تحقيقاتصحيفة البعث

بعد عامين على إعارتها للجامعة.. الثانوية التجارية القديمة في الدريكيش دون تأهيل واستثمار؟!

بعد موافقة لجنة الإغاثة في محافظة طرطوس على تأهيل واستثمار الثانوية التجارية في الدريكيش لإعارة المبنى لصالح جامعة طرطوس لمدة عشر سنوات، إلا أنه منذ سنتين ولتاريخه لم يستثمر البناء لصالح الجامعة، ومازال الوضع على حاله.

الحاجة ملحة
تشهد مدارس مدينة الدريكيش اكتظاظاً طلابياً، حيث يفوق عدد طلاب الشعبة الواحدة خمسة وثلاثين طالباً، وأكثر في بعض المدارس، لاسيما في مدارس التعليم الأساسي، وهذا يخالف الإجراءات الوقائية المتبعة للتصدي لفيروس كورونا، وانطلاقاً من الحاجة الماسة لتأهيل الثانوية، تعزيزاً للإجراءات الوقائية في مدارس التربية أو كليات الجامعة، كان لابد من استثمار البناء، وبالتالي يتم التخفيف من الكثافة الطلابية في مدارس المدينة، كما يمكن أن تستفيد منه ثانوية الشهيد مصطفى حسين الصناعية المجاورة للبناء، إضافة إلى إمكانية استثماره لصالح طلاب الثانوية الفندقية في المدينة، إذاً، خيارات عديدة يمكن من خلالها الاستفادة من البناء “المجمد” والمهمل؟!.

مقترح لجنة من التربية
علي علي مدير المجمع التربوي بالدريكيش أكد أنه مع بداية عام 2013 دخل إلى الثانوية التجارية القديمة الوافدون من محافظة حلب، وخرجوا منها عام 2018، وسلمتها لجنة الإغاثة بالمحافظة إلى وزارة التعليم العالي من خلال توقيع عقد إعارة بين مديرية التربية وجامعة طرطوس لمدة عشر سنوات، وبموافقة وزيري التربية والتعليم العالي، وبناء عليه فقد تم تسليم الثانوية تسليماً نظامياً إلى جامعة طرطوس، لافتاً إلى أنه ولتاريخه مازالت الثانوية على حالها ولم تستثمر، ولذلك طالبت مديرية التربية بإعادتها عن طريق المحافظة، حيث اقترحت لجنة من مديرية التربية بطرطوس إعادتها إلى وزارة التربية، وبذلك تتم إعادة الثانوية التجارية “الجديدة” إلى مكانها الأساسي “البناء القديم”، على أن تستثمر الكتلة البنائية بجانب المجمع مع المجمع ومستودع الكتب لصالح مدرسة الثورة “المكتظة” بالطلاب، وينقل المستودع والمجمع إلى مدرسة الثورة كونها بناء أثرياً قديماً لا يمكن أن يجرى عليه تأهيل دون موافقة من الآثار والمتاحف، لأنها مصنفة أثرية، وعمرها يفوق المئة عام.

كلية الحقوق.. خيار
ونظراً لاتساع مساحة الثانوية التجارية القديمة فإنها تتألف من طابقين، كما أن قاعات الطابق الأول أشبه بالهنغارات، وبذلك تصلح مدرجات لطلبة كلية الحقوق، ورأى مدير المجمع وبعض الموجهين والمدرّسين والأهالي أن استثمار المدرسة لصالح الجامعة أفضل لافتتاح كلية الحقوق، وذلك لوجود عدد من طلاب المحافظة يدرسون الحقوق في جامعة تشرين باللاذقية، وبجامعة البعث بحمص، أو بجامعة حلب، الأمر الذي يوفر مصاريف وأجور تنقلات، كما يخفف من عناء السفر تزامناً مع عدم حصول الكثير من الطلبة على سكن جامعي، ما يضطرهم للذهاب والإياب بيوم تقديم المادة الامتحانية نفسه.

الحاجة ماسة
تقع الثانوية التجارية القديمة بجانب ثانوية الشهيد مصطفى حسين الصناعية، وبناء عليه أكدت المهندسة يولا عثمان مديرة الثانوية الصناعية على الحاجة الماسة للبناء، وقالت: انطلاقاً من حاجة طلبتنا للبناء خاطبنا مديرية التربية لنبيّن حاجتنا له، وذلك لنقل حرفة الحاسوب إليه على اعتبار أن البناء أساساً تابع للثانوية الصناعية ومفتوح عليها، حيث وافقت التربية على تخصيص طابق للثانوية الصناعية، وطابق للثانوية التجارية.

اكتظاظ طلابي
وبما أن الثانوية التجارية منشأة تعليمية تابعة للدولة، أكدت ثريا الجندي عضو المكتب التنفيذي المختص في المحافظة على ضرورة تأهيلها ووضعها بالاستثمار إن كان للجامعة أو للتربية تزامناً مع وجود اكتظاظ طلابي إن كان بمدارس التربية أو بكليات الجامعة، مشيرة إلى خطورة الوضع، لاسيما مع ذروة انتشار فيروس كورونا، وضرورة اتباع الإجراءات الوقائية وتعزيزها.

الحل الأمثل
ثمة مصادر أكدت لنا على الصيانة التي حظيت بها الثانوية بفترة وجود الوافدين فيها من مغاسل ومجال وحمامات، وبذلك وضعت بها مبالغ جيدة، ويبقى استثمارها هو الحل الأمثل إن كان لصالح الجامعة أو التربية بدلاً من بقاء الموضوع بين أخذ ورد!.

دارين حسن