الصفحة الاولىسلايد الجريدةصحيفة البعث

مخطط استيطاني جديد في الضفة.. والكنائس الفلسطينية تحذر من تهويد القدس القديمة

تتواصل اعتداءات كيان الاحتلال الإسرائيلي بحق الفلسطينيين وأراضيهم ومصادر رزقهم في محاولة مستميتة لتهجيرهم وتصفية حقوقهم، فيما المؤسسات الرسمية تواصل مناشدة المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية ومطالبته بتحمل مسؤولياته والتدخل السريع لوقف جرائم الاحتلال، حيث اقتحمت مجموعة من المستوطنين الإسرائيليين بحماية قوات الاحتلال منطقة الطويل شرق بلدة عقربا جنوب نابلس بالضفة الغربية وجرفت مساحات من أراضيها بهدف الاستيلاء عليها وتوسيع مستوطنة مقامة في المنطقة.

كما اقتحم مستوطنون إسرائيليون قرية جالود جنوب مدينة نابلس في الضفة واقتلعوا وسرقوا 60 شجرة زيتون، وقال مسؤول ملف مقاومة الاستيطان شمال الضفة غسان دغلس: “إنّ مستوطنين اقتحموا أراضي الفلسطينيين الزراعية في القرية واقتلعوا 60 شجرة زيتون وقاموا بسرقتها”.

واقتحم عشرات المستوطنين المسجد الأقصى من جهة باب المغاربة ونفذوا جولات استفزازية في باحاته وسط حراسة مشددة من قوات الاحتلال، فيما أطلقت بحرية الاحتلال النار باتجاه مراكب الصيادين الفلسطينيين في البحر قبالة منطقة السودانية شمال قطاع غزة المحاصر، كما أطلقت قوات الاحتلال المتمركزة على أحد حواجزها غرب بلدة فرعون جنوب طولكرم بالضفة الرصاص باتجاه الفلسطينيين ما أدى إلى إصابة ستة منهم بجروح. واقتحمت قوات الاحتلال بلدات قباطية في جنين ونحالين في بيت لحم وسبسطية في نابلس ومخيم الجلزون في رام الله واعتقلت عشرة فلسطينيين.

في الأثناء، أعلنت سلطات الاحتلال مخططاً استيطانياً جديداً لإقامة 800 وحدة استيطانية في الضفة الغربية، يهدف لتوسعة عدة مستوطنات مقامة على أراضي الفلسطينيين في القدس المحتلة ورام الله ونابلس وقلقيلية وجنين في الضفة، فيما جددت الرئاسة الفلسطينية التأكيد على أن مخططات الاحتلال الإسرائيلي الاستيطانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة تخالف القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن وتقوض أي فرصة لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على خط الرابع من حزيران بعاصمتها القدس.

وأوضح المتحدث باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة في بيان  عن إقامة 800 وحدة استيطانية جديدة في الضفة الغربية دليل على صمت وتخاذل المجتمع الدولي الأمر الذي شجع الاحتلال على التمادي في انتهاك القرارات الدولية ولا سيما القرار 2334 الذي يؤكد عدم شرعية الاستيطان ويطالب بوقفه فوراً، وشدد أبو ردينة على أن محاولات الاحتلال الاستيلاء على مزيد من أراضي فلسطين بدعم أميركي لن تخلق أي شرعية للاستيطان وأن الشعب الفلسطيني سيواصل نضاله حتى إسقاط كل المؤامرات والمخططات الرامية إلى تصفية قضيته.

إلى ذلك، حذّرت اللجنة الرئاسية العليا لشؤون الكنائس في فلسطين من خطورة مخطط الاحتلال الإسرائيلي لتهويد البلدة القديمة في القدس المحتلة وتغيير هويتها التاريخية.

وأكدت اللجنة في بيان أن مخطط الاحتلال الاستيطاني التهويدي الذي يهدف إلى تغيير الطابع التاريخي العربي الإسلامي والمسيحي في البلدة القديمة يشكل خرقاً صارخاً لكل القرارات الدولية ذات الصلة وفي مقدمتها قرارات منظمة اليونسكو التي أدرجت البلدة القديمة في القدس المحتلة على قائمة التراث العالمي.

وطالبت اللجنة المجتمع الدولي ومؤسساته تحمل مسؤولياتهم والتدخل العاجل واتخاذ خطوات عملية لمنع تنفيذ هذا المخطط باعتبار القدس مدينة فلسطينية محتلة وفق القانون الدولي واتفاقية جنيف والتي تنص على عدم أحقية الاحتلال إجراء تغييرات على المناطق المحتلة.

بدورها، جدّدت وزارة الخارجية الفلسطينية مطالبتها مجلس الأمن الدولي بتحمل مسؤولياته السياسية والقانونية والأخلاقية وتنفيذ قرارات الشرعية الدولية لوقف جرائم الاحتلال الإسرائيلي بحق المسجد الأقصى المبارك.

وأدانت الخارجية حفريات الاحتلال المستمرة في ساحة البراق الجدار الغربي للمسجد الأقصى وقرب باب المغاربة، مبينةً أنها امتداد للمخططات الإسرائيلية الرامية لتهويد الأقصى ومحيطه.

وأشارت إلى أن بلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى تتعرض لاستهداف يومي متواصل يرمي إلى تهجير المقدسيين سواء من خلال عمليات هدم المنازل أو الاستيلاء على الأراضي وتجريفها كما حصل بالأمس في حي وادي الربابة في انتهاك صارخ للقرارات الأممية ذات الصلة وفي مقدمتها قرارات منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “اليونيسكو”.

وفيما يتعلق بوضع الأسرى، حذّرت هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينيين من تدهور الحالة الصحية للأسير المصاب بالسرطان حسين مسالمة جراء ممارسات سلطات الاحتلال التعسفية بحقه وفي مقدمتها الإهمال الطبي المتعمد.

وأوضحت الهيئة في بيان أن الأسير مسالمة المعتقل منذ عام 2002 كان يعاني في الفترة السابقة من آلام وأوجاع حادة في البطن لكن سلطات الاحتلال ماطلت في تشخيص حالته وتقديم العلاج له وتبينت فيما بعد إصابته بسرطان الدم ليرتفع بذلك عدد الأسرى المرضى المصابين بالسرطان داخل معتقلات الاحتلال إلى أكثر من 12 أسيراً.

وأشارت الهيئة إلى أن سلطات الاحتلال تمعن بانتهاك حقوق الأسرى في معتقلاتها وخاصة المرضى، حيث تتعمّد استهدافهم بإهمال أوضاعهم الصحية وعدم تقديم العلاج الناجع لهم والاستهتار بأرواحهم، لافتةً إلى أنه مع تفشي فيروس كورونا وازدياد أعداد الإصابات بين صفوف الأسرى أصبح هناك قلق شديد على مصير الأسرى المرضى ذوي المناعة المنخفضة كمرضى السرطان وخاصة أنهم محتجزون في ظروف تفتقر إلى أدنى شروط الصحة والسلامة وتعتبر بيئة حاضنة لانتشار الفيروس.

وطالبت الهيئة مؤسسات المجتمع الدولي الحقوقية والقانونية والإنسانية بضرورة التدخل العاجل والضغط على سلطات الاحتلال للإفراج عن الأسرى المرضى ولا سيما مرضى السرطان وإنقاذ حياتهم.