تحقيقاتصحيفة البعث

حرف تقليدية تصارع من أجل البقاء

عشرات الحرفيين يعانون الأمرّين في المنطقة الصناعية بسلمية بسبب عدم توفر التجهيزات والخدمات الخاصة بالمناطق الصناعية أسوة بباقي المحافظات، ويصارعون من أجل البقاء في وجه المصاعب سعياً منهم للمحافظة على ماورثوه عن أجدادهم من حرفٍ تراثية وتقليدية، باعتبارها مصدر دخل أساسياً لآلاف العائلات. وفي جولةٍ سريعة على المنطقة، لاحظنا عدداً من الحرفيين الصامدين في وجه الأوضاع المعيشية الاقتصادية الخانقة.

تكاليف عالية
أدهم كحلة صاحب ورشة تجديد محركات سيارات “مخرطة” قال لنا: إن العمل بالورشة بات صعباً ومتوقفاً على توفر التيار الكهربائي، وحسب قوله ساعة واحدة لاتكفي لإنجاز المطلوب خلال النهار، لذلك نضطر لاستخدام المولدة الكهربائية، على الرغم من أعباء تكاليفها العالية، فالماكينة تحتاج إلى ١٢ ليتراً من المازوت خلال ساعة، والليتر الواحد يبلغ سعره ١٥٠٠ل.س. وأضاف كحلة: حتى مخصصاتنا لم نحصل عليها منذ أربعة أشهر تماماً، والمفروض أن نحصل على ٧٠٠ ليتر كل شهر.

تقنين جائر
ولنا حكاية مع انصهار الحديد والنار لتخرج منه أداة على الشكل الذي رسمته أيدي حرفيين ساهمت في إخراج قطعة صلبة (المدافئ)، إذ يحكي لنا الحرفي عبد الناصر النعسان من معرّة النعمان، صاحب شركة مدافئ وأفران وهو نائب رئيس البلدية في مدينته ونزح إلى السلمية خلال الحرب، عن طبيعة عمله هنا مع عماله وتميّزه بإنتاج المدافئ وتسويقها داخل وخارج القطر.
ويوضح النعسان أن أبرز أسباب الشوائب التي تعيق تطور العمل الحرفي ارتفاع سعر مواد التصنيع، وبالتالي تزيد من سعر بيع المنتجات بالسوق، ونقص مادة المازوت والتقنين المتزايد ولمدة طويلة للتيار الكهربائي، لذلك نطالب بتغيير ساعات التقنين واستبداله بالتقنين الليلي أسوةً بباقي المناطق الصناعية في سورية.

متابعة البلدية
وفي هذا السياق يقول زكريا فهد رئيس مجلس المدينة إن تجهيز المنطقة الصناعية ضروري لتنشيط الحركة الصناعية، وعائد كبير للأسر، فالصناعات الحرفية هي المصدر الرئيسي لدخل العديد من الأسر الفقيرة البالغ عددها ٢٠٠٠ أسرة. وأضاف فهد: لدى زيارة المحافظ محمد كريشاتي قام بجولة ضمن المنطقة الحرفية وقابل عدداً من الحرفيين، واطلع على الوضع العام والمشكلات لديهم، ووعد بالتحسينات وتحقيق بعض المطالب حسب الإمكانيات المتاحة.
وأضاف رئيس مجلس المدينة: حالياً نعمل على تأهيل شبكة الصرف الصحي بالمنطقة وتسليكها وتأمين أغطية لها بالكامل، إضافة إلى الانتهاء من إنشاء خزان مياه للشرب من قبل فنيين واختصاصيين.

مدينة صناعية
من جهته رفيق سعد عضو مكتب غرفة الصناعة في السلمية صرّح بأن العمل قائم لإقامة منطقة صناعية ونقل المنشآت إليها، وذلك بالتنسيق مع مجلس المدينة. وأشار إلى أن مساحة المنطقة الحرفية تبلغ ٩٠ هكتاراً المنفّذ منها ١٥ هكتاراً والباقي توسع صناعي، أما عن المنشآت الصناعية فهناك /١١٠/ منشآت داخل وخارج المخطط التنظيمي ولديهم تراخيص قديمة سابقة، ونحو /٤٥٥/ مقسماً (محل) في المنطقة، وتتنوع المهن بين المنشآت الغذائية، والهندسية، وحرف السيارات، ومحلات النجارة.. الخ.
وقال سعد: نحنُ كغرفة صناعة نطالب بخط كهرباء مستقل خارج التقنين، ونقطة صحية خاصة بالمنطقة، وتسوير المنطقة منعاً للسرقات، إضافة إلى التوسع الصناعي ليتمكّن الصناعيون من ترخيص منشآتهم بالفئتين الأولى والثانية.

تأمين الخدمات
وحول دورهم كغرفة صناعة، أوضح عدة أمور، منها تأمين الخدمات الصناعية، والقيام بجولات ميدانية بغية الاطلاع على الأنشطة الاقتصادية ومتابعة المنشآت، والعمل على مساعدة الصناعيين بالنسبة للتراخيص بأسهل الطرق وبكافة المجالات.

توفير الفرص
لاشك أن إقامة منطقة صناعية لنقل المنشآت إليها سيكون له دور كبير في تطوير الصناعات الحرفيّة والحفاظ عليها، إضافة إلى توفير فرص عمل جديدة للشباب، وبذلك تتحقق الأهداف المرجوة من هذه التجمعات الصناعية التي باتت ضرورة لدعم الإنتاج الحرفي والصناعي.

يارا ونوس