صحيفة البعثمحليات

“الياسمين والسنديان”.. تحريض على المزيد من الاكتشاف والتفاعل

حلب- غالية خوجة

ثمّة نهار ماطر، وحمامات مطمئنات، وأزهار تتفتّح من جديد، مبتسمة لعودة الحيوية الجمالية لحلب، وراحة أنيقة وأنت تدخل فندق الشيراتون لتصافحك الأدوات الفخارية، واللافتات العديدة الحاملة لأسماء الجهات المشاركة في “مهرجان الياسمين والسنديان”، الذي أقامته غرفة تجارة حلب– لجنة رائدات الأعمال، بينما يمطر عليك الجهاز الآلي مطهراً مضاداً لكورونا وأنت تدخل المبنى وتصعد الدرج لتستقبلك “ماشا” و”دورا”، اللعبتان الجاذبتان والتي تؤدي أدوارهما كل من لين قواف وياسمين الحسين، لتنطلق إلى قاعة ورشات الأطفال وهي تحتضن عدة أنشطة حركية جماعية، وذهنية، وبناء أشكال مختلفة من كؤوس البلاستيك، ولوحة الأرقام والهدايا، وتساهم فيها جمعية نماء التنموية. بينما تضمّنت الصالتان الكبيرتان معرض المنتجات المختلفة الملفتة بحضورها، ومنها القسم الفني الذي يترك لألوانه فضاء سارحاً بين الأدوات المنزلية والديكورية والموسيقية، وهناك التقينا بالفنانة التشكيلية لوسي مقصود التي قالت لـ”البعث”: سيدات حلب معروفات بأنهن لا يتوقفن عن العمل داخل المنزل وخارجه، وهنّ مبدعات للحياة، وكوني مدرّسة رسم وفنانة، اخترت أن أساهم بلوحاتي وأعزف بألواني على الأشياء، ومنها هذه المزهريات، وهي من الجلد وتعزف أجمل الألحان، وهكذا أجدني أوظف الفن على الأخشاب.

تحويل الأزمة إلى فرصة 

إضافة إلى الورشات والفعاليات الخاصة بالأطفال تضمن المهرجان بدورته الأولى برنامجاً ثقافياً وفنياً واقتصادياً محايثاً لمعرض المنتجات والمهارات السورية الحرفية اليدوية والصناعية، تألف من 9 جلسات بدأت بعنوان: “دفعة إلى الأمام ودعم المشاريع الناشئة من خلال المواضيع المقترحة: المنتجات الرائجة ومبادئ التصميم المرئي، التسويق، التصوير الاحترافي، مهارات البيع”، قدّمتها أسماء مارتيني- الغرفة الفتية الدولية JCI، المهندسة المعمارية ومدرّسة قسم التصميم بكلية الفنون التطبيقية بجامعة حلب، التي خصّت “البعث” بقولها: سبقت المعرض عدة دورات خاصة، ومعرض تجريبي ودورات خاصة من المواطن للتاجر، وتمّ نوزيع شهادات التقدير على المشاركين مع افتتاح هذا المهرجان ولاسيما عن التصوير الاحترافي.

وتابعت: نتساءل هنا: لماذا تلاقي بعض البضائع رواجاً دون أخرى؟ ما أثر الموضة العالمية على رواج المنتجات؟ وكيف نؤثر في الموضة العالمية؟ وما تأثير التصميم المرئي المعتمد على التقاط الإشارات بالحواس والوجدان؟ وما مدى هذا التفاعل مع المؤثرات النفسية على الهدف وتأثير الرياضيات وثقافتها وفنياتها على كل من التصميم والمادة والسوق؟ ولاسيما أننا في حلب العاصمة الاقتصادية التي تعاني من الظروف المتوحشة، وتنتصر عليها، لأن أهل حلب اعتادوا على تحويل الأزمات إلى فرصة، ولا بد من خلق منظومة متكاملة بين المنتج والفضاء الذي سيصل إليه داخلياً وخارجياً، ليبدأ الشباب بالتأثير في المحيط وليس فقط التأثر به.

كواليس المهرجان

طرحت عدة أمور أثناء الجلسات، ومنها كيفية تحريض الحضور على المزيد من الاكتشاف والتفاعل، ولفتنا في المعرض ارتفاع الأسعار في المعرض المتوزع إلى صالتين وبهو الشيراتون بين أدوات منزلية وصحية وأزياء تراثية وحديثة وتغذية وإكسسوارات وفخاريات ومساهمات فنية وتشكيلية وسجاد، فلا يعقل أن يكون ثمن طاقم أدوات مطبخ مصنوع من الستانلستيل بـ 6 ملايين ليرة سورية، وفستان زفاف بمليون ونصف المليون ليرة وهو تجربة ناتجة عن مساهمة الأم أمل جليلاتي وابنها طارق كردي، وذكرا لنا أن المواد الأساسية ثمنها أيضاً مرتفع، والتطريز يدوي، وعن علاقتهما المهنية، قالا: السر يكمن بتجربة العمل كعلاقة مدروسة لا تتخللها العواطف السلبية.