ثقافةصحيفة البعث

المكان الوحيد عالمياً.. يضم قبوراً إسلامية ومسيحية في دمشق

دمشق- فداء شاهين

على الرغم من قِدَم تاريخ المقبرة الواقعة خلف الرازي والتي يعرفها جيداً أبناء دمشق، وتحديداً سكان منطقة مزة فيلات شرقية، إلا أنها لم تسجّل على أنها من العقارات المعينة أثرياً بل بقيت كما هي منذ مئات السنين مع الاعتناء بها.

وأوضح مدير آثار دمشق المهندس طوني يازجي أن المقبرة الواقعة خلف مشفى الرازي مزة بساتين، هي المقبرة الانكليزية “الكومنولث الحربية”، ويعود تاريخها إلى الحرب العالمية الأولى عندما دخلت قوات الكومنولث دمشق في 1 تشرين الأول 1918، وفي اليوم التالي لدخول هذه القوات وصلت وحدة طبية إلى دمشق، فوجدت المشافي التركية تعجّ بالمرضى والمجروحين، وبعد بضعة أيام انتشر وباء الكوليرا والانفلونزا، وأن غالبية القبور الموجودة في هذه المقبرة كانت من هذه المستشفيات.

وبيّن يازجي أن المقبرة لم تسجل على أنها أثرية ويجري حالياً العمل على تسجيلها، وتقسم إلى قسمين: القسم الشمالي منها يحتوي على 661 قبراً لقوات الكومنولث 74 منها مجهولة الهوية، وفي الجزء الجديد من المقبرة يوجد لوح خاص يضمّ أسماء ستة رجال من الجيش الهندي، والذين دفنوا في دمشق واندثرت معالم مقابرهم واستعيض عنها باللوح المذكور.

أما القسم الجنوبي من المقبرة فيحتوي على 504 قبور منها 14 قبراً مجهولة غير معروفة الهوية، ويضمّ هذا القسم أيضاً سبعة قبور تعود لجنسيات مختلفة، ونصباً تذكارياً يعود لعام 1939– 1945م لذكرى عشرة جنود عرب مقابرهم في سورية ولبنان وفلسطين المحتلة، كما تمّ عام 2008 لحظ طاحونة الزعيم الواقعة على أحد فروع بردى في منطقة كفر سوسة- حارة القصر، وتبيّن من خلال القائم عليها أنها تعود إلى زمن الملك طاب زان، وقام المالك الحالي بشرائها منذ 60 سنة وتوقف العمل بها منذ حوالي 20 سنة.

تضمّ المقبرة 1050 قبراً لجنود وعساكر من جنسيات مختلفة، قسم منها يعود لفترة الحرب العالمية الأولى بين عامي 1914-1918، وقسم آخر يعود لفترة الحرب العالمية الثانية، فالشواهد الرخامية على القبور مجلوبة ومحضرة من انكلترا وهي مشغولة بطريقة فنية، إذ في أعلى كل شاهدة شعار “فارس، فيل، غزال، زهرة، تاج”، يعود الشعار إلى الكتيبة التي كان يخدم بها الجندي، والشيء المميز والمثير للاهتمام احتواء هذه المقبرة على قبور إسلامية عائدة لجنود من الهند وباكستان ودول أخرى كانوا يخدمون في تلك الدول، ولربما هي المقبرة الوحيدة في سورية والشرق الأوسط والعالم التي تضم قبوراً إسلامية ومسيحية جنباً إلى جنب.