مجلة البعث الأسبوعية

ما المتوقع من إدارة بايدن تجاه سورية؟؟..

د. مهدي دخل الله

لابد من الانتباه إلى عدة أمور تؤطر الإجابة وتحددها:

  • أن من يصنع مصير سورية هو شعبها وجيشها وقائدها مهما كانت توجهات الإدارة الأمريكية.
  • أن الإجابة على السؤال المطروح احتمالية لكنها تستند إلى معرفة بطبيعة إدارات الحزب الديمقراطي..
  • أن الخيارات أمام إدارة بايدن ضيقة بسبب الواقع في سورية اليوم، إذ أنه يختلف عما كان عليه قبل سنوات نتيجة تحرير الجيش لمناطق واسعة وفرض واقع جديد أفضل؛ كما أن أمام بايدن تركة حكم الجمهوريين خلال السنوات الأربع الماضية وتوجهاتهم نحو أولوية الحرب الاقتصادية (حرب التجويع)..
  • هناك مساوءة بين الجمهوريين والديمقراطيين بالنسبة لقضايانا، فالديمقراطيون- إجمالاً – أكثر سوءاً من الجمهوريين، الذين هم سيئون أصلاً.. ويعود هذا التقدير إلى معرفة بتاريخ الحزبين والفوارق بين استراتجياتهما الدولية من أجل السيطرة..

 

استناداً إلى هذا الإطار يمكن توقع الآتي:

  • سوف تتعثر علاقات بايدن مع روسيا وتتحسن مع إيران نسبياً. ولا بد لنا من الاستفادة المرنة من الأمرين..
  • سوف يعزز بايدن أسلوب ترامب في “حرب التجويع” ومحاولة ابتزاز سورية بخطة الرفع الجزئي للعقوبات مقابل السير فيما يسمونه “الإصلاحات” خطوة خطوة. لكن بايدن سيعزز أيضاً الجانب الميداني، ليس عبر إلغاء خطة ترامب لسحب جيشه فحسب، وإنما إرسال أعداد أخرى من الجنود الأمريكيين إلى سورية.
  • سيعزز بايدن الدعم الأمريكي لميليشيات “قسد”، ويعيد إحياء فكرة ما يسمى بـ “الكيان الكردي” شرق شمال سورية، هذا سيؤدي إلى صدام مع تركيا (وهنا الاستفادة المرنة من الخلاف الأمريكي – التركي ضرورية)..
  • سيعزز بايدن الاتصال بالإرهابيين من جميع الأنواع، وخاصة داعش والإخوان المسلمين، للاستفادة منهم في الضغط على الدولة السورية، خاصة أن الديمقراطيين يميلون إلى استخدام “الإرهاب الإسلاموي” لتحقيق أهدافهم.. ومن الواضح أنه مع انتخابات بايدن ارتفعت معنويات “قسد”، كما ارتفعت معنويات داعش والإخوان وجميع العصابات الإرهابية الأخرى وتصاعد العدوان الإسرائيلي المكرور على سورية.