ثقافةصحيفة البعث

نحو غناء لكل ما نحب!

أكرم شريم

يكاد يقتصر الغناء هذه الأيام على الحب ومشاعره وما أحلاها وما أحلاه، ولكننا جميعاً نعلم أن هناك موضوعات وأفكاراً أخرى كثيرة وفي مختلف مجالات حياتنا، نحبها كلنا ونحب أن نغني لها ومنها الأغاني الوطنية وهي موجودة ولكن أقل من قليلة والغناء للشعب أيضاً يختلف عن الغناء للوطن (يا شعبي العزيز يا كل أهلي وأحبتي في كل مكان فيك) أفلا تستحق الشعوب أن نغني لها، ومن خلال غنائنا لشعبنا، وغناء كل المطربين والمطربات في العالم لشعوبهم؟!.

في النهاية، وكما هو معروف وقد قيل سابقاً (العالم قرية صغيرة) ومن خلال ذلك ألا يمكن أن يبدأ الغناء بشرح وتعميم هذا المنطق العالمي، بل والمنطلق العالمي لكي نغني لكل الشعوب أحبتنا وأهلنا في هذا العالم؟! ومن خلال مثل هذه الأغاني لكل شعوب العالم بأنها شعب واحد في هذا العالم وأهل وأحبة وجيران في هذه القرية الصغيرة!.

لكي يكون للغناء أيضاً دور هام في التوعية العامة وتكريس الحقوق وفي التقارب بين الشعوب!. والأطفال، وهم كما نقول دائماً أحلى وأغلى ما نملك في هذه الحياة أين أغانيهم الحلوة التي قد نغنيها لهم نحن الكبار مطربين ومطربات وقد يشاركوننا في هذا الغناء، أو يغنون لوحدهم، ولعالمهم الطفولي الرائع والبريء والحنون، وحين نصل إلى هذه الكلمة الأمومية الدافئة والرائعة (الحنون) نتساءل أيضاً، أين الأغاني لماما الحلوة، ماما التي تبدأ ولمدة تسعة أشهر تعتني بنا ونحن أجنة في رحمها من خلال عنايتها بطعامها وشرابها وراحتنا وعدم الإثقال على وليدها في رحمها بشيء، هذه الماما الحلوة ألا تستحق أن نغني لها وأن تغني أيضاً لوليدها، صبياً أو بنتاً مبروك لك ولكل أهلك وأقاربك على هذا المولود الحلو البريء الذي يحتاج إلى كل ما في عبارة (حاجة ماسة) وفي كل شيء فهو لا يرى وأول ما سيرى سيراك أنت، ولا يسمع وأول ما سيسمع سيسمعك أنت.. أيتها الأم العزيزة العظيمة.. يد الله على الأرض! ولماذا لا ينتشر هذا التعميم الغنائي على كل شعوب الأرض؟!.

ما رأيكم أيضاً، بأهمية الغناء لشبابنا وبناتنا وأهمية توجيههم للمستقبل والطموح الذي يحبون، ولماذا لا نسمي كاتب كلمات الأغنية بشاعر الأغاني.. أليس هذا من حقه ونحن لم نقل إنه شاعر أدبي ولكن نقول إنه شاعر أغنية!. وما بالكم أيضاً بالغناء للحقوق العامة، والحريات الصحيحة والسليمة وحسب ما يريد ويسمح القانون والغناء لمستقبل هذا العالم الذي يجب أن تقوى فيه المحبة والسلم والتضحيات، وكذلك الغناء لحلاوة الحياة الحرة ضمن القانون، وهكذا تكون النصيحة اليوم أن يصبح للغناء هذه الأدوار الأخرى، وفي كل شعوب العالم حتى يتحقق التقارب والتفاهم والمحبة الخالصة بين كل شعوب العالم دائماً وباستمرار!.