أخبارصحيفة البعث

موسكو للبنتاغون: لا يمكن لأي عاقل أن يتصوّر نشوب حرب نووية!

عبر مسؤول روسي عن استيائه من تصريح الأميرال الأمريكي، تشارلز ريتشاردس، حول احتمال نشوب حرب نووية مع روسيا، مشيرا إلى أن أي عسكري عاقل يخشى تصور مثل هذا التطور للأحداث، وقال النائب الأول لرئيس لجنة الشؤون الدولية بمجلس الاتحاد الروسي، فلاديمير جباروف: “لا يمكن أن يتصور أي عسكري ماهر عاقل ولو في الكابوس نشوب حرب نووية”.

وأشار إلى أن العسكريين عادة لا يحبون مناقشة هذا الموضوع وهم “خائفون بشكل كبير من احتمال وقوع ذلك”.

من جهته نشر السيناتور الروسي، ألكسي بوشكوف، تغريدة على موقع “تويتر” دعا فيه البنتاغون للتفكير في كيفية تجنب نشوب الأزمة النووية بدلا من تصور كيفية وقوعها، وأشار إلى أن واشنطن برأيه لا تفهم ما هي الحرب النووية، وتابع: “ليرون أفلاما، مثلا الفيلم بعنوان “في اليوم التالي”. وهذا هو البرنامج التعليمي الضروري”.

وتأتي هذه التصريحات بعد أن كتب رئيس الإدارة الاستراتيجية الأمريكية، الأميرال تشارلز ريتشاردس، في مقالته المخصصة للمجلة الرسمية للمعهد العسكري البحري الأمريكي الشهر الجاري عن وجود احتمال حقيقي لتحول النزاع الإقليمي مع روسيا والصين إلى نزاع عسكري باستخدام الأسلحة النووية.

من جانبه، أكد النائب الأول لرئيس لجنة الدفاع بمجلس الدوما الروسي، ألكسندر شيرين، أن روسيا لها القدرة الدفاعية العليا، لكنها لا تمثل أي تهديد للولايات المتحدة، وقال: “توجد لدى روسيا قدرة كبيرة للغاية في مجال الدفاع عن مصالحها وعن أراضيها. لكننا لا نحتاج ولا نهتم بتوجيه أي تهديدات إلى الولايات المتحدة. ولدينا عدد كاف من القضايا الخاصة. وأعتقد أن هذه التصريحات هي لإعداد موجة جديدة من العقوبات وإثارة الهستيريا حول روسيا. ولا توجد لها أي أسس أو أدلة”.

وأعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، في وقت سابق، أن الولايات المتحدة تعمل حاليا عن تقييم التهديدات الروسية المحتملة، مضيفا أن العمل يأتي بوتائر عالية للغاية وأن نتائج هذا العمل ستظهر قريبا. وذكر أن هذه التهديدات تضم الهجمات الإلكترونية وقضية نافالني والتدخل في الانتخابات الأمريكية والمكافآت المزعومة مقابل رؤساء الجنود الأمريكيين في أفغانستان، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة تدرس إمكانيات الرد على هذه التهديدات.

إلى ذلك، أعلنت الناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، أن الدول الغربية لا تحتاج إلى حجج حقيقية لفرض عقوبات جديدة على روسيا.

وفي تعليقها على احتمال فرض عقوبات جديدة على روسيا بسبب قضية المعارض الروسي ألكسي نافالني من قبل الدول الغربية، قالت زاخاروفا في برنامج “سولوفيوف لايف”: “إنهم لا يهتمون بجوهر المسألة بالتأكيد. إنهم يستخدمون أية حجة كانت. وإذا كانت الحجة موجودة فسيخرجونها من أحلك زاوية، وإذا لم تكن موجودة فسيخلقونها بأنفسهم. وهذا هو التكتيك الذي كانت قائما عام 2020 وعام 2016 وعام 2011. وهذه هي سياسة محاولة الردع التي تتم ممارستها منذ سنوات طويلة. ونرى أنهم يستخدمون الحجج المختلفة. ولا يجب عليهم أن يعرفوا الحقيقة ودراسة المسألة”.

وقررت محكمة “سيمونوفسكي” بموسكو، أمس الثلاثاء، إلغاء الحكم مع وقف التنفيذ بحق نافالني في قضية شركة “إيف روشيه” واستبداله بالسجن لمدة 3.5 عاما.

وبعد ذلك دعت الولايات المتحدة وألمانيا وفرنسا وبريطانيا السلطات الروسية إلى إطلاق سراح نافالني.

وأوصت الخارجية الروسية سابقا الساسة الأجانب الذين يعلقون على قضية نافالني باحترام القانون الدولي والاهتمام بقضايا بلادهم، في حين أكد الناطق باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف، أن الكرملين لا ينوي الإصغاء للتصريحات الغربية حول نافالني.

ويدلي الساسة الغربيون بتصريحات حول “التهديد الروسي” بانتظام. وكانت موسكو أشارت أكثر من مرة إلى أنها لن تهاجم أية دولة من أعضاء حلف الناتو، مضيفة أن الغرب يستخدم هذه الحجة لنشر المزيد من المعدات العسكرية والجنود بالقرب من الحدود الروسية.