مجلة البعث الأسبوعية

جمهور الاتحاد يطالب بنقل “ثقافة الفوز” إلى فريق كرة القدم للرجال!!

“البعث الأسبوعية” ــ محمود جنيد

أحدث فريق شباب الاتحاد لكرة القدم حالة من التوازن والثبات الانفعالي لدى مناصري القلعة الحلبية الحمراء، إذ نجح بالتحكم الإيجابي بالمزاج العام الذي عكره واقع ونتائج فريق الرجال المزاجية المتذبذبة، من خلال صدارته المطلقة للترتيب العام لدوري الشباب الممتاز، وبفارق 10 نقاط عن أقرب المنافسين مع نهاية الجولة السابعة عشرة (الرابعة إياباً).

الحال المتناقض لفريقي رجال وشباب الكرة الاتحادية أرسى وسماً من التندر تناقلته الصفحات الاتحادية على فيسبوك كـ “تريند” للمرحلة، وفيه وصف الجمهور الفريق بفرحة النادي، وطالب الإدارة بأن تجمع الفريقين في بيئة تعايش مختلطة لتنتقل عدوى ثقافة الفوز، وكاريزما البطولة، وروح القميص والحس بالمسؤولية، من الشباب إلى المحترفين من الرجال الذين انحرفوا عن مسار سلوكهم الاحتراف المفترض في ظل غياب مبدأ الثواب والعقاب، وما خفي من واقع الترهل الانضباطي والتبعية لغير الكيان والشللية وتسريب أسرار غرفة الملابس، وهو ما سيصطدم به مدرب الفريق البرازيلي آرثر بيرنانديس القادم لاستلام زمام الفريق، حسب المقرر لموسم ونصف، حسب صيغة التعاقد مع الإدارة!

وعودة إلى فريق الشباب ومشواره في الدوري حتى حدود الجولة السابعة عشرة، حيث لم يعرف طعم الخسارة، إذ فاز في 14 مباراة، وتعادل بثلاث مع كل من جبلة والكرامة والحرية (في الوقت القاتل)، والفريق يمتلك ثاني أقوى خط هجوم من بين فرق الدوري بعد تشرين، حيث سجل 34 هدفاً، مقابل أقوى خط دفاع وحارس مرمى إذ استقبلت شباكه 8 أهداف فقط، ويتصدر نجمه زكريا رمضان قائمة هدافي الدوري بـ 14 هدفاً.

مدرب الفريق الكابتن معن الراشد الذي يساعده شقيقه يحيى الراشد والكابتن علي مشون، أكد أن فريقه يسير مشوار الدوري بخُطا ثابتة وموزونة، وأخذ يتنفس ثقافة الفوز التي افتقدتها الكرة الاتحادية في المواسم الأخيرة، وكانت فيما سبق تشكل جينات فرق النادي وكوادره ولاعبيه على مر الزمن؛ ولفت الراشد إلى أن معادلة “الإدارة المتعاونة، الكادر المنسجم، ونوعية اللاعبين المميزة” ساعدته على تكوين أسرة حقيقية تشد عضد بعضها بعضاً وتساند بعضها على الحلوة والمرة لتكون النتيجة الطبيعية هي الصدارة الموضوعية.

ومع ابتعاد الاتحاد بالصدارة بفارق مريح عن أقرب المنافسين، والتحليق بنشوة الثقة، أصبح لقب الدوري يتراءى للكثيرين من محبيه، لكن المدرب الراشد له رأي آخر يقول فيه بأن الركون إلى حتمية الفوز بلقب الدوري يدخل الترهل لنفوس اللاعبين، بينما الطريق ما زالت فيه تسع محطات تحتاج الكثير من التركيز ومواصلة العمل بهمة واجتهاد للوصول إلى مبتغى حسم اللقب في الوقت الذي تنطلق فيه صافرة نهاية آخر مباراة.

ورغم الصدارة المريحة إلا أن مدرب الاتحاد لم يكن راضياً تمام الرضا عن مستوى الفريق في مرحلة الإياب، عكس حال مرحلة الذهاب، والفرق ما بين المرحلتين، كما يشرح الراشد هو التحضير الجيد المدعم بالمعسكرات التي تتخللها المباريات التحضيرية القوية في بداية الدوري، وهو ما لم يتوفر في قبل مرحلة الإياب بسبب ظروف النادي المادية ما تسبب بتأخر الفريق بدخول فورمة مرحلة الإياب التي وقع فيها الفريق تحت ضغط النفسي، مع تسليط الأضواء عليه من قبل الجمهور الذي وجد فيه ضالة الفرح ومعوض خيبات فريق الرجال، ليصبح مطالباً بالفوز المقترن بالأداء و النتيجة في كل مباراة.

وبالنسبة للدور الرئيسي للفريق، وإمكانية تمويل لاعبي فئة الشباب للفريق الأول، وتحقيق الاكتفاء الذاتي بدلاً من الاستعانة بلاعبين من الأندية الأخرى وبمبالغ خيالية مرهقة لخزينة، يرى الراشد بأن هذا يحتاج إلى استراتيجية عمل مدروسة من قبل الإدارة تعنى من خلاله بالفريق واللاعبين، وبعد سنتين يمكن أن يتم استثمار لاعبيه كرافد لفريق الرجال، بعد أن يكونوا قد أخذوا جرعة الخبرة والثقة والتجربة بكم كبير من المباريات والاحتكاكات.

من جانبه، عضو مجلس إدارة نادي الاتحاد مسؤول كرة القدم محمد كعدان، يرى ضرورة عدم الاستعجال بترفيع لاعبي الشباب للفريق الأول وإعطائهم وقتهم في الفئة العمرية التي تناسبهم لكسب الثقة والتجربة، ليتم ترفيعهم بعدها مع كادرهم للفريق الأول، بعد أن نجحت وصفة المدرب بتحويل الفريق إلى عائلة متماسكة، منضبطة بسلوكية رياضية، داخل وخارج الملعب، وهو سر نجاح الفريق.

ونفى الكعدان مبدأ ابتعاد الإدارة عن الفريق، وصحح بأنه قد يكون هناك شيء من التقصير جراء الانشغال بأمور أخرى تهم واقع ومستقبل النادي، في بعض الأحيان، وفي أخرى لطالما كان ورئيس النادي مع الفرق في تدريباته وكواليسه.

وبالخروج من المحيط الداخلي إلى العالم الافتراضي والجماهيري، سبرنا رأي المشجع المتابع القديم لنادي الاتحاد حمدي قواف، الذي رأى أن الاختلاف ما بين الموسم الفائت والحالي بالنسبة لفريق الشباب، مع التباين في المستوى والنتائج، هو الاستقرار الإداري، حيث عانى النادي بشكل عام في الموسم الماضي من التخبط الإداري الذي انعكس على جميع المفاصل، ومنها فريق الشباب الذي عانى حالة من عدم الاستقرار مع تغيير أكثر من مدرب، بينما تحسن الحال هذا الموسم من هذه الناحية بشكل نسبي متفاوت، بعكس واقع فريقي رجال وشباب القدم كمثال.

وأثنى القواف على عمل مدرب الفريق معن الراشد الذي اشتغل بصورة واعية على العاملين النفسي والفني ونجح بإعادة الفريق للسكة الصحيحة التي جنح عنها فترة من الفترات، بسبب التدخلات الخارجية من قبل البعض ما تسبب بغرور بعض اللاعبين وشططهم.

ويعتقد القواف أن أفضل شيء فعله اتحاد كرة القدم لصالح فئة الشباب هو تثبيت أعمار اللاعبين للموسم المقبل، ليتسنى لهم الاستزادة من الاحتكاك والخبرة و لمباريات قبل ترفيعهم لفئة الرجال.