ثقافةصحيفة البعث

96 لوحة من 73 دولة تشارك في معرض سورية الدولي للكاريكاتير

يستمرُ معرض سورية الدولي للكاريكاتير السابع عشر في دار الأسد للثقافة والفنون والذي خصّص دورته الحالية للشاعر نزار قباني، ويتضمن المعرض نحو 96 لوحة من 73 دولة، تتناول موضوعين، الأول بورتريه للشاعر نزار قباني، والثاني عن الحب.

التلاقح الثقافي

رسام الكاريكاتور رائد خليل مدير المسابقة الدولية، والذي يقيم المعرض بجهود شخصية بالتعاون مع دار الأسد للثقافة والفنون، أوضح أن الهدف منه تسليط الضوء على قامات إبداعية سورية أثّرت في الحركة الثقافية السورية أمثال نزار قباني، ممتاز البحرة، محمد الماغوط، وغيرهم، وهي شخصيات لها مكانتها على الصعيد المحلي والعربي، وكان من الضروري التعريف بهم على الصعيد العالمي، إضافة إلى إقامة جسور التواصل مع الأجانب وفتح بوابات التلاقح الثقافي معهم، والمسألة الأهم برأيه هي أن المعرض بموضوعاته نجح في تحريض الفنانين الأجانب على البحث عن هذه الشخصيات والقراءة عنها، وهي غاية يلمس تحققها في كل دورة، وقد أسعده كثيراً في هذه الدورة وجود فنانين أجانب كتبوا باللغة العربية على لوحاتهم، وهناك من استحضر الرموز الدمشقية والشامية كالجامع الأموي ورموز أخرى، وهي غاية من غايات المعرض، إضافة إلى هدفه في دعم واكتشاف طاقات شبابية، وهي من الأهداف القريبة للمعرض، أما الأهداف البعيدة فتكمن -كما بيَّن- في محاولات كسر الحصار المفروض على سورية عبر الفن، وهذا ما تحقق، حيث إن 37 دولة تشارك في المعرض، وهذا برأيه يعزّز من ثقافة وجودنا وثقافة المقاومة التي تربينا عليها عبر المقاومة بالفن.

تجاوب محلي خجول

ويأسف رائد خليل أن التجاوب مع المسابقة على الصعيد المحلي منذ الدورة الأولى وحتى الآن ما زال خجولاً ودون الطموح، والسبب هو عزوف الكثير من الفنانين عن رسم الكاريكاتير لعدم وجود مناخ مناسب للعمل، ولأن العمل في هذا المجال يحتاج لبذل الكثير من الجهود والاجتهاد الشخصي، وبالتالي فإن ما هو موجود اليوم من فنانين لا يشكّل – بالعدد – حراكاً حقيقياً في هذا الفن. كما لا ينكر خليل أن الظروف التي نعيشها منذ سنوات هي التي باتت  تتحكم بآلية إعداده للمعرض رغم كل الجهود الجبارة التي يبذلها لإقامته والخروج بصيغة وإن كانت جيدة إلا أنها ما زالت دون الطموح مقارنة مع المهرجانات والمعارض العالمية التي تتمّ فيها استضافة الفنانين المُشاركين ولجان التحكيم، وتُقدّم جوائز مادية مجزية للفائزين، ويؤسفه أن هذه الأمور غير ممكنة التحقيق اليوم، مؤكداً أن أي تحسّن في الظروف مستقبلاً سينعكس إيجابياً على المعرض، حيثُ سيصبح بالإمكان استضافة فنانين من دول عديدة وكذلك لجنة تحكيم والفائزين الثلاثة على الأقل، في حين يتمّ اليوم الاكتفاء بالمشاركة عبر اللوحات التي يتمّ إرسالها، وهذا الأمر غاية في الأهمية.

معايير فنية

ويبيّن خليل أن المعايير التي تمّ اختيار اللوحات الفائزة وفقها هي معايير فنية وموضوعية، مع تأكيده على عدم وجود معيار جمعي، حيث إن لكل عضو من أعضاء لجنة التحكيم معياراً معيناً ورؤية خاصة للّوحة، وهذا أمرٌ طبيعي، لأنه من الصعب أن تتوافق كل الآراء، ولكن في النهاية اجتمعت آراء لجنة التحكيم بنسبة كبيرة على الأعمال الفائزة، موضحاً أن اللوحات المشاركة (96 لوحة) تمّ اختيارها من بين 1500 لوحة تناولت الموضوعين المقررين، معلناً أن هناك الكثير من الأفكار للدورة القادمة، والأفضلية ستكون باتجاه اختيار مواضيع تثير الفرح والبهجة في قلوب المتلقين. ووجّه خليل الدعوة لرسامي الكاريكاتير في سورية، وخاصة الشباب منهم لزيارة المعرض والاطلاع على ما توصل إليه هذا الفن في الدول الأخرى، ومن ثم المشاركة فيه، حيث إن أبوابه مفتوحة للجميع دون استثناء.

الرسالة أولاً وأخيراً

والتقت “البعث” على هامش المعرض الفنانة بشرى الحكيم عضو لجنة التحكيم التي أشارت إلى أهمية المعرض في خلق نوع من الاتصال والحوار مع الفنانين الأجانب عبر اللوحة، حيث نجح كثيرون منهم في قراءة نزار قباني والدخول إلى عالمه بشكل كبير من قبل فنانين تفصلهم مسافات عنه، وهو دليل على أن للكلمة والفن والثقافة القدرة على إقامة حوار مجدٍ بين الثقافات المختلفة وإيصال الرسالة الأخلاقية والجمالية المنشودة، منوهة بأهمية نزار قباني كشخصية مؤثرة تستحق التكريم ليس عبر الدراما ومعارض الكتب فقط بل من خلال لوحة كاريكاتيرية بسيطة، مشيرة إلى أن للمعرض أهدافاً مهمّة أخرى هي إتاحة المجال للمواهب الجديدة لاكتشاف ذاتها والعمل على تطويرها، مبيّنة كعضو لجنة تحكيم أن العدد الكبير للأعمال المشاركة حتّم وجود مستويات متباينة تنافست وتمكّنت من رسم ملامح رائعة في الموضوعين ومن ثم اختيار الأعمال الفائزة بناءً على معطيات فنية وتقنية، والأهم هو الرسالة التي حملتها، وهي هدف المعرض أولاً وأخيراً.

الفائزون في المسابقة: الجائزة الأولى جوتشارج- البرازيل، الجائزة الثانية أركان الزيدي- العراق، الجائزة الثالثة باياموفاتبار- إيران. كما وُزعت جوائز خاصة لفنانين من الجبل الأسود وسورية وبلغاريا، وجوائز شرفية للفنانين السوريين رامز حاج حسين ومحمد العلي وجائزة لأصغر مشاركة للطفلة جوري أبو السل، في حين تكوّنت لجنة التحكيم من الفنانة بشرى الحكيم، الناقد سعد القاسم، الفنان موفق مخول، عمر صديق من مصر، الفنان انتونيو سانتوس من البرتغال، الفنان والترتوسكانو من بيرو. يُذكر أن الدورة السابقة للمعرض كانت عن الراحل محمد الماغوط.

أمينة عباس