الصفحة الاولىسلايد الجريدةصحيفة البعث

النواب الأمريكي: مستعدون للمضي قدماً في إجراءات عزل ترامب

بعدما اقتحم مناصرون لترامب مبنى الكابيتول الأربعاء وعاثوا فيه خراباً، أعلنت كاثرين كلارك، مساعدة رئيسة مجلس النواب الأمريكي إن الديمقراطيين في مجلس النواب مستعدون للمضي قدماً في إجراءات عزل الرئيس دونالد ترامب، وقالت: “يجب أن نعزل ترامب من منصبه، وسنواصل العمل بكل أداة لدينا للتأكد من أن ذلك يحدث لحماية ديمقراطيتنا”، مشيرة إلى أنه “إذا لم يتذرع نائب الرئيس مايك بينس بالتعديل الخامس والعشرين للدستور الأمريكي لإزالة ترامب، فسنمضي قدماً في إجراءات العزل”.

والخميس، أصدر ترامب بياناً مقتضباً التزم فيه بنقل “منظّم” للسلطة، مؤكداً من جديد “اختلافه التامّ” مع نتيجة الانتخابات.

ومع مرور ساعات النهار، تعالت الأصوات لتنحية ترامب قبل أقلّ من أسبوعين من انتهاء ولايته.

إلى ذلك، دعا رئيس اللجنة القضائية في مجلس النواب الأميركي، جيرولد نادلر، إلى ضرورة عزل ترامب فوراً من منصبه.

وتزامن موقف نادلر مع إعلان المدعي الفدرالي، مايكل شيروين، الذي يحقق في أحداث الكونغرس، أن التحقيقات والاتهامات ستطال ترامب بسبب تصريحاته أمام حشد من المتظاهرين  قبل وقت قصير من اقتحامهم قاعات الكونغرس، موضحاً أن الاتهامات لن تنحصر بأولئك الذين اقتحموا الكونغرس بل سينظر في وضع جميع المتورطين في الأحداث.

وكانت منظمة العفو الدولية اتهمت ترامب الخميس بالتحريض على العنف والترهيب برفضه قبول نتائج الانتخابات الرئاسية، مشيرة إلى أنه “احتضن الجماعات المتعصبة للبيض والمتطرفين وأجج نيران العنف والفوضى”.

وفي وقت سابق الخميس، طلبت رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي وزعيم الأقلية الديمقراطية في مجلس الشيوخ تشاك شومر من نائب الرئيس تفعيل التعديل الـ25 وتسلم مقاليد الحكم قبل تنصيب بايدن في 20 كانون الثاني.

وينص هذا التعديل على تسليم الحكم إلى نائب الرئيس في ظروف منها وفاة رئيس الدولة أو فقدانه القدرة على أداء مهام الرئاسة.

وهدد شومر وبيلوسي بإطلاق إجراءات عزل ترامب داخل الكونغرس في حال رفض بنس الاستجابة لندائهما.

وأفادت وسائل إعلام أميركية بأن نائب الرئيس مايك بنس يعارض استخدام التعديل الـ25 في الدستور لعزل ترامب، الذي حاول من جهته احتواء الموقف، فيما أدان أحداث العنف التي شهدها مبنى الكونغرس، وقال إن من شاركوا فيها “لا يمثلون الولايات المتحدة، وسيدفعون الثمن”، متعهداً “بضمان انتقال سلس ومنظم للسلطة” في 20 كانون الثاني الجاري.

وكشفت صحيفة “نيويورك تايمز” أن ترامب اقترح على مساعديه خلال الأسابيع الماضية إصدار عفو رئاسي عن نفسه في الأيام الأخيرة من رئاسته، لافتة إلى أن خطوة ترامب “من شأنها أن تمثل واحدة من أكثر الاستخدامات غير العادية وغير المختبرة للسلطة الرئاسية في التاريخ الأميركي، ولم يعف أي رئيس أميركي من قبل عن نفسه”، فيما ينقسم خبراء القانون الأميركيون بشأن إذا ما كانت المحاكم ستعترف بهذا العفو أم لا.

يأتي ذلك بالتزامن مع توالي الاستقالات من إدارة الرئيس الأميركي، حيث قدمت وزيرة التعليم الأميركية بيتسي ديفوس اليوم استقالتها، معتبرة أن الرئيس ترامب دفع المتظاهرين إلى اقتحام الكونغرس.

وقبل ساعات أعلنت وزيرة النقل الأميركية إيلين تشاو، وهي زوجة زعيم الجمهوريين في مجلس الشيوخ السناتور ميتش ماكونيل، استقالتها من منصبها غداة اقتحام أنصار ترامب الكابيتول.

كما استقال أربعة مستشارين كبار في مجلس الأمن القومي. ونقلت وكالة رويترز عن مسؤولين في الإدارة الأميركية أن المسؤولين الذين استقالوا هم: مدير الشؤون الأفريقي، ومدير سياس الدفاع، والمدير الأول لأسلحة الدمار الشامل، ومدير شؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وسط توقعات بتوالي الاستقالات بين صفوف المسؤولين الأمريكيين.

ترامب، وبعد الاقتحام الذي هز الولايات المتحدة، دعا إلى “المصالحة وتضميد الجراح” منددا “بهجوم مشين” شنه مناصروه على مقر الكونغرس، وقال في شريط فيديو بثته وسائل إعلام “إنه ساخط إزاء أعمال العنف التي ارتكبها مئات من أنصاره خلال اقتحامهم مبنى الكابيتول الأربعاء الماضي”، لكنه أضاف “عشنا للتو انتخابات شديدة الوطأة والعواطف لا تزال جياشة لكن ينبغي التحلي بالهدوء”.

الرئيس المنتهية ولايته قال إن تركيزه الآن ينصب على ضمان “انتقال هادئ ومنظم وسلس” للسلطة من دون أن يقر صراحة بهزيمته أمام جو بايدن في الانتخابات الرئاسية ليتولى دور المسؤول المكلف تضميد جراح البلاد التي عاشت برأيه “أحد أحلك الأيام” في تاريخها، دون أن يعترف بمسؤوليته عما حدث.