ثقافةصحيفة البعث

مكتبة المركز الثقافي في دير الزور تعود بخجل

دير الزور- خالد جمعة

سبعة وعشرون مركزاً ثقافياً، بما فيها مركز المدينة تمّ تدميرها بالكامل على يد عصابات الإرهاب، مكتبة المركز والتي يمتد عمرها إلى ستينيات القرن الماضي ضمّت على رفوفها أكثر من 25 ألف عنوان، كما ضمت أمات الكتب ونفيس المخطوطات وأجمل ما كتب لغة وفكراً وشعراً ونثراً وعلماً ودراسة، أتت عليها نيران الحقد لتأكل تاريخها قبل أن تأكل أوراقها، ولتكون خسارة لا تعوضها أية مكتبة مع محاولات مديرية الثقافة والمركز لإعادة ولو جزء بسيط منها، إلا أنها بقيت محاولات خجولة.

وتهيب المديرية بأصحاب الإصدارات من أبناء المحافظة إيداع إصداراتهم في المكتبة لتكوين مكتبة فراتية في محتواها ومضمونها، كما تهيب بمتبرعي الكتب رفد المكتبة بما يجودون به من كتب لإغناء المكتبة وهي في الوقت نفسه تتطلع إلى منشورات الهيئة السورية للكتاب لإغناء المكتبة بما تصدره وكذلك اتحاد الكتّاب.

ربما تكون المحاولات من مديرية الثقافة والمركز الثقافي في الإغناء الثقافي والمعرفي من خلال إيجاد المكتبة لخلق حراك ثقافي داخل أروقة المركز، كون المكتبة تستقطب جلّ المثقفين والأدباء والكتّاب والشعراء وحتى طلبة المدارس والجامعات والمهتمين بالشأن الثقافي. وقد تحدث مدير ثقافة دير الزور أحمد العلي قائلاً: لعلّ عودة مكتبة المركز هي عودة بسيطة أو كما سميتمّوها خجولة، إلا أننا بدأنا من الصفر والآن هي مكتبة متواضعة نأمل أن تتسع أكثر حتى تعود لتغني الحراك الثقافي في المحافظة، ونحن ندرك تماماً في عملنا الثقافي أن المكتبة التي أتت عليها نيران الحقد لن تعوّض، ولن تعوض مكتبات المراكز التي كانت موجودة، ولن تعوض أيضاً المكتبات الخاصة التي كانت في بيوت الأهالي من المثقفين والأدباء، لكن في محاولتنا سنحاول تأمين أكبر عدد من الكتب في ظل الإمكانات المتاحة.

وأضاف: نعلم جميعاً أن حجم الضرر كبير جداً على الواقع الثقافي، ولعل هدم أيادي الإرهاب والتكفير النصب التذكاري لمحمد الفراتي الذي كان أيقونة ومعلماً فراتياً شكل عبر الزمن رمزاً تاريخياً وتراثياً وحضارياً من المواجع أيضاً، فقد بدا ذاك النصب أثراً بعد عين وهو الذي كان يقف بشموخه أمام أهم مركز في دير الزور مركز المدينة.

يُذكر أن إحدى سيدات دير الزور تبرعت بمكتبتها الخاصة والتي تضم نحو ٢٥٠٠ كتاب متنوع منها الثقافي والأدبي والسياسي والاقتصادي، وكانت إدارة المركز الثقافي أعادت تأسيس المكتبة وقاعة المطالعة في المقر الجديد للمركز الثقافي، وحالياً يوجد فيه ١١٦٠ عنواناً.