صحيفة البعثمحليات

مصطلحات فضفاضة بلقاءات خدمية ليست “جماهيرية” بريف دمشق

ثمة مصطلحات وعناوين براقة وفضفاضة ينتهجها مسؤولون خلال جولاتهم ولقاءاتهم “الجماهيرية”، لتكون هناك مشكلة عند المتابعين والمواطنين، تلك المفردات التي لا ترتبط بمتن اللقاء!.

فعندما تصر محافظة ريف دمشق على تسمية لقاء المحافظ مع المجلس البلدي والرفاق والمعنيين في كل بلدة بأنه لقاء جماهيري، هنا يكمن القول: “اسم على غير مسمى”.

نوايا صادقة

ومع التقدير والاحترام للنوايا الصادقة لرأس الهرم التنفيذي في المحافظة في إيجاد حلول لمشكلات المواطنين، وتحسين الواقع الخدمي في مدن وبلدات وقرى المحافظة، تأتي رسائل مضمنة تعليقاً على تلك الزيارات والجولات واللقاءات لتشكك بمصداقية هذه اللقاءات التي تفضح حالها من خلال صور المعنيين، والتنفيذيين، وأصدقاء ورفاق رؤساء البلديات، كما حدث في اللقاء الأخير، حسب ما ذكرت صفحة المحافظة بعنوان عريض: لقاء أهالي صحنايا وأشرفية صحنايا وبلدية ضاحية الثامن من آذار وتجمع بناء الكويتي، إذ يعطى اللقاء صفة الرسمية أكثر من الجماهيرية، في الوقت الذي يؤكد لنا المحافظ المهندس معتز أبو النصر جمران في كل لقاء معه على ضرورة لقاء الأهالي بعيداً عن المجلس البلدي والتنفيذيين، وذلك من أجل الاطلاع على الواقع كما هو من دون تجميل أو تحريف .

خارج الجدران

وتساءل أهالي البلديات المذكورة: لماذا غاب أو غيّب  الوجهاء والفعاليات الشعبية والدينية عن الاجتماع؟ أليس من الأجدر أن يكون الاجتماع خارج جدران المكاتب والبلديات، ليتلمس المحافظ أرض الميدان، ويلتقي المواطنين، ويستمع منهم لشكواهم ومشاكلهم؟.

طبعاً الموضوع ليس محصوراً بصحنايا وأشرفيتها والضاحية والتجمع، بل يقاس وينطبق على جميع مدن وبلدات المحافظة، فهذه ضاحية يوسف العظمة يأمل أهلها لقاء المحافظ من أجل تأمين احتياجات ومستلزمات البلدية، وتحسين الواقع الخدمي، إضافة إلى أهالي كوكب، رغم ما كتب، وشكاوى كثيرة بقيت من دون حلول لغاية الآن .

قرية السعادة ليست..!

لم تكن قرية السعادة، الحي الشرقي بريف دمشق الجنوبي، أفضل حالاً، فالأهالي يعانون سوء الخدمات، وغياب التعبيد، ما يشكّل معاناة كبيرة للمواطنين، وخاصة طلاب المدارس أثناء ذهابهم ومغادرتهم نتيجة المستنقعات والوحل، علماً أن القرية موضوعة ضمن نطاق المخطط التنظيمي منذ 20 عاماً، فالقرية تفتقد لأدنى الخدمات من صرف صحي وطرقات، وهناك كتب مرسلة للمحافظة، ولكن لا صوت لمن ينادي حسب كلام الأهالي، مبيّنين أن عدد سكان القرية يتجاوز 3 آلاف نسمة، وتتبع لبلدية دير علي بانتظار الفرج، ولفت النظر نحوهم، وتعبيد طرقاتهم على أقل تقدير .

وأكد رئيس البلدية معتصم غيبة أن البلدية خاطبت المحافظة من أجل الموافقة على مشروع استثنائي لتخديم وتعبيد القرية، والموضوع في عهدة المكتب التنفيذي بالمحافظة .

لقاء للمترسمين !!

وفي النهاية يدرك المواطن الريفي حقيقة الظروف الراهنة، والصعوبات في ظل الحصار الجائر، حيث لم تعد خافية على أحد، إلا أنه من أضعف الإيمان كما يقال لقاء المواطنين المدركين لهذا الواقع، والصامدين رغم الغلاء وغياب الخدمات بعيداً عن هؤلاء المترسمين والمستفيدين من المكاتب البلدية، والذين لن يقدموا أو ينقلوا صوت المواطن بأمانة كون أمورهم تسير على ما يرام مع رؤساء الوحدات الإدارية؟!.

 

علي حسون