تحقيقاتصحيفة البعث

لمواجهة الموجة الثالثة من كورونا.. نصائح غذائية تدعم المناعة وتحد من انتشار الوباء!

تتحضر دول العالم قاطبة للموجة الثالثة من فيروس كورونا، كما نترقب بحذر شديد وصولها مع آمال بالحصول على اللقاح في أسرع وقت ممكن ولو للطواقم الطبية وكبار السن على الأقل، وفي خضم هذه الظروف لابد لنا من تجديد اعتمادنا على مناعتنا بالدرجة الأولى والتي أثبتت أنها المحارب الأول لهذا الوباء وأنها قادرة على تحويله لمرض عادي عابر وخاصة للفئات الفتية والشابة التي يتميز بها مجتمعنا.

أغذية
لكي يعمل الجهاز المناعي في الجسم بكفاءة عالية تجاه العوامل الممرضة لابد أن يحصل الجسم على حاجته من الفيتامينات والمعادن وفقاً لما أوضحته لنا ديما سلوم أخصائية تغذية علاجية حيث أكدت على أهمية الحالة الغذائية منذ الصغر فالطفل الذي حصل على الرضاعة الطبيعية مع غذاء متوازن ومتكامل العناصر حتى عمر السنتين سوف يتمتع بجهاز مناعي قوي ضد معظم الأمراض وتعد السنة الأولى من العمر وقتاً رئيسياً للنمو والتغيرات في جميع أنحاء الجسم، ويعتبر حليب الأمّ الأفضل للطفل كونه مزيجاً من المغذيات وغنياً بالأجسام المضادة والعوامل المضادة للميكروبات والإنزيمات والعوامل المضادة للالتهابات بالإضافة إلى الأحماض الدهنية، ويساعد الأطفال على مكافحة الأمراض كالتهابات الجهاز الهضمي والجهاز التنفسي سواء في الوقت الطفولة أوفي المستقبل على حد سواء، كما يدعم البروتين الجهاز المناعي بالأحماض الأمينية اللازمة لتصنيع بروتينات خلاياه وخاصة الغلوتاثيون الذي يتم تصنيعه من الحمض الأميني الغلوتامين، وتوجد مجموعة من العناصر الهامة للجهاز المناعي مثل فيتامين دال الذي يتواجد في الاسماك الدهنية، والقشطة الطبيعية وبنسبة قليلة في البيض والحليب، كما أن التعرض للشمس مباشرة بشكل يومي لمدة ربع ساعة كفيل بتغذية الجسم بهذا الفيتامين، ومن العناصر الهامة أيضاً الزنك الذي يتواجد في المكسرات واللحوم الحمراء و الشوكولا الداكنة و البقوليات، والسلينيوم الذي يتواجد في المكسرات مثل الجوز والماكولات البحرية، وفيتامين سي الغني بمضادات الاكسدة و يتواجد في الفليفلة والحمضيات والخضروات، وفيتامين (أ) الذي يتواجد في الحليب ومشتقاته والخضروات ذات اللون البرتقالي الغنية بالكاروتين والبيتاكاروتين واللحوم.

بعيدة العلم
من جهة أخرى، أوضحت سلوم أن هناك عادات غذائية تضعف الجهاز المناعي كتناول السكريات المصنعة والمأكولات التي تحتوي على نسبة عالية من الدهون المشبعة وتناول كميات كبيرة من الأغذية الزائدة عن حاجة الجسم أو اتباع حميات قاسية فقيرة بالسعرات الحرارية والعناصر الغذائية ولاننسى هنا العامل النفسي فالتعرض للضغوطات النفسية والتوتر والقلق من أهم العوامل التي تضعف الجهاز المناعي بل وتسبب أمراض الجهاز المناعي الذاتي لذلك عندما يشعر الإنسان بالحزن أو الكآبة عليه أن يدعم جهازه المناعي من خلال الابتسامة ومحاولة تعديل حالته النفسية بأية طريقة لتمكين الجسم من الحصول على هرمونات السعادة التي تحفز عمل الجهاز المناعي.
و حذرت سلوم من الاعتماد على صفحات التواصل الاجتماعي لاستقاء المعلومات والنصائح كونها معلومات تهدف لكسب شهرة الموقع أو معلومات تجارية وغالباً ما تكون بعيدة عن العلم ومتناقضة وعلينا الاعتماد على معلومات ذوي الاختصاص من أطباء وأخصائيي تغذية أو حتى المواقع التابعة للمؤسسات الطبية حفاظاً على سلامة الجميع من أية معلومات مغلوطة

أهمية المعدة
أخصائي التغذية وضاح حسن ركز على أهمية البكتيريا الموجودة في المعدة وأوضح أنه قيل قديماً إن الإنسان ليحفر قبره بشوكته وملعقته وهذا القول مازال ساري المفعول رغم التحديثات الكثيرة لنظريات العلم التي تؤكد دائماً العلاقة المهمة بين صحة الأمعاء والمعدة وحتى الصحة النفسية والمحافظة على الوزن والأهم صحة الجهاز المناعي والمعدة التي تحتوي على مليارات البكتريا النافعة التي تعيش فيها والتي تجعلها صحية شرط أن نحافظ عليها حتى تتفوق على البكتريا الضارة ويجب أن ندرك دائماً أن ثلثا نظامنا المناعي يوجد في أمعائنا لكن عدم وجود توازن بين البكتريا الضارة والنافعة يؤدي إلى مشكلات جمة مثل التهاب الأمعاء وزيادة الوزن والسرطان، ومن أهم ما يغذي البكتريا النافعة الألياف مثل الفواكه والخضار الطازجة والخبز الكامل والشوفان كونها تساعد الجهاز الهضمي في التخلص من الفضلات ويساعد البكتيريا النافعة على النمو كونها غنية بالكربوهيدرات المعقدة، وعلينا تناول البريبايوتك وهي ألياف نباتية موجودة بشكل طبيعي في البصل والثوم والفاصوليا لكن الأمر قد يحتاج إلى تناول مكملات تحتوي عليها من أجل ضمان فعاليتها بشكل أكبر، أيضاً فإنه من المفيد للمعدة تناول الكاكاو وزيت الزيتون والنبيذ الأحمر والشاي والألبان والإكثار من شرب المياه، وبالمقابل علينا تجنب الإفراط في الأطعمة التي تحتوي على كميات عالية من السكر والدهون والبروتين الحيواني كاللحوم الحمراء كونها مرتبطة أيضا بزيادة البكتريا الضارة لذلك من الأفضل تقليل اللحوم خاصة اللحوم الحمراء.

بشار محي الدين المحمد