دراساتصحيفة البعث

أوهى الذرائع الأمريكية

إعداد: علاء العطار

شنت الولايات المتحدة، بأوامر من بايدن، اعتداء جوياً على مناطق في دير الزور أسفرت عن عدد من الشهداء، ورغم أن الاعتداء عدوان سافر على أراضي سورية وانتهاك صارخ لميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي، وبكل المقاييس، ويرمي إلى دعم الإرهابيين والحيلولة دون حل الأزمة في سورية لإطالة أمدها، فقد اختارت وسائل الإعلام الغربية تجاهل كل ذلك وتكرار ما قاله المسؤولون الأمريكيون عن الغارة دون تحقق، وهذا لا يمت للصحافة بصلة، بل إنه لا يتعدى نشر البيانات الصحفية التي يصدرها البنتاغون وحسب.

وزعمت وسائل الإعلام الغربية أن الولايات المتحدة شنت غارة جوية على الأراضي السورية، والتي تحتلها بشكل غير قانوني، رداً على الهجمات على مواقع أمريكية في العراق، دولة أخرى تحتلها الولايات المتحدة بشكل غير قانوني، وبررت هذا الهجوم بأن المقاتلين العراقيين “مرتبطون بإيران”، وهو ادعاء لا صحة له على الإطلاق، ولا صلة له بتسويغ استخدام القوة العسكرية المميتة، وفي دليل واضح على تخبط إدارة بايدن الحالية وانتهاجها مسار سلفها إدارة ترامب، والتزامها بشريعة الغاب وانتهاك القانون الدولي.

تظن الولايات المتحدة أن لها سلطة قضائية في سورية والعراق، وأن أية محاولة للتدخل في محاولات الهيمنة على المنطقة هي هجوم غير مبرر يجب ردعه، وهذا يناقض الحقيقة والمنطق، فلا شرعية لوجود الولايات المتحدة في الشرق الأوسط على الإطلاق، ولا شرعية لزعمها أنها تدافع عن نفسها في الدول التي تحتل أراضيها، ومن غير الشرعي أن تتصرف على أساس أن المستشارين الإيرانيين غير مسموح لهم بالتواجد في سورية فهم موجودون بإذن من الحكومة السورية الشرعية ضد تنظيم “داعش” والميليشيات المتطرفة الأخرى التي تدعمها أمريكا، والتي تتواجد قواتها بصورة غير شرعية في الأراضي السورية منذ عدة أعوام، وتقوم، بالتعاون مع أدواتها، بنهب ثرواتها الطبيعية، ومنها النفط، التي تعد حقاً طبيعياً للشعب السوري.

ذكرت شبكة سي إن إن أن موقع الغارة الجوية “لم يكن مرتبطاً على وجه التحديد بالهجمات الصاروخية” في العراق، ويقول تقرير مشترك لرويترز وأسوشيتد برس: “إن مسؤولي إدارة بايدن أدانوا الهجوم الصاروخي في 15 شباط بالقرب من مدينة أربيل في العراق، ولكنهم أشاروا مؤخراً إلى أنهم لم يحددوا الجهة التي نفذته على وجه اليقين”.

هذا معهود من الولايات المتحدة ورؤيتها المتعصبة والملتوية للعالم التي تدعمها بقوة جميع وسائل الإعلام الغربية السائدة، إذ توهم الولايات المتحدة لنفسها أن بإمكانها أن تقصف من تشاء، ومتى شاءت، وعندما تفعل ذلك تفعله دفاعاً عن النفس وحسب، لأن الكوكب بأسره ملك لها، وإذا قاومت أي من هذه الدول بأي شكل من الأشكال فهي تهدد السيادة الأمريكية!.