تحقيقاتصحيفة البعث

في ريف دمشق.. عمل متواصل لتنشيط الحركة السياحية؟

تحتاج السياحة في قطاع ريف دمشق إلى إعادة هيكلة وترميم بعد أن تعرّضت لتحديات كبيرة جراء الحرب وكورونا، ويتطلب ذلك المزيد من تضافر الجهود لإيجاد طرق للتخفيف من الأزمات ما أمكن، وعودة معدلات النمو إلى القطاع السياحي بعد تحرير كافة المناطق من الإرهاب، وتعافي بعض المنشآت بعد ترميمها وإعادة إقلاعها.

إنعاش السياحة
رئيس غرفة سياحة ريف دمشق حسام الحلبي أشار إلى أن وزير السياحة أصدر عدة قرارات مهمة كلها تصب في مصلحة القطاع السياحي لإعادة إنعاش السياحة المتوقفة، إضافة لجولاته، واللقاء مع أصحاب المنشآت السياحية، والاستماع لمشاكلهم ومقترحاتهم لتنشيط الحركة السياحية بالمحافظة في ظل ما تعانيه صناعة السياحة من تحديات وظروف صعبة جداً، وفعلاً هذا يدعو للوقوف عندها، وغرفة السياحة تعمل على تهيئة كافة الظروف بالتوسط مع كافة الجهات لإعادة القطاع السياحي إلى ألقه، وتمارس من خلال مهامها بالقانون رقم 65 لعام 2002 خدمة القطاع السياحي ورعاية مصالحه المشتركة والدفاع عنه وتمثيله أمام الغير، وتساهم في تطوير السياحة وتنميتها، ووضع الخطط السياحية وتنفيذها، ورفع سوية جودة الخدمات في المنشآت، وتقديمها بأسعار منافسة.

إعادة الإعمار

واعتبر الحلبي أن النشاط السياحي بالمحافظة جيد هذا العام بعد عودة نحو 60% من المنشآت إلى العمل بعد توقف دام سنوات نتيجة أعمال التخريب والسرقة والنهب والتدمير التي طالتها بفعل الإرهاب، وحسب إحصائيات مديرية السياحة فإن عدد المنشآت داخل وخارج الخدمة: منشآت المبيت: 234 منها داخل الخدمة، وخارج الخدمة 108، والمطاعم 131، ومنها داخل الخدمة 65، وهناك جهود لعودة كافة المنشآت للخدمة في ظل التسهيلات التي تقدمها الوزارة، والمنشآت التي تمت إعادة تفعيلها 108 فنادق، و65 مطعماً، وسعت الغرفة بالتنسيق مع وزارة السياحة والمحافظة لاستقبال الزبائن بعد أن تمت إعادة تأهيل وترميم العديد منها، وأن هناك المزيد من الخطط المستقبلية التي وضعتها وزارة السياحة لإعادة إعمار ما تهدم من منشآت وفنادق ومطاعم، ويتم حالياً تقديم كافة التسهيلات للمنشآت المتضررة لأعمال الترميم والإكساء، ويتم تأهيل المنشآت من قبل مديرية سياحة ريف دمشق، كما عادت فنادق السيدة زينب إلى عملها من خلال استقبال المجموعات السياحية الدينية بعد موافقة وزير الداخلية على دخول المجموعات السياحية الدينية، من الجنسية العراقية فقط حالياً، وهناك خطة موضوعة لفتح المجال لاستقبال كافة مجموعات السياحة الدينية لسورية بعد أن تم تأمين الأمان لكافة فنادق المحافظة، باعتبار محافظة ريف دمشق تشكّل نسبة 31% من حجم الاستثمارات السياحية، مشيراً إلى أن المشاريع قيد التنفيذ التي تشكّل ما نسبته 65% موجودة بالمحافظة.

خارطة استثمارية

هناك عدة أنشطة تنفذها غرفة السياحة، منها تدريبية بالاتفاق مع الهيئة العامة للتدريب السياحي والفندقي، وإقامة دورات تخصصية في الفندقة والإطعام، وهناك برامج تدريبية، إذ سيتم تنفيذ دورات مختصة للراغبين في العمل الفندقي والمطاعم بأجور رمزية، إضافة لتشجيع العاملين في المهن اليدوية على المشاركة في المعارض والمهرجانات التي تقيمها الغرفة أو تشارك بها، وتقوم الغرفة برعاية كافة أنواع المنشآت السياحية التي هي في طور التأهيل والتصنيف، ويتم عقد هيئة عامة للغرفة في الربع الأول من كل عام، يحضره الأعضاء المنتسبون للغرفة، وتتم في الاجتماع دراسة كافة الجوانب المتعلقة بنشاط الغرفة، وأوضح الحلبي أن مجلس الإدارة يعمل بصورة مستمرة بالسعي لتأمين مستلزمات السياحة للمنشآت من فنادق ومطاعم وغيرها.

تحديات

تواجه الصناعة السياحية العديد من المعوقات والسلبيات، منها الحصار الاقتصادي المفروض على البلد، وتناقص المواد الأولية، والاحتياجات الفندقية والمطاعم، وارتفاع الأسعار، وهجرة العقول السياحية وأصحاب الخبرة نظراً لتدني الأجور، ما انعكس على واقع عمل المنشآت السياحية في هذا المجال، وتتابع غرفة السياحة كافة القضايا مع الوزارة والجهات الأخرى لتذليل المعوقات التي تعترض إقلاع المنشآت من جديد، وأشار الحلبي إلى ضرورة تجاوز كل التحديات التي من شأنها أن تعرقل عمليات الإقلاع لبعض المنشآت، أهمها نقص مادة المازوت، وانقطاع التيار الكهربائي المتواصل، ونقص اليد العاملة والخبيرة بالسياحة، ولتجاوز هذه التحديات اقترح حلولاً استثنائية وإجراءات تتخطى بعض القيود والتعليمات، حتى النصوص التي صيغت خلال سنوات ما قبل الحرب لكونها لم تعد تتناسب مع الواقع الجديد، ولابد من إيجاد صيغ تسمح بذلك، وتوفر المرونة والإمكانيات لأصحاب القرار لتقديم طيف أوسع من التسهيلات، والدعم اللازم لهذا القطاع وللمشتغلين فيه، وهي تشكّل بمجملها حلولاً جذرية لمعالجة مختلف جوانب الخلل والمتاعب والمشكلات، وتدفع باتجاه إعادة الألق للسياحة، وعودة تدفق الدماء في عروقها لتعود إلى النبض من جديد، خاصة بعد إقلاع عدد جيد من المنشآت المتوقفة.

عبد الرحمن جاويش