ثقافةصحيفة البعث

انتخابات اتحاد الكتّاب العرب.. غموض فيما وراء النص الانتخابي

حلب- غالية خوجة

أن تشرق شموس الكلمة بعد الظلمات العشرية لتساهم في محو العتمة، فهذا يحتاج لاختزال الأزمنة في زمن متسارع الضوء فعلاً وقولاً، ولربما هذا ما نتوقعه مع انتخابات الدورة العاشرة لمجلس اتحاد الكتّاب العرب التي رفعت شعارها بكلمات السيد الرئيس بشار الأسد: “الخيار الوحيد أمامنا هو الانتصار”، فماذا حدث في هذه الدورة الانتخابية التي تعقد كل خمس سنوات، وبعد مضي أكثر من نصف قرن على تأسيس الاتحاد؟ وأية أجواء سادت على الكتّاب والأصوات، مع أمنياتنا بالنجاح للجميع من أجل الاتحاد؟.

ضمن الإجراءات الكلاسيكية المتعارف عليها، انعقد المؤتمر الانتخابي لاتحاد الكتّاب العرب في مكتبة الأسد الوطنية بدمشق (18) كانون الثاني 2021، وتمتعت الانتخابات بكثير من الديمقراطية القيادية، وكثير من فوضى أعضاء الاتحاد، وجرت بطريقتها التقليدية المعتادة، وكان المنتخِبون يقفون على الطاولات المخصصة على المنصة لممارسة حقهم الانتخابي، ووضع أوراقهم في صندوق زجاجي شفاف، وشاركتنا الشاشة الالكترونية عامل الشفافية، ووقف الشباب والصبايا لتسجيل الأصوات للمنتخبين عدداً طويلاً من الساعات، لذلك، نتساءل: ماذا لو استبدلنا هذا الإجراء بطريقة تقنية الكترونية، مثلاً، أن يظهر رقم التصويت رقماً إثر رقم أثناء عملية الفرز النهائية إلى جانب اسم المترشّح على الشاشة توفيراً للوقت على الأقل، ومن الممكن ألا تكون الانتخابات سرية في اتحاد الكتّاب العرب، لأن الكاتب موقف، وهو حر في اختيار من يمثّله علناً، وسيكون الجميع متفهماً لهذه الطريقة ماداموا كتّاباً حقيقيين، وتلك إحدى وسائل التمايز بين انتخابات اتحاد الكتّاب العرب والانتخابات العامة الأخرى، إضافة إلى ضرورة توعية الكتّاب بمعرفة كتابة أسماء الذين يصوتون لهم، وضرورة الالتزام بأسماء المترشّحين، وفي حال ورود أسماء ليست ضمن أسماء المترشّحين، أو في حال وقوع الناخب بخطأ إملائي أو خطأ في أحد أسماء المنتخِبين الذي يصوت له، أو في حال انتخابه اسماً واحداً فقط، ما يوحي بأن المنتخِب انتخب نفسه فقط، وطبعاً كان من المترشّحين لهذه الدورة، في مثل هذه الحالات نقترح إلغاء الورقة الانتخابية، أو في حال تقديم الورقة الانتخابية بيضاء بلا انتخاب أي اسم من أسماء المترشّحين، وهذا ما حدث، وفي الحالة الأخيرة ألغيت البيضاء بلا أي اسم في هذه الدورة.

نذكر أن عدد المترشّحين للدورة العاشرة هذا العام بلغ 79 اسماً، بينها 9 أسماء مؤنثة فقط، ولابد من اتخاذ إجراءات جديدة في هذا الشأن، منها أن تكون الأسماء المشاركة للترشّح مناصفة بين الذكور والإناث، أو بنسبة ثلثين وثلث، فلا يعقل أن نكون في سورية الحضارة التي أنجبت تاريخاً من حكم النساء المتألق والمتألقات، وفي زمن البناء في الإنسان والبنيان، وتكون هذه الدورة بهذه النسبة بين الجنسين.

ولابد أيضاً من الارتقاء بالإجراءات السابقة للانتخابات، وهي تخص الأعضاء المترشّحين لمجلس الاتحاد، لأنه لا يعقل أن يتصرف الكاتب إلا بحضارية أخلاقية ثقافية، ولا يعقل مثلاً أن تكون هناك تكتلات ونمائم واستبعادات واختيارات مسبقة الصنع، وتحالفات، وسوى ذلك، لأن الانتخابات مفصلية لا مزاجية، ولصالح الوطن والثقافة والإنسان، وليست لصالح خاص مطلقاً، وألا تتم المتاجرة بالمواقف الوطنية، لأن هذا يعني النفاق والمقايضة وتوظيف الموقف للصالح الخاص، وهذه، بحد ذاتها، سلوكات مشوبة بالظلمات، لأنه من واجبنا جميعاً أن نعتبر واجبنا الوطني فرضاً مقدساً، وهذا أضعف الإيمان أمام ما بذله ويبذله جيشنا العربي السوري من شهداء وجرحى، وأفعال انتمائية عقائدية وطنية شعارها: “وطن، شرف، إخلاص”. لذلك توقعت أن نرفع كمؤتمِرين عريضة للجهات العالمية ترفض الإرهاب بكافة أشكاله الظلامية، ومنها قانون قيصر.

بالمقابل، هناك من هو سعيد جداً بما حدث في العشرية الظالمة الإرهابية الظلماء! نعم، ومن أعضاء الاتحاد! وهنا، لا يسعني إلا أن أقول: كيف لأمثاله أن يكون عضواً في اتحاد الكتّاب العرب؟!.

لابد من إعادة النظر في عضوية الاتحاد لتكون مقدسة، فهناك من لا يستحقها، ولا يمثّلنا على أكثر من صعيد، منها وطني، وسياسي، وثقافي، وإنساني، ومنهم من يحتاج لمحو أمية، أمثال الذين أخطؤوا في كتابة أسماء المترشّحين الذين ينتخبونهم، أو أضافوا أسماء غير مترشّحة أبداً لهذه الدورة لغايات في نفوسهم.

على الكاتب أن يتمتع بالكثير من الوعي العقلي والأخلاقي والضمائري والوطني ليكون عضواً، لذلك، أقترح أن تكون هناك مراجعة فعلية مناسبة للأعضاء والعضوية ليكونوا على قدر هذه الأمانة والمسؤولية، لأن أساس كل فساد وحرب وإرهاب هو “أزمة أخلاق”، كما وصفها بكل دقة السيد الرئيس.

وأرى أن الاتحاد لابد له من صحيفة الكترونية وورقية إن أمكن موجهة للأطفال، ومجلة أو صحيفة الكترونية أو ورقية موجهة لليافعين والشباب، ولجميع هذه الفئات المشاركة في الإصدارات الجديدة التي تخصهم وتكون موجهة لهم.

أيضاً من الممكن إنشاء قناة “يوتيوب” خاصة بالاتحاد لعرض إصداراته، ولقاءاته الحوارية مع أعضائه في كافة فروع المحافظات، إضافة إلى ضرورة وجود مكتبة رقمية الكترونية لإصدارات الاتحاد ودورياته تكون مدفوعة الثمن للمساهمة في الجانب المالي كمصدر إضافي ناتج عن الاستثمار في الأدب والإبداع.

وأخيراً، صادق أعضاء المؤتمر على القضايا المطروحة في تقارير مجلس الاتحاد الخاصة بالإصدارات وفروع الاتحاد والأمور المالية والنشاط الثقافي، ومارسوا حقهم الانتخابي.