة النقل التي تتفاقم يوماً بعد يوم، فقد أضحت مشكلة لا يستهان بها وبحاجة لحلول مستعجلة.

يوميات الناس
مريم (طالبة أدب عربي) تقول: “أخرج من منزلي قبل محاضرتي بساعتين، وفي بعض الأحيان أصل متأخرة، والسبب هو عدم وجود باصات أو قلّة عددها مقارنة بالازدحام صباحاً”. وأوضح عبد الله (مدرس لغة فرنسية) المشكلة بالقول: “أزمة المواصلات تتكرّر كل سنة مع افتتاح الجامعات والمدارس، فوسائل النقل قليلة جداً مقارنة بعدد سكان مدينة دمشق، وخاصة في أوقات الذروة، حيث أنتظر أحياناً ساعة لأحصل على مقعد، وأحياناً أخرى أعود إلى منزلي”.
أما أم محمد (ربة منزل) فتقول: “أغلب مناطق دمشق تشهد الازدحام نفسه في الأسواق وعند الجامعات والمدارس وكذلك الكراجات، وبعض السائقين يستغلون ذلك بزيادة التسعيرة”.

رواتبنا للمواصلات فقط
قلّة عدد الباصات والسرافيس باتت فرصة يستغلها سائقو التكاسي، ففي ظل الازدحام الخانق تغدو التكسي الحلّ الأفضل لأغلب قاطني دمشق، ومن حاجة الناس نشأ جشع سائقي التكاسي، فازدادت تسعيرتهم بشكل كبير وكان لهم “لحسة إصبع” كما يُقال من أزمة المواصلات، وفق ما قالته سحر محمد (موظفة). بدوره علي (مهندس) تحدث عن معاناته بالقول: “أغلب السرافيس تتعاقد مع طلاب المدارس أو الموظفين، لذلك أضطر لركوب التكسي، والآن أقل طلب 1000 ليرة سورية حتى لو كانت المسافة قصيرة لا تتعدى الخمس دقائق”!.

أما محمد فيقول: “أغلب سائقي السرافيس يتحججون بعبارة (مو طالع) أو أنهم ذاهبون إلى الكازية، لذلك تتجمع التكاسي قرب مواقف الباصات مستغلة الظرف، فتدفع ما يطلبه منك سائق التكسي مرغماً لتصل إلى وجهتك”.

حل المشكلة
مازن الدباس عضو المكتب التنفيذي لقطاع النقل في محافظة دمشق، أكد سعي المحافظة لضبط وسائل النقل ضمن دمشق من خلال مراقبة عملها ضمن الخطوط وعدم تغيير أي سرفيس أو باص لخطه، وكذلك الالتزام ببداية ونهاية كل خط مروري، وذلك تسهيلاً لحركة المواطنين والتخفيف من الازدحام، أما بالنسبة لتعاقد السرافيس مع طلاب المدارس أو الجامعات أو الشركات ضمن محافظة دمشق فهذا مخالف للقرار الصادر منذ حوالي السنة والثلاثة أشهر تقريباً، حيث يتعرض السائق للحجز الفوري والمخالفة.
وأوضح الدباس أهمية الالتزام بالتعرفة النظامية، وأي سائق يخالف ذلك تحت أي ظرف فعمله مرفوض، وخاصة أن الحكومة السورية أصدرت بطاقات لتزويد وسائل النقل بالوقود بشكل يومي. وشدّد دباس على ضرورة تنظيم الضبوط اللازمة بحق السائقين المخالفين الذين يستخدمون مادة المازوت لغير الغاية المخصّصة لها والإحالة إلى القضاء المختص وإيقاف تزويدهم بالوقود. وأشار دباس إلى أن وعي المواطن جزء من الحل، وأن ثقافة الشكوى ضرورية في مجتمعنا، إذ يمكن لأي مواطن الاتصال على الأرقام 115 و119 وتقديم شكوى بحق أي سائق مخالف.

نحلة واحدة
لعلّ حصار الأزمات الذي نعيشه شمل قطاع النقل على الرغم من كون أزمة المواصلات ظاهرة عالمية قلّ أن تخلو منها عاصمة من العواصم، لكن علينا أن نسعى لإيجاد حلول ناجعة وألا نقف مكتوفي الأيدي، وهنا يستحضرني مثل روسي يقول (نحلة واحدة لا تجني العسل)، فلماذا لا يكون التعاون عنوان المرحلة المقبلة؟.

يارا شاهين