مجلة البعث الأسبوعية

لاعبو الحرية الجياع لن “يقووا” على الهروب من شبح الهبوط!!

“البعث الأسبوعية” ــ محمود جنيد

تلك الغيمة القاتمة وإرهاصاتها جاءت بهذا المطر الحامضي المشبع بجزيئات الفشل الذريع، ووقوف فريق الحرية العريق على شفير هاوية السقوط إلى الدرجة الأولى صعد لتوه منها إلى الأضواء، والمقصد هو البدايات غير السليمة لموسم كرة الحرية والفريق الأول من الفراغ الإداري، إلى التأخر بتسمية الإدارة، والخيارات غير المتوازنة التي وضعت كادر الفريق – حينها – بصدام دائم ” قللي لقللك” مع المشرف عليه في الإدارة، لتكون محاولات تدارك الوقت والأخطاء نوعية غير ملبية من التعاقدات التي كانت متوفرة في سوق الانتقالات، من لاعبين فاتهم صيادو الأندية، وعلاوة على ذلك رفع 27 كشفاً منهم من أصل 28 ممكنة على قوائم الفريق، لتحشر الكوادر المتعاقبة في “خانة اليك” والعجز عن تغيير الواقع؛ وكما ذكر لنا المدرب رضوان الأبرش – وهو الرابع بعد مصطفى حمصي ومأمون مهندس ومحمد اسطنبلي – عقب خسارة فريقه أمام حرجلة، هي الثانية له بعد خسارة سابقة أمام الشرطة، بأنه لا يمكن للعطار إصلاح ما أفسده الدهر، رافعاً الراية البيضاء، ومعلناً اعتذاره عن إكمال مهمته بعد أسبوعين فقط من استلام دفة القيادة الفنية.

 

استقالة الرابع!!

الأبرش، الذي لم يتمكن من تغيير الواقع الذي فرضته ظروف البدايات غير السليمة، لم يتمكن من ضبط بعض الرؤوس الكبيرة من اللاعبين في غرفة ملابس الفريق، لعدم وجود الرادع المتمثل بمبدأ الثواب والعقاب، لأن الاحتراف المفلس لم يتمكن من تدارك التقصير في تغطية مستحقات اللاعبين، الذين تمردوا غير مرة، وقائدهم حسن مصطفى رفض المشاركة في مواجهة حرجلة المصيرية بسبب تراكم الوعود غير المنفذة بصرف دفعة محرزة من المستحقات؛ وبالتالي، لم يعد لدى اللاعبين شيئ ليخسروه، فكسبوا رهانهم ضد الإدارة، وهي – من جهتها – الثالثة في الموسم الجاري نفسه، حيث تعاقب على رئاسة مجلسها كل من سمير بيبي، ومحمود عتيق، وأخيراً – ولا ندري إن كان آخِراً – نور الدين تفنكجي!!

إذاً، الأبرش لم يكتف بالحديث عن واقع الفريق المزري فنياً وانضباطياً، بل أشار إلى الظلم التحكيمي الذي تعرض له فريقه في لقاءي الشرطة وحرجلة تباعاً، وحرمه من ركلة جزاء في الأولى واثنتين في الأخرى – كما صرح بذلك جهارة خبراء التحكيم – فضلاً عن البطاقات التي ستحرم عدداً من لاعبي الفريق عن المشاركة في المباراة التالية، لأن نادي الحرية ضلع قاصر، وحلقة أضعف ضمن سلسة النوادي النشطة في الممتاز، والتي عرفت – تحديداً المنافسين المباشرين من بينها- كيف تتدبر أمورها مع لجنة الحكام المنبثقة عن اتحاد اللعبة؛ وفي هكذا واقع، لا يمكن لأي مدرب، ولو اتملك عصاً سحرية، أن يفعل أي شيء جوهري منقذ لفريق الحرية الذي أسقطت تلك العوامل ورقته!!

 

تحكيم أحياء شعبية!!

الحديث عن التحكيم، واتهامه بالتأثير على نتيجة فريق الحرية مع حرجلة بشكل مباشر، لم يتوقف عند حدود المدرب المستقيل الأبرش، بل تعداه إلى اللاعبين، ومن بينهم سمير بلال الذي تلقى بطاقة حمراء بعد المباراة، إذ أكد على وجود ظلم تحكيمي واضح، متسائلاً: لماذا لا يكلف هؤلاء الحكام بالمباريات الحساسة إن كانوا أكفَاء، و”يدفشون” إلى مباريات الفرق الضعيفة غير القادرة على تحصيل حقوقها، ليضيّعوا عليها جهود موسم كامل ويصيبوها وجمهورها بالإحباط؟! مردفاً بأن أداء هؤلاء الحكام، كما مستوى الدوري المحلي، لا يصلح إلا للأحياء الشعبية.

 

عقم رهيب!!

وبوضعنا اللاعب المشاكس سمير بلال أمام مسؤولياته كما بقية رفاقه اللاعبين، واعتبار كلامه تبريراً للتقصير والفشل، أكد أن مشكلة الفريق تمكن بعدم وجود مهاجم هداف يترجم الفرص السانحة إلى أهداف، وأضاف بأنه، ومع واقع العقم الهجومي للفريق، لن يسجل ويفوز ولو لعب لعشرة أيام متواصلة، وبات بحاجة لنزول المدرب ليقوم بمهمة التهديف، في حين داعبنا قلب دفاع الفريق وقائده، حسن مصطفى، “الحردان” عن المشاركة للأسباب المادية سالفة الذكر، بالقول بأنه فكر بالنزول في الشوط الثاني واللعب كرأس حربة مهاجم للقيام بواجب تسجيل الأهداف.

 

تحركات بائسة

إدارة الحرية النظيفة العفيفة والمحترمة جداً، بقيادة رئيس النادي نور الدين تفنكجي، وقعت تحت ضغط “الفيسبوك” الرهيب، وقامت في المرة الأولى بإعفاء الكادر السابق للفريق، وأثبتت استقالة الأبرش سوء خيارها، لتفكر بالخطة البديلة الأخرى في حال “ركب الأبرش رأسه”، ولم يتراجع عن استقالته التي قدمها مكتوبة بشكل رسمي مساء السبت، دون الحضور للاجتماع مع الإدارة، كما كان منتظراً؛ وتتمثل هذه الخطة بإيلاء مهمة قيادة الفريق لمساعد المدرب، مقوم عباس، تحت إشراف عضو الإدارة عبد اللطيف الحلو؛ كذلك أعلمت أربعة من لاعبي الفريق بضرورة عدم الالتحاق بتدريبات الفريق يوم الأحد ريثما يتم دراسة وضعهم من قبل الإدارة مساء اليوم نفسه، وهم: سمير بلال بسبب تلقيه بطاقة حمراء مجانية بعد لقاء حرجلة، وحسن مصطفى بسبب عزوفه عن المشاركة في مباراة حرجلة المهمة بسبب التأخر بصرف المستحقات المادية وتغليب مصلحته الشخصية على مصلحة الفريق والنادي، وسامر السالم بسبب تراجع المستوى الفني ورعونته الغريبة كمهاجم معول عليه وتم التعاقد معه بقيمة تعاقدية كبيرة لتحقيق الأهداف، وشقيقه الحارس الأول، محمد سالم، بسبب تلقي مرماه للأهداف السهلة رغم أنه تصدى لركلة جزاء في مباراة حرجلة كادت لتعيد الفريق للمباراة لو وفّق الفريق في التسجيل.

 

الزاوية الأخرى

وفي ظل هذه الأحداث التي رافقتها انتقادات شديدة للاعبين، سألنا أحدهم: كيف لنا أن نكون حاضرين ذهنياً وفنياً وبعضنا “جائع”، ويدعو نفسه إلى الطعام “بالموانة” لدى زملائه، لأن الأمور وصلت حدود ألا يجد لقمة تسد رمقه وعياله؟ ومن هو مسؤول عنه في ظل الظروف المعيشية الصعبة، وعدم صرف المستحقات المادية!؟