مجلة البعث الأسبوعية

خطة بايدن المحتملة ضد سورية

” البعث الأسبوعية ” د. مهدي دخل الله
قد تتضمن الخطة أن يقوم الإرهابيون في إدلب خلال الأيام القادمة بهجوم على بعض مواقع الجيش العربي السوري , مما يدفع بالجيش للقيام برد تأديبي قوي . عندها سيفتعل الارهابيون مسرحية الكيماوي لاتهام الجيش بها حيث يحصل بايدن على ذريعة للقيام بعمل عدواني واسع على سورية.
المصادر الرسمية الروسية تؤكد أن الارهابيين يعدون لهذه المسرحية الكيماوية منذ فترة . وتعليقاً على هذا أقول لعلهم ينتظرون الضوء الأخضر من واشنطن.
لنتذكر أنه أيام مسرحية الكيماوي في الغوطة أعلن أوباما اتهامه لسورية وأنه سيضرب دمشق من الجو , لكنه تريث بعد انضمام سورية إلى معاهدة حظر انتشار السلاح الكيماوي إضافة إلى الضغوط الروسية وارتفاع مستوى التوتر بين القوتين العظيمتين.
كان جو بايدن عندها نائباً لأوباما ومن أكبر المحرضين على الانتقام من سورية وإنهاء المهمة بذريعة الكيماوي. أذكر أنه عندما أعلن اوباما قراره بضرب سورية كان نائبه بايدن يقف بجانبه فأخذ يصفق بنشوة وحماسة معرباً بلغة جسده هذه عن سعادته بقرار رئيسه العدواني.
المهم أن بايدن أصبح اليوم رئيساً وصاحب قرار. ولاشك في أن حقده على سورية ازداد بعد الانجازات التي حققها جيشنا في عمليات تحرير الأرض السورية. لذلك فإن احتمال تنفيذ العدوان يتزايد ..
وهناك اليوم عوامل مشجعة للقيام بمثل هذه الحماقة من أهمها التوتر القائم حالياً على خط العلاقات الأمريكية مع روسيا بعد أن كانت هذه العلاقات مستندة إلى نوع من التفهم المتبادل (التفهم وليس التفاهم) في عهد ترامب . وهناك عامل آخر وهو أن غالبية مساعدي بايدن من الصقور , إضافة إلى وجود دافع عند بايدن للقيام بعمل استعراضي يؤكد وجوده على الساحة الدولية..
أما العوامل المثبطة للعدوان فتتلخص في ثلاثة , أولاً سورية اليوم ليست سورية قبل سنوات فانجازات الجيش غيرت الصورة تماماً . ثانياً أن العلاقة مع روسيا اليوم أقوى مما كانت عليه في عهد أوباما. ثالثاً أن هناك في دائرة بايدن الضيقة , وفي مراكز بحوث وشخصيات ضاغطة مثل روبرت فورد , يرون أنه لا حاجة لعمل عسكري ضد سورية لسببين , لأن مثل هذا العمل قد يلقي إدانة واسعة على مستوى كثير من الدول, ولأنه ينبغي عوضاً عن ذلك تشديد الضغط الاقتصادي لإخضاع سورية لأن الأسد, كما يقول فورد ,انتصر عسكرياً لكن ” المعركة الاقتصادية قاسية ” حسب تعبيره, فالأفضل أن تعزز أمريكا عدوانها الاقتصادي…
والاحتمالات مفتوحة…