دراساتصحيفة البعث

أمريكا تخاطر بحدوث مجاعة في اليمن

ترجمة: هناء شروف 

عن الإندبندنت

ألقت إدارة ترامب السابقة قنبلة في الشرق الأوسط  في أيامها الأخيرة وعرضت حياة الملايين للخطر. فقد أعلن مايك بومبيو وزير الخارجية الأمريكي السابق أن واشنطن ستصنف حركة الحوثيين في اليمن منظمة إرهابية أجنبية قبيل تنصيب جو بايدن رئيساً بيوم واحد فقط.

وقد حذرت الأمم المتحدة وخبراء آخرون من أن هذه الخطوة تخاطر بدخول البلاد في مجاعة على نطاق لم تشهده من قبل تماماً كالتي شهدتها  إثيوبيا في الثمانينات.  قال بومبيو إن التصنيف سيوفر “أدوات” لمواجهة النشاط الإرهابي و “تعزيز الجهود” لتحقيق أمن سلمي وموحد. لكن هذا قرار غير مسؤول سيعّقد جهود الأمم المتحدة للتوسط في حل حرب اليمن ويزيد من معاناة الملايين في بلد دمرته ست سنوات من الصراع.

إن توقيت القرار ليس مصادفة، بل إنه جزء من جهد ساخر لعرقلة جهود بايدن  لتهدئة الأوضاع وتخفيف أزمات الشرق الأوسط وإعادة ضبط السياسة الأمريكية. إنها ليست قنبلة السياسة الخارجية الوحيدة التي أطلقتها إدارة ترامب خلال الفترة الانتقالية المضطربة في الولايات المتحدة، لأنه بعد خسارة انتخابات تشرين الثاني  أقر الرئيس دونالد ترامب مجموعة من القرارات غيرت السياسة الأمريكية بداية من خلال الاعتراف بمطالبة المغرب بالسيادة على الأراضي المتنازع عليها في الصحراء الغربية الذي كان ذلك جزءاً من صفقة فاضحة وافقت الرباط بموجبها على تطبيع العلاقات مع “إسرائيل”.

ومؤخراً أعلن بومبيو أن كوبا دولة راعية للإرهاب، ورفع القيود طويلة الأمد التي تحد من العلاقات الدبلوماسية الأمريكية مع تايوان، الأمر الذي سيثير غضب بكين في الوقت الذي يستقر فيه بايدن في البيت الأبيض.

لكن اليمن هو المكان الذي من المرجح أن يكون لأعمال ترامب النهائية فيها عواقب فورية ومدمرة. كانت البلاد في حالة حرب منذ أوائل عام 2015 عندما  شكلت مملكة آل سعود تحالفاً لغزو اليمن، والنتيجة كانت جرائم حرب، وفقاً لخبراء الأمم المتحدة.

تحذر الأمم المتحدة من أن تكون العواقب الإنسانية مروعة، وستخنق تدفق الغذاء إلى الدولة التي تعتمد على الاستيراد، وتعقد عمل وكالات الإغاثة لإنقاذ الأرواح. ويخشى التجار الذين يستوردون جميع أغذية اليمن تقريباً من أن المصرفيين والشاحنين وشركات التأمين سيرفضون التعامل معهم خوفاً من العقوبات الأمريكية.

وهناك تقارير تحذر من – بدافع الذعر- تزايد المخاوف من ارتفاع الأسعار، مما يدفع تكاليف الطعام إلى أبعد من إمكانيات معظم الناس. وتقول الأمم المتحدة إن حوالي 16 مليون يمني يعانون بالفعل من الجوع، و 50 ألف “يتضورون جوعاً حتى الموت”.

لذلك يجب على السيد بايدن التراجع عن هذا التصنيف وجعله أولوية أجندته في المنطقة وإنهاء الحماقة الخطيرة لسلفه. وإن أفضل طريقة لتخفيف معاناة اليمنيين هي إلقاء ثقل الولايات المتحدة وراء الجهود الدبلوماسية لوقف القتال والتوصل إلى تسوية سياسية.