دراساتصحيفة البعث

“كود بينك” تفضح جرائم الحرب الأمريكية

سمر سامي السمارة

كشف بحث أجرته مؤسّسة “كود بينك” المناهضة للحروب، أن الولايات المتحدة وحلفاءها قاموا بإلقاء ما لا يقلّ عن 326000 قنبلة وصاروخ على دول في منطقة الشرق الأوسط، وشمال إفريقيا منذ عام 2001.

وعلى الرغم من أن العراق وسورية وأفغانستان واليمن من أكثر البلدان التي تعرّضت لأشد أعمال العنف، إلا أن لبنان وليبيا وباكستان وفلسطين والصومال، تمّ استهدافها أيضاً، وقد بلغ إجمالي عدد القنابل التي كان يتمّ إلقاؤها يومياً، وعلى مدار العشرين عاماً الماضية، ​​46 قنبلة.

تستند أرقام “كود بينك” في المقام الأول، على البيانات العسكرية الأمريكية الرسمية، إضافة إلى بيانات من مكتب الصحافة الاستقصائية، ومشروع بيانات اليمن، ومؤسسة “نيو أمريكا”. وعلى الرغم من أن الرقم 326000، ملفت للنظر، إلا أنه أقل من الرقم الفعلي، حيث لم يتمّ إضافة العدد الإجمالي للقصف الأمريكي في عام 2020، بعد توقف إدارة ترامب عن نشر هذه الأرقام، ما يعني عدم وجود بيانات للعراق أو سورية أو أفغانستان لأي من العامين الماضيين. ولم تشمل البيانات أيضاً القنابل أو القذائف المستخدمة في هجمات المروحيات أو هجمات الطائرات الحربية من طراز  (أيه سي– 130) أو عمليات القصف من قاذفات أمريكية.

لم تمضِ أيام على تولي بايدن منصبه، حتى أصدر أمراً بتنفيذ اعتداء جوي على الأراضي السورية، أسقطت خلاله القوات الجوية الأمريكية قنابل تزن  1.75 طناً على قرية حدودية.

من كل ما تقدم يتبيّن أن هناك المزيد من الحروب، خاصةً وأن الولايات المتحدة تخوض حروباً من لحظة تأسيسها كدولة مستقلة، إذ تفتعل الحروب منذ 227 عاماً من تاريخها البالغ 244 عاماً، ومع أن أوباما، ودونالد ترامب قدما خطاباً مناهضاً للحرب عندما كانا في طريقهما للحملة الانتخابية، لكن بمجرد توليهما المنصب أظهرا عكس ذلك!.

فبحلول عام 2016، قصف أوباما سبع دول في وقت واحد، وحصل على لقب “درون كنغ”، كما صعّد ترامب الحرب في اليمن، ونفذ عملية الاغتيال التي استهدفت القائد الإيراني قاسم سليماني أثناء وجوده في العراق لإجراء محادثات سلام إقليمية، كما أجاز الرئيس الخامس والأربعون استخدام “أم القنابل” -وهي أقوى سلاح تدميري غير نووي في الترسانة الأمريكية- وتزن 21000 رطل، 9500 كغ التي ألقيت على مقاطعة ننجرهار بأفغانستان في نيسان 2017.

تشير العديد من التحركات المبكرة لإدارة بايدن إلى أنه سيكون هناك استمرار للسياسة الخارجية السابقة في الشرق الأوسط، فبينما تعهّد بايدن بإنهاء الدور الأمريكي في اليمن، توحي خطابات وزارة الخارجية أن الولايات المتحدة متمسكة بموقف أوباما بشأن الحرب على اليمن،  وعلى الرغم من أنه وعد بإنهاء دعم حملات مملكة آل سعود “العدوانية” والحدّ من مبيعات الأسلحة “ذات الصلة”، بدأت إدارته على الفور في التأكيد والتنديد بردّ اللجان الشعبية على هجمات المملكة، وأعادت تأكيد التزامها بمساعدة الرياض، حتى ذهب المبعوث الأمريكي تيموثي ليندركينغ الخاص لليمن إلى حدّ الإشادة بالمملكة على “دعمها السخي على مدى عقود لشعب اليمن”!.

وفيما يتعلق بـ”إسرائيل” أيّد بايدن بشكل كامل قرار ترامب بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس، وهي خطوة توافق فعلياً على الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين. وفي اجتماع نائبة الرئيس كامالا هاريس مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أكدت مجدداً على التزام البيت الأبيض الثابت بأمن “إسرائيل”.

في هذه الأثناء، تباطأ بايدن في رفع العقوبات عن إيران، والعودة إلى طاولة المفاوضات لإعادة الولايات المتحدة إلى الاتفاق النووي الذي تخلّى عنه ترامب، كما أنه صوّر اعتداءه على الأراضي السورية على أنه “رسالة” لإيران.

والأهم في هذه المعطيات أن عامة الأمريكيين، لا يعلمون حجم النفقات الباهظة للحروب الأمريكية، كما أنهم لا يعلمون حجم الدمار الهائل والضحايا الذين يسقطون نتيجة هذه الحروب غير الشرعية، إذ تُرك الرأي العام الأمريكي والعالم في جهل كامل تقريباً بشأن الموت والدمار الذي يقوم به زعماء الولايات المتحدة.