مجلة البعث الأسبوعية

ضعف الثقة بالنفس.. كيف نستطيع التغلب عليه؟

جميعنا مررنا بتلك اللحظات التي نشعر فيها بقلة الثقة بالنفس أو تدني احترام الذات، وفيما يستطيع بعضنا تجاوز هذا الشعور والتغلب عليه يبقى البعض الآخر أسيراً لأفكاره السلبية حول نفسه دون أن يدرك سببها حتى.

وفي الواقع، هناك العديد من الأسباب غير المتوقعة التي تجعل الناس يفقدون ثقتهم بأنفسهم، لكن من حسن الحظ أننا وبمجرد معرفة الأسباب والتعامل معها بأسلوب واقعي قد نتمكن من التغلب عليها واستعادة ثقتنا بأنفسنا.

 

أسباب ضعف الثقة بالنفس

فيما يلي بعض الأسباب الأكثر شيوعاً لتدني الثقة بالنفس، وكيفية التعامل معها وفقاً لما ورد في مجلة Ecophiles الأمريكية.

– لديك مشاكل مع مظهرك الخارجي

عدم الرضا عن المظهر الخارجي هو أحد أبرز الأسباب التي قد تؤدي إلى ضعف الثقة بالنفس، ويرجع ذلك لأسباب مختلفة، لكن يمكن التغلب عليها بطرق بسيطة.

لا مفر من أن ينتابك شعور بالرغبة في تغيير بعض الأشياء في مظهرك، لكن من المهم أن تتعلم فصل ذلك عن قيمتك الذاتية، وأن تكون سعيداً بنفسك كما هي.

هذا لا يعني أنه لا يمكنك إجراء تغييرات إيجابية إذا كنت ترغب في ذلك، فعلى سبيل المثال تستطيع ممارسة التمارين الرياضية واتباع حمية غذائية للحصول على جسم أفضل وأكثر صحة، كما تستطيع إصلاح أسنانك إن كان مظهرها يُشعرك بالإحراج، لكن إياك أن تربط ثقتك بنفسك بمظهرك الخارجي.

إنَّ استحداث تغييرات إيجابية على أسلوب حياتك سيزيد من تقبلك لمظهرك وتقديرك لذاتك، ومع ذلك من الضروري تعلُم تقبل النفس كما هي.

 

– تحيط نفسك بالأشخاص السلبيين

من السهل جداً أن تفكر بسلبية تجاه نفسك، إذا كان جميع المحيطين بك هم أناس سلبيون.

إذا أردت أن تزيد من ثقتك بنفسك من الضروري جداً أن تتأكد من أنك محاط بأناس إيجابيين وداعمين لك، فالأناس السلبيون لن يتوانوا عن إحباطك في كل فرصة تسنح لهم بدلاً من تشجيعك ودعمك.

لذا عندما تحيط نفسك بهذا النوع من الأشخاص فسيظل احترامك لذاتك منخفضاً دائماً، وسيصعب عليك تحسين ثقتك بنفسك.

ولسوء الحظ، غالباً ما يكون هؤلاء الأشخاص السلبيون من العائلة أو أصدقاء مقربين يمثلون جزءاً كبيراً من حياتنا، لكن علينا دائماً أن نوازن ما بين علاقتنا بالمحيط وصحتنا النفسية، وإذا اضطررنا للأمر يجب علينا ترك مسافة بيننا وبين أولئك الذين يؤثرون سلباً على ثقتنا بأنفسنا.

وقبل استبعاد أولئك الأشخاص من حياتك تحدث معهم حول ما تشعر به، وأخبرهم أنَّ تعليقاتهم السلبية تؤثر فيك.

ولأنَّ الكثير من الناس لا يعون مدى تأثير تصرفاتهم، فقد يغيرون سلوكهم. لكن إذا لم يكونوا مستعدين للتغيير، فعليك التفكير فيما إذا كنت لا تزال تريد التواجد معهم أم لا.

 

– الاستخدام المفرط للشبكات الاجتماعية

تُعَد الشبكات الاجتماعية أداة رائعة للتواصل مع الأصدقاء والعائلة، لكنها مع ذلك لها أوجه سلبية. فغالباً ما يواجه الأشخاص الذين يبالغون في استخدام الشبكات الاجتماعية مشكلات كبيرة في تقديرهم لذاتهم؛ لأنهم يعتادون على مقارنة حياتهم بما يرونه على هذه الشبكات.

تعكس لنا شبكات التواصل الاجتماعي صوراً مثالية عن حياة الآخرين، قد تجعلنا نشعر بالضيق حيال حياتنا وتدفعنا للتفكير بأننا لا نستمتع بالحياة كما يفعل أولئك على مواقع التواصل الاجتماعي، ما يؤثر سلباً على ثقتنا بأنفسنا.

لكن من المهم أن تتذكر أنَّ الأشخاص لا يُظهِرون لك إلا الأشياء الجيدة فقط ويتجنبون الأمور السيئة. وعلى الأرجح، يمر معظم الأشخاص بنفس المشكلات التي تواجهها، وحياتهم لا تختلف عن حياتك، لكنك فقط لا ترى كل الصعوبات التي يواجهونها في العمل أو مشكلات احترام الذات التي يعانون منها أيضاً.

لذا سيكون من المفيد تقليل استخدامك الشبكات الاجتماعية بعض الشيء، خاصةً إذا كنت من الأشخاص الذين يتصفحونها طوال اليوم. سيمنحك تقليل استخدام الشبكات الاجتماعية مزيداً من وقت الفراغ، ويشجعك على الخروج أكثر وتجربة أشياء مختلفة، ما سيكون له تأثير إيجابي للغاية على احترامك لذاتك. لست مضطراً للتخلي عنها تماماً، لكن حاول التقليل منها، والأهم من ذلك، النظر لها بعين واقعية.

 

– صدمة تعرضت لها سابقاً

يعاني الأشخاص الذين مروا بتجربة صادمة في الماضي في الغالب من مشكلات في تقدير الذات. ولا يظهر دائماً بوضوح أنَّ هذا هو سبب مشكلاتهم؛ إذ لا يدرك الناس بالضرورة أنَّ تلك الصدمة التي عانوا منها يوماً ما لا تزال تؤثر فيهم.

كما يلوم كثيرٌ من الناس أنفسهم على الأحداث الصادمة التي تعرضوا لها، ما يسبب تدني احترام الذات في وقت لاحق من الحياة.

إذا كنت قد مررت بشيء مؤلم، ولا تشعر أنك قد تعاملت معه بالطريقة الصحيحة وتجاوزته، فمن المهم أن تطلب مساعدة الخبراء. إذ يمكن لرؤية مستشار أو مُعالِج والتحدث عن المشكلة إحداث فرق كبير، وقد تدرك أنَّ الصدمة هي سبب الكثير من مشكلات احترام الذات لديك.