ثقافةصحيفة البعث

كورال غاردينيا يبدع بشارات الكرتون

“ما أحلى أن نعيش في خير وسلام، ما أحلى أن نكون في حب ووئام”، شارة مسلسل الكرتون سنان التي أشركت فيها غادة حرب مغنية الأوبرا مايسترو فتيات كورال غاردينيا الجمهور الكبير بالغناء، واستمدت منها عنوان الأمسية “الحب للجميع والخير للجميع” على مسرح الأوبرا بمشاركة التينور ناجي حمود بالغناء الإفرادي، واستمرت على مدى يومين للإقبال بشغف على الأغنيات.

وتأتي هذه الأمسية ضمن مشروع كورال غاردينيا الذي تخطّى المحلية وحصل على جوائز دولية، ويهتم بشارات أعمال الكرتون التي انتشرت في الثمانينيات والتسعينيات وبقيت في ذاكرة الكبار والصغار، لما تحمله من مضامين إنسانية تنمّ عن قيم الصداقة والحب والتسامح وتحضّ على التعاون ونبذ الشر والعنف، إضافة إلى توظيف اللغة العربية السلسة والإيحاءات البصرية اللونية، وتبقى الموسيقا العنصر الأساسي فيها، فأعاد الشريط السينمائي على الخلفية الذاكرة الجميلة لساندي بيل وساسوكي وفلونة وريمي وجونكر وجزيرة الكنز وغيرها، الأعمال التي لحنها الموسيقيون اليابانيون “تاكيو ياماشيتا- تاكيو واتانابي- كويتشي ساكانتا- تيتيني شيفتز”، إضافة إلى الأعمال العربية التي أصبحت أيقونات أعمال الأطفال “افتح يا سمسم، وحكايات عالمية” ألحان حسين نازك، و”سنان” ألحان حسين قدوري، بعرض مقتطفات من الأعمال تتزامن مع غناء كورال غاردينيا والعزف المباشر لآلة البيانو الدائمة في الكورال العازفة راما نصري مع ثلاثة عشر موسيقياً أكاديمياً استضافتهم المايسترو حرب في الأمسية على آلات التشيللو والكمانات والدرامز والإيقاعات الغربية مع آلة الإيقاعيات اللحنية البراقة والغيتار وغيتار باص والفلوت والترومبيت، بدور خاص للدرامز –العازف سيمون مريش- والترومبيت العازف نزار عمران، وجميع الأغنيات من توزيع سفانا بقلة.

وبدت جمالية الأمسية بتوظيف تقنيات الغناء الكلاسيكي وفق تعدّد الأصوات سوبرانو1، سوبرانو2، آلتو، وبالإيقاع الصوتي للفوكاليز المتناغم مع الحركات الموسيقية، وتنوّع القفلات الغنائية والموسيقية، وبدا تفاعل الجمهور طيلة الأمسية بكل الأغنيات وأكثرها “ساسوكي”، ويبقى لـ”افتح ياسمسم” وقع خاص بالذاكرة مع “في قصص الشعوب”، والبداية مع الفلوت وضربات الدرامز الخفيفة، ويتصاعد اللحن والتدرج الصوتي مع “ساندي بيل أنا صوت محبة ينادي” والقفلة الهادئة، وسُبقت شارة ببيرو بالنغمات البراقة للإيقاعيات اللحنية “بيبيرو ببيرو سفرك طويل فعليك بالصبر الجميل” مع الفواصل الإيقاعية، والقفلة القوية “ببيرو”، وجاءت شارة عدنان ولينا بلحن رقيق وغناء هادئ، وتغيّرت أجواء الأمسية باللحن السريع لساسوكي وبتصفيق الجمهور الحار مع الجمل الموسيقية الحادة “قم ضع يدك بيدي”، وأخذ الخط الإيقاعي اللحن المرافق للفرقة، كما غنّى ناجي حمود غناء منفرداً بطبقة صوته المرتفعة -التينور- بمرافقة الكورال “علي علي بطل فليد هيا طر ياغراندايزر” مع اللحن الحماسي وضربات الدرامز المتناغمة مع الجمل الغنائية الموسيقية القصيرة والقوية “كافح شراً ابطل مكراً” والقفلة الموسيقية المتتالية للدرامز، وغيّر ناجي حمود من نمط الغناء في جزيرة الكنز والبداية برقة الوتريات ودور الترومبيت في اللحن الهادئ “جزيرة عجيبة وكنزنا فيها” وتميزت بالانتقالات الغنائية السريعة.

المفاجأة مع الليدي أوسكار ودور الترومبيت وبغناء الكورال مقطعاً باللغة اليابانية ثم العربية، ما شدّ انتباه الجمهور إلى وقع المفردات اليابانية المرتبطة مع مشاهد الخلفية، واتسمت بالامتدادات الصوتية في القفلة، كما غنّى الكورال مقطعاً باللغة اليابانية في جونكر، وارتأت حرب أن تختار أغنية الوداع على أمل اللقاء وساندي بيل “سأودعكم وقلبي معكم، اذكروني”.

وفي نهاية الأمسية وجّهت غادة حرب بطاقة معايدة إلى نساء سورية ونساء العالم “لتبقى المرأة الفرح والجمال والأثر الإيجابي الفعّال في أية دائرة تكون بها سواء كانت صغيرة أو كبيرة، في أي عمل تقوم به تمنح للآخرين الطاقة الإيجابية والسعادة”.

ملده شويكاني