تحقيقاتصحيفة البعث

عيد الأم.. ربيع الأرض؟

مع تفتح زهور الربيع وتجدد أعياد خصب الأرض وتدفق النسمات الدافئة من قلب الطبيعة تدق أفئدتنا بالفرح مجدداً مع تزامن كل ذلك مع أغلى الأعياد في الوجود، إنه عيد الأم.. الأم السورية.. أم الشهيد.. أم جريح الوطن.. أم الجندي المرابط على الجبهات الذي يحرس بعينيه الثرى والسماء.. الأم الصابرة على الحصار والأهوال وخطوب الدهر، الأم العاملة في ميادين وأرجاء هذا الوطن، الأم التي أخذت مكان الرجل والمرأة على السواء في ظل غياب زوجها..

امرأةٌ من ذهب
المهندسة بثينة فاضل ضوا، “متحف الشهيد صالح العلي”، تمنت الحب والخير لكل الأمهات في عيدهن، وخصت أمها بالتحية والتهنئة وقالت: دليني إلى حيثُ خطت قدماكِ لأقبلَ التّراب وأنصب لكِ تمثالا، الأمهاتُ حملن أبناؤهن في الدُّنيا وأنتِ حملتِ مع الأبناءِ أثقالا، اسمك حياة وأنتِ الحياةُ ومنكِ وستبقينَ في قلبي أجيالا، يا امرأةً رسمت الدنيا أغنيةً في التفاني أقوالاً و أفعالا، لو الدّنيا تكافئُ فضلك لوقفَ لك الجن والإنسُ أرتالا، إذا يئْستُ نظرتُ في عينيكِ فترسمُ بحنانك فرحاً و آمالا، الجنةُ من تحتِ قدميكِ حقيقةٌ لا يمكن لها إبطالا، أمي امرأةً من ذهب لا تساويها من الدنيا أموالا.

زينة الصباح
الإعلامية شذى عواد جددت الشوق والحب والحنين لوالدتها من غربتها كما هنئت أمهات الشهداء والأم السورية بعيدها وتابعت، حبُ الآباء بلغة العيون، أما الأمهات تسبقهم قلوبهم..اثنان و أربعون عاماً، و ما زال عمري مركوناً على طرف فستانها، وقلبي معلقاً برائحة حبق يديها تعدان لي قهوة الصباح …صوت أمي البعيد الذي يسيل صباحاً عبر جهازي الذكي،هو صباح الخير لي …هناك أشياء جميلة هكذا، كما هي، بدون رتوش، كوجه أمي في الصباح، لم تسمح لي أمي بوضع أحمر الشفاه إلا عندما دخلت الجامعة، أما كحل العيون فكان عاراً، لم اختبره إلا عند التخرج منها، عندما كنت صغيرة و يأتي العيد كنت أتسلح لمعركتين طاحنتين مع أمي، الأولى لضم شعري بالبوكودين كالصبايا، والثانية للتزين بأحمر الشفاه الأحمر اللامع، أحب جرائمي الصغيرة، وممتنة لذلك الزمان ، وأمي، كما توجهت عواد بالتهنئة لأمهات الشهداء في سورية بنداء الوجع، الليل انقضى بعيون مفتوحة على أخضر أصوات أبنائكن، على رائحة قلوب كانت تركض لتحضنكن في وداع هذا العام، و تقول لكنّ سنة حلوة، فغابت إلى الأبد قبل أن تنعم بدفء طَرف فساتينكن الحنونة، ستهللن اليوم في وداعهم، وتلبسن الصبر ثوباً، وتسقيّن العمر دموعاً.
أية جرعة زائدة من القهر هذه؟ أي ألم؟، في بلاد من وجع، مليون جرة سنكسر وراء هذا العام المؤلم، الذي سرق فرحكن، وفرح الكثير منّا، ولتكن أرواحهم آخر قرابيننا العظيمة، كما وجهت عواد التهنئة للأم المناضلة العاملة فتابعت، بنصف العقل – كما يدعون – الذي تملكينه تهزمين جيشاً من الرجال، وأنت تُعدين قهوة الصباح، لا تلتفتي، وكوني أنتِ عيدَ كل الأيام، دمتن ألقاً، وحضوراً جميلاً أيتها النساء، ورفقاً رفقاً بأصحاب العقول الكاملة فحالُهم من دونكنّ كسواد الليل حالِك .

بشار محي الدين المحمد