أخبارصحيفة البعث

طهران: تشغيل مصنع أصفهان لا يتعارض مع معاهدة عدم الانتشار

انتقد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زادة بيان الترويكا الأوروبية “بريطانيا وفرنسا وألمانيا” حول تشغيل مصنع أصفهان لليورانيوم المعدني.

وقال خطيب زاده: “إنّ البيان المنشور كان بياناً مشتركاً للمتحدثين باسم وزارة الخارجية للدول الثلاث وليس بياناً مشتركاً لوزراء الخارجية ولكن على أي حال كما أعلنت منظمة الطاقة الذرية الإيرانية فإن تشغيل مصنع أصفهان لليورانيوم المعدني يستند إلى قانون مجلس الشورى الإسلامي وإنتاج الوقود المتقدم “السيليسايد” من أجل استخدامه في مفاعل طهران للأبحاث وهما قضيتان مختلفتان تماماً”.

وأضاف خطيب زادة: “إنّ ما أبلغت عنه الوكالة الدولية للطاقة الذرية هو بدء أنشطة البحث والتطوير لتصميم وقود أكثر تطوراً لمفاعل طهران البحثي المسمى وقود “السيليسايد” والذي أخطرت إيران الوكالة الدولية بخطتها لإنتاجه قبل عامين ومؤخراً قدمت معلومات التصميم ذات الصلة به”.

وشدّد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية على أن لليورانيوم المعدني استخدامات سلمية وتستخدمه بعض الدول في مفاعلاتها وهذا لا يتعارض مع معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية والتزامات الدول بالضمانات، وفي الوقت نفسه تعد هذه التكنولوجيا مطلباً لإيران التي يجب أن توفر لمرضاها أفضل الأدوية الإشعاعية جودة بالإضافة إلى الاستخدامات الإنسانية والسلمية تماماً.

في الأثناء، بدأت القوات البرية في الجيش الإيراني مناورات “اقتدار 99”  بمشاركة وحدات قواتٍ مجوقلة وقوات الرد السريع وبدعم من القوات الجويّة، على نطاق واسع قرب سواحل مكران جنوب البلاد، وذلك بحضور القائد العام للجيش الإيراني اللواء عبد الرحيم موسوي، وقائد القوات البرية العميد كيومرث حيدري وقادة ومسؤولي الأركان العامة للقوات المسلحة وأركان الجيش.

وتأتي هذه التدريبات بهدف تقييم الجاهزية القتالية لوحدات القوات البرية الإيرانية في مواجهة التهديدات والانتقال السريع للقوات إلى منطقة المهام وفق الخطط المقررة ويتم خلالها تطبيق مجموعة متنوعة من التكتيكات المبتكرة المحلية لتقييم المهارات المتعددة للألوية المحترفة في القوات البرية.

كما ستتضمن تدريبات هجومية وهادفة لأول مرة على مستوى القوات البرية وعمليات جوية متحركة وعمليات التسلل على سطح البحر وتحت السطح والتحرك نحو أهداف بحرية للعدو وستستخدم خلالها أسلحة محلية الصنع، وسيتم أيضاً استخدام تكتيكات عسكرية حديثة فضلاً عن تنفيذ تدريبات مختلفة في البحر والبر والمناطق الجبلية.

وأكد المتحدث باسم مناورات “اقتدار 99” كيومرث شرفي أنه تمّ للمرة الأولى تنفيذ عملية هجومية مشتركة للواء الجوي المحمول جواً على سواحل مكران، باستخدام مجموعة متنوّعة من الأسلحة والمعدات الآلية، وأشار أن “اللواء 55” المحمول جواً بالقوة البرية للجيش، قام في المرحلة الأولى من المناورات بإجراء عمليات القفز بواسطة المظلات وناقلات الأفراد من طراز “BMP2″، وتابع شارحاً: “هبطت القوات المحمولة جواً على شكل مئات المظليين، أقلتهم طائرات تابعة للجيش من طراز C-130، في المواقع المحددة خلال عملية مخططة لها مسبقاً”، وذلك بالتزامن مع “إنزال أسلحة ومعدات عسكرية بما فيها الدراجات النارية وقاذفات صواريخ عيار 107 ملم ومدافع عيار 23 ملم، في منطقة المناورات العامة”.

من جهته، أكد اللواء سلامي أن “المناورات التي تجريها القوات المسلحة الإيرانية تحذيرٌ للعدو من ارتكاب خطأ في حساباته تجاهنا”، مضيفاً أن بلاده “مستعدة للدفاع عن مصالحها وأراضيها.. والظروف السياسية والأمنية ستتغير لصالح الشعب”.

بدوره، قال اللواء  موسوي: إن المناورات التي أجرتها القوات المسلحة في الأيام الـ20 الأخيرة، هي “تحذيرٌ لأعدائها من أن أبناءها عازمون على الدفاع عن بلادهم وحدودهم”، وتابع : “إيران لا تمازح أحداً حيال أمنها وأهدافها، بل جادة وحازمة في الرد على أي تحرك أو تهديد ضدها، وستوجه ضربة قاضية تجعل الأعداء نادمين”.

وأجرى حرس الثورة الإيراني، يومي الجمعة والسبت، مناورات “الرسول الأعظم”، منفذاً عمليات استراتيجية، كما وأطلق صواريخ بالستية مضادة للسفن باتجاه أهداف على مسافة 1800 كيلومتر.

في سياق آخر، أكد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أن السياسات الأمريكية القائمة على فرض الضغوط القصوى على إيران مُنيت بالفشل الذريع.

وقال ظريف في تغريدة على موقع “تويتر”: “إنّ اليوم هو اليوم الأخير في رئاسة دونالد ترامب المشؤومة.. سياساته بفرض الضغوط القصوى على إيران مُنيت بالفشل الذريع بفضل مقاومة الشعب الإيراني”، وأشار إلى أن بلاده ستتعامل مع الإدارة الأمريكية الجديدة على قاعدة خطوة مقابل خطوة، مستبعداً أن تقوم إدارة ترامب المنصرفة بأيِ حماقة ضدّ إيران، وأكّد أن بلاده ليست في وارد التصعيد أو الحرب، معتبراً أن ما قامت به إدارة ترامب المنصرفة من خطوات وتهديد لن يؤثر في إرادة الشعب الإيراني.

من جهته، حذّر رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني مجتبى ذو النوري من أن بلاده ستستهدف أي دولة اقليمية تستخدم من قبل أمريكا أو الكيان الصهيوني ضد بلاده باعتبارها قاعدةً للعدو، ودعا دول المنطقة إلى التنبه لذلك، لافتاً إلى أنه في حال لم تنضم هذه الدول الى جبهة الأعداء، فإن بلاده ستعتبرها دولاً صديقة وستتجاوز أخطائها السابقة.