ثقافةصحيفة البعث

جيراير رئيسيان مع فرقة الباروك يحيي شهداء الوطن

حيّا عضو مجلس الشعب جيراير رئيسيان قائد ومؤسّس فرقة الباروك القادمة من حلب شهداء الوطن بمقطوعتين من مؤلفاته الموسيقية في الأمسية الأولى التي تقدّمها الفرقة المؤلفة من الخماسي لموسيقا الحجرة بعنوان “ثلاثيات من الباروك” بمشاركة روزي شوشانيان عازفة كمان وكارو ارسلانيان عازف تشيللو وليزيت سيرايداريان عازفة بيانو، وظاني بامبوقيان عازفة فلوت بقيادة وإشراف جيراير رئيسيان، الذي أخذ دور اللحن الأساسي بالعزف على أنواع عدة من آلة الريكوردر الخشبية على مسرح الأوبرا.

وقد بنى رئيسيان المقطوعتين القصيرتين بعنوان “يارب ارحم شهداءَنا” من نمط الموسيقا الكلاسيكية على التشكيل الثنائي بين تناغم البيانو والفلوت بألحان حزينة، الأولى مستمدة من الطقس الكنسي الأرمني، فبدأت نغمات البيانو البطيئة مع الفلوت التي تأخذ اللحن الأساسي بامتداداتها اللحنية، في حين يبدو دور البيانو بالمرافقة والفواصل، بينما بدأ الفلوت بالمقطوعة الثانية المستوحاة من إيقاع التدرج الصوتي للآذان بلحن رقيق شفاف ثم يتداخل اللحن مع البيانو ويعود الفلوت ليكمل اللحن. إذ عبّر رئيسيان عن مآسي الحرب التي شهدتها سورية بكل أطيافها.

اختار رئيسيان قوالب موسيقية متعدّدة من السوناتا والسويت والمارش والتريو في برنامج الأمسية المتعلق بموسيقا الباروك التي انتشرت في أوروبا وتحديداً في إيطاليا من القرن السادس عشر حتى الثامن عشر، وتميّزت بالضخامة الموسيقية والتركيز على التفاصيل الموحية، فبدأ بثلاث مقطوعات من نمط السوناتا لمؤلفين عدة بمشاركة الثلاثي الريكوردر والبيانو والتشيللو، الأولى سوناتا- للمؤلف الإيطالي أركانجيلو كوريلي 1653-1713، أخذ رئيسيان اللحن الأساسي على آلة ريكوردار- بتناغم مع التشيللو بلحنه الخافت ومرافقة البيانو ضمن توليفة الثلاثي للسوناتا التي جاءت بلحن بطيء.

السوناتا الثانية كانت أكثر حيوية للمؤلف البريطاني غودفري فينغر 1655-1730، أما الثالثة فجمعت بين اللحن الحيوي والبطيء للمؤلف الإيطالي بينيد مارسيلو. وثمّة تقاطعات يستشفها المتلقي بين السوناتات الثلاث تدلّ على خاصية موسيقا الباروك. ثم تغيّرت أجواء الأمسية بعزف الفرقة مقطوعة مارش للمؤلف هنري بيورسيل “1658-1695″، بمشاركة الثلاثي الجديد الكمان والتشيللو  والريكوردر، وأضفى التناغم بين أوتار الثنائي التشيللو والكمان سحراً يتكامل مع الريكودار بلحن يتسم بروح حماسية وبإيقاع سريع متلاحق، لتأخذ الريكوردار اللحن الأساسي وتعود إلى اللحن البطيء. وألحق المارش بمقطوعة “borry”، للمؤلف جيرما كلارك، أما مقطوعة “suite no.1” لمؤلف غير معروف فتميّزت بجمل قصيرة متسلسلة، كما عزفت تريو1-2 للمؤلف الألماني جورج تيلمان 1681-1767. والمقطوعة الأخيرة الخماسية كانت للمؤلف هنري بيورسيل trumpet tune- التي اشترك فيها جميع أعضاء الفرقة واستحوذت على إعجاب جمهور الأوبرا.

التواصل بين الشعب السوري

وتحدث الموسيقي جيراير رئيسيان الذي اتبع دورات موسيقية عالمية في إنكلترا وألمانيا وله مؤلفات وأبحاث موسيقية، عن اهتمامه بموسيقا الباروك وأراد أن يقدم نماذج من هذا العصر بشكل ثلاثيات والعمل الأخير خماسي، يعود لمؤلفين من البلاط الملكي في الغرب لأعمال من القصر الإنكليزي والألماني والنمساوي والقصور الإيطالية بغية إحياء تراث هذه الفترة للمؤلفين الذين كادت أسماؤهم تُنسى، وتابع عن آلة الريكوردر- الخشبية التي كانت موجودة في القرون الوسطى وتأخذ دور الفلوت، ويعمل على إحياء هذه الآلة في بلدنا.

وعن حضور الفرقة من حلب والتواصل بين أرمن حلب وأرمن دمشق عقب رئيسيان بأن الأرمن جزء لا يتجزأ من الشعب السوري الذي يشكل كتلة واحدة بكل طوائفه وانتماءاته، والأمسية كانت تتويجاً لأمسيات الفرقة التي لم تتوقف في حلب رغم الحرب الإرهابية.

ملده شويكاني