ثقافةصحيفة البعث

إطلاق أيام الأسرة السورية في احتفالية “ست الكل”

جمعت الاحتفالية التي قدمتها شركة “ست الكل”، على مسرح الاوبرا بمناسبة الاحتفال بعيد الأم والأم الكبيرة سورية، بين الصورة السينمائية، والموسيقا الآلية، والغناء لأجمل أغنيات الأم، بتقديم الفنانة عبير شمس الدين.

ذكريات البيت القديم

بدأت الاحتفالية بعرض فيلم قصير من إنتاج ست الكل، بطولة أمية ملص، وانطوانيت نجيب، وناهد حلبي، يعبّر عن الذكريات الباقية في القلب للأم، والعائلة، والمنزل الريفي القديم، ولقطاف الزيتون، فاعتمد الفيلم على صوت الراوي الابنة التي عادت لزيارة بيت العائلة الذي أصبح فارغاً بعد وفاة الأم، وتفرّق الإخوة والأهل، لتجد بقايا كتابات نقشت على الجدران، والكثير من الحنين للأيام الماضية: “بيروح كل شي وبتبقى ست الكل”، فتعود إلى الفلاش باك، وتستحضر صورة للمنزل الذي كان يضج بالحركة، ورنين الضحكات، بمشهد توثيقي للحظة لا يركز على الحوار، وإنما على حركة الكاميرا التي تصوّر الحدث.

يا سامعين الصوت

وبعد الفيلم غنت جوقة لونا بإشراف المايسترو حسام بريمو على وقع الموسيقا التسجيلية أغنية “يا سامعين الصوت”، تنادي بالطفولة التي تعذبت وعانت من الفقد والتهجير في سنوات الحرب، فغنى الكورال “يا سامعين الصوت خلونا معكم نفرح”، وتكرر المقطع كلازمة موسيقية، لينفرد بالغناء الطفل الضرير ميشيل حنوش الذي أذهل جمهور الاوبرا بصوته الجميل، وإحساسه المعبّر: “أنا الطفل اللي عم ينادي وناطر يجيني الرد”، لتنتهي بـ “معقول ما حدا سامع”.

كما شاركت فرقة الخماسي المؤلفة من التشيللو والكمان والقانون والغيتار والإيقاع بالعزف المباشر لأغنية الأم الشهيرة للفنان الكبير دريد لحام “يامو”، وعلى جمالية وقع أغنية حلوة يا بلدي لداليدا، قدمت هبة فاهمة أغنية مركبة بالكلمات على لحن “حلوة يا بلدي”، فغنت “ضحكة جميلة وحكايات انت يا ست الكل”، فتكامل صوتها الجميل مع اللحن.

وتناغم القانون والكمان بالمقدمة الموسيقية لأغنية “ست الحبايب”، وغناء هبة فاهمة: “ست الكل يا غاليه عليه”، وظهور انطوانيت نجيب على المسرح وهي على الكرسي ومشاركتها بالتعبير مع غناء فاهمة، وتفاعل الجمهور بتصفيقه للأم التي دخلت كل منزل، وجسدت صوراً مختلفة لحالات تعيشها الأم من خلال رحلتها الدرامية الطويلة، فغدت أماً في كل أسرة.

وغنى الفنان حسام تحسين بيك أغنية “ست الكل” من كلماته وألحانه، وتوزيع رضوان نصري، فتمايل مع نغمات اللحن الراقص بحركات موسيقية حيوية تتناغم مع معاني الأمومة وتأثيرها بالأبناء: “انت مكمورة الذكريات”، وركز على القفلات الغنائية الطويلة، وامتدادات الصوت في “يا ماما يا ميمة”، فأثار شجون جمهور الاوبرا وتصفيقه الحار.

استهداف الأسرة السورية

وأشادت د. سلوى العبد الله وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل بعظمة النساء السوريات اللواتي أدهشن العالم بصمودهن وبطولاتهن، وتابعت: ننتظر غد سورية المشرق بهمة رجالها ونسائها وأطفالها، وبهمة رأس المال الوطني، ومجتمعنا المدني، ووزاراتنا ومؤسساتنا التي صمدت رغم كل ما مر من أزمات استهدفت في البداية رموز الدولة وسيادتها وجغرافيتها وجيشها ونشيدها الوطني، وحينما فقدت الأمل استهدفت البنى التحتية، وتحدثت عن إطلاق وزارة الشؤون الاجتماعية أيام الأسرة السورية، لأن المؤامرة بعد أن يئست من استهداف رموز الوطن، استهدفت الأسرة، هذا الكيان مخزوننا الأخلاقي، وموروثنا الثقافي والفكري، والضمانة لمستقبلنا، لذلك نتكاتف جميعاً من أجل الأسرة السورية، ومن أجل غد سورية.

وتحدث رئيس مجلس إدارة شركة “ست الكل” العالمية محمود عبد الحميد عن ثقافة سورية، وفكرها النابض بالمعرفة، وتابع عن الفكر المتوازن مع الغذاء السليم، مؤكداً أنه رغم الحرب من واجبنا تكريم الأم لأنها إحدى مفردات حضارتنا، ودعا إلى تعاون الجميع، فنحن في سورية الحضارة نساند بعضنا، لا نحارب بعضنا.

رسالة من سورية  

وأعربت الفنانة القديرة انطوانيت نجيب عن سعادتها بالتكريم، والاحتفالية التي تحمل رسالة إلى كل دول العالم بأن سورية تحتفل بعيد الأم، ومازلنا مستمرين بحياتنا، ودعت إلى التعاون والمساعدة من قبل كل فرد قادر على المساهمة بإعادة إعمار سورية بكل المجالات لتعود كما كانت، فسورية بلد البطولات والتلاحم والأخوة، وشكرت القائمين على التكريم، لأن تكريمهم من عامة الشعب، وليس من قبل جهة رسمية، وهذا يدل على مساندة الجميع من أجل سورية التي ستبقى دائماً مرفوعة الرأس، ودعت إلى تعاون التجار وعدم إقدامهم على رفع الأسعار في هذه الأوقات الصعبة.

وتفتخر الإعلامية ماريا ديب بأنها سورية، وبكل امرأة سورية أثبتت قدرتها على العطاء والاستمرار رغم فقد أبنائها.

التكريم

على مسرح الاوبرا تم تكريم عدد من الشخصيات: وزيرة الثقافة د. لبانة مشوح، والسيدة شهيرة فلوح، وجانسيت قازان، والفنانات: انطوانيت نجيب وصباح جزائري، وسامية جزائري، وأمية ملص، وعلا باشا، والإعلاميات: أمية اسطواني، وماجدة زنبقة، ورنيم الباشا، ورمال الصالح، والمايسترو أندريه معلولي، والفنان حسام تحسين بيك، وغيرهم.

واختتم الاحتفالية محافظ دمشق المهندس عادل العلبي بمعايدة الأم الكبيرة سورية، والانتصار الكامل بقيادة السيد الرئيس بشار الأسد.

 

ملده شويكاني