الصفحة الاولىسلايد الجريدةصحيفة البعث

أردوغان يهدّد بوأد احتجاجات “طلاب البوسفور”!

اعتدت سلطات النظام التركي اليوم على مظاهرة تضامنية في أزمير مع طلاب جامعة البوسفور، الذين اعتقل منهم العشرات يوم الثلاثاء الماضي خلال مظاهرات احتجاجية على تعيين رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان عميداً مقرباً منه لرئاسة جامعة البوسفور.

ويحتج طلاب وأعضاء هيئة التدريس في جامعة البوسفور في إسطنبول وأكاديميون منذ نحو شهرين على تعيين مليح بولو المقرب من حزب العدالة والتنمية الحاكم عميداً لجامعتهم بقرار رئاسي، مؤكدين أنه “أمر غير ديمقراطي”.

وذكرت صحيفة زمان التركية أن مجموعة من الطلاب أرادوا اليوم تنظيم وقفة تضامنية مع طلاب جامعة البوسفور بحي شهداء قبرص في منطقة ألسانجاك بمدينة أزمير غير أن شرطة النظام منعتهم حتى من إلقاء بيان صحفي، واعتدت عليهم باستخدام غاز الفلفل، كما قامت باعتقال 51 من المشاركين في الوقفة.

واعتقلت سلطات النظام التركي 159 شخصاً أغلبهم من الطلاب يوم الثلاثاء الماضي خلال احتجاجات في إسطنبول على تعيين بولو.

وعمد نظام أردوغان مراراً إلى تعيين أشخاص مقربين منه في مفاصل الدولة لتشديد أحكام قبضته السلطوية على مختلف المؤسسات الحكومية، كما أطلق حملة اعتقالات وطرد من العمل شملت كل القطاعات العامة، وأدت إلى اعتقال عشرات الآلاف من المعارضين وطرد أو إيقاف عن العمل لنحو 150 ألفاً من موظفي الحكومة وأفراد الجيش والشرطة والقضاء والإعلام وغيرهم بحجة محاولة الانقلاب التي جرت في البلاد منتصف عام 2016.

هذا وتحدّى أردوغان المجتمع الدولي المناهض لقمع الحريات والتضييق على الحقوق، وهدّد علناً بوأد احتجاجات الطلاب في جامعة البوسفور باستخدام القوة المفرطة، وشبه المتظاهرين الطلاب بـ”الإرهابيين”، ولوح بأنه سيقمع أي محاولة لتمديد الاحتجاجات المستمرة منذ شهر، واصفاً الطلاب المحتجين بأنهم “أعضاء جماعات إرهابية”، قائلا “مثلما أرسلنا الإرهابيين إلى قبورهم.. سنواصل فعل الشيء نفسه في كل مكان آخر”، مشدداً: “لن تمر هذه الدولة مجدداً بحادث جيزي آخر”، مشبها هذه الاحتجاجات بالاحتجاجات الشعبية التي اندلعت عام 2013 ضد خططه لمشروع إعادة تطوير في حديقة جيزي في اسطنبول.

وسارعت الولايات المتحدة في اليوم نفسه للإعراب عن “قلقها” حيال الاعتقالات الجديدة في الأيام الأخيرة.

وكانت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن أظهرت عقب إعلانها الخطوط العريضة للسياسات الخارجية، موقفها المناهض بشدة للنهج التركي فيما يتعلق بملف الحريات والديمقراطية وحقوق الإنسان، وقال المتحدّث باسم وزارة الخارجية الأميركية ند برايس في مؤتمر صحافي: “نتابع من كثب الاحتجاجات السلمية ضدّ تعيين عميد جديد” لجامعة البوسفور، مضيفاً: “نحن قلقون لاعتقال طلاب ومتظاهرين آخرين”.