ثقافةصحيفة البعث

الأساطير والطاقة التخيلية المكتنزة داخلها

حمص –سمر محفوض

ألقى المهندس عبد العليم الزين محاضرة في المركز الثقافي في حمص حول الأساطير والطاقة التخيلية المكتنزة داخلها، بداية عرف الأسطورة على أنها حكاية مقدسة تكون على شكل سردي أو شعري ويكون بطلها إله، ومفردة “أسطورة” تتبع لاسم الآلهة عشتار والمقصود بها الحكايات التي دارت حول آلهة الحبّ والجمال, وعرج على الأساطير السومرية والفرعونية مؤكداً أن الشعوب تبتكر أساطيرها بهدف الوصول إلى الطاقة الإيجابية من أجل الحياة فهم الظواهر والغيبيات والوصول لسلام داخلي موضحاً  انشغال الأساطير بكل ما يتعلق بمسائل الولادة والزواج والموت ليستطيع الإنسان العيش والتصالح مع الذات، وفي مرحلة لاحقة صنع الإنسان الأساطير الشخصية وأنّه يمكن لكل فرد صناعة أسطورته عن طريق تحفيز ذاته وإعمال العقل بالبحث والتفكير لمستوى أسطوري، مؤكداً الحبّ أعلى أشكال الأسطورة الشخصية.

وأضاف الزين أن الأساطير محفوفة بالمبالغات وقد عاشتها المجتمعات القديمة في مجال محدود وضيّق للفكر وللخبرة الإنسانية، وأن الأسطورة تتحدّث عن موضوعات كبرى كالخلق وأصول الأشياء والموت والعالم الآخر، وهي ذات نتاج خيال جمعي يمتاز بالثّراء الرّوحي.

وتطرق المحاضر لوظائف الأسطورة الدينيّة والاجتماعية والنّفسية والرمزية، مصنفاً إياها على أساس ارتباطها إمّا بمظاهر الطبيعة من كواكب وحيوانات ونبات، أو أساطير كونية وظواهر وحضارية، أو أسطورة الإله البطل وسواها من التصنيفات تبعاً لثقافات الشعوب والبلدان, وميز بين الأسطورة والخرافة حيث تتميز الأسطورة بالطاقة والحرارة والاهتمام بالأمور الجدلية الكبرى مثل أسطورة الخلق البابلية, ونعت الخرافة بالبرود والجمود وعدم التطور كمثل الخرافة التي بطلها الجن أو الإنسان وهي مثقّلة بالخوارق والمبالغات، وبين الحكايات الشعبية التي بطلها إنسان وتعنى بالأمور اليومية والدنيوية، وبين الملحمة التي تأليفها شعري وقصصي وتتميّز بالإسهاب والشرح والعبرة، مثل ملحمة جلجامش اليابانية, منوهاً أن تدوين الأساطير قديم جداً والرسومات المكتشفة على الجدران والصخور والكهوف هي  الدليل القاطع على بداية ترميز الأساطير, ليصل بالنهاية لنتيجة مفادها أن الأساطير وجدت لتكون مخرجاً وداعماً للفرد في مواجهة اللا مفهوم من الظواهر والمشاكل غير المفهومة لديه في المواقف الصعبة ولمساعدته في العثور على راحته النفسية وإعطائه طاقة إيجابية ليكمل مساره الحقيقي في هذا العالم, منوهاً بضرورة العمل على تحقيق الأسطورة الخاصة لكل منا خاتماً بمقولة الشاعر الفرنسي “باتريس دولاتور دوبان” “الشعب الذي لا أساطير له يموت من البرد”..

وقد عبر عدد من الحضور عن عدم الاقتناع مع ما ورد  في بعض فقرات المحاضرة فهي لم تعتمد البحث العلمي الأكاديمي فجاءت أقرب للحكاية منها للمحاضرة, والمحاضر الذي قدم نفسه بتعريف الباحث والمفكر لم يشر للمراجع والدراسات التي اعتمدت للبحث.