ثقافةصحيفة البعث

 المعرض الاستعادي الرابع لفنانات من سورية

افتُتح في صالة المعارض في كلية الفنون الجميلة المعرض الاستعادي الرابع لفنانات سوريات الذي أقامته مديرية الفنون الجميلة بالتعاون مع جامعة دمشق، ضمّ أعمالاً من أجيال مختلفة، هذه الأعمال التي تحتفظ بها وزارة الثقافة وتحرص على عرضها أمام الجمهور بشكل دوري، وخاصة طلاب كلية الفنون الجميلة الرافد الأساسي للحركة التشكيلية. وللتذكير فإن مديرية الفنون تقوم بشكل دوري كل عام بعرض بعض مقتنياتها في معارض مخصّصة لجوانب تشكيلية مثل معرض الغرافيك أو “الحفر” ومعرض لأعمال الفنانين الرواد في التصوير، وأيضاً معرض للفنانات السوريات، خاصة وأن هناك عدداً من اللوحات يعود اقتناؤها لسنوات بعيدة وتتمتّع بأهمية فنية نادرة مثل لوحات: ليلى نصير، إقبال قارصلي، أسماء فيومي، هند زلفة وريما سلمون وغيرها من اللوحات الأخرى التي يجمع أغلب المتتبعين أن الفنانة السورية لا تقلّ شأناً عن الفنان السوري، فلأعمالهن قيمة كبيرة تغني الموجود الفني التشكيلي وتثريه، ولا يمكن من جهة أخرى الفصل بين لوحة الفنانة الأنثى أو الفنان الرجل سواء من جهة الموضوع أو من جهة الطرح التقني، إلا أن للمرأة حساسية خاصة كموضوع أثير عند أغلب المبدعين لأنها الملهمة ومرتكز أساسي في الجمالي وحارس للحياة.

ربما جاءت معظم أعمال المعرض متقاربة في الموضوع المتناول، وهو رسم المرأة والعائلة والأجواء الحميمة التي تجمع هذه العناصر ضمن أساليب تفاوتت في مستواها من حيث الخبرة، خاصة وأن هناك عدداً من اللوحات تعود لتجارب شابة لا زالت تبحث عن خصوصيتها، ومن الإيجابية غياب الجوانب التزيينية والتطبيقية، خاصة وأن المتعارف عليه بأن الفنون النسوية تأتي في أغلبها على شكل فنون تطبيقية أو ذات وظيفة استخدامية، وهذا من الخطأ أو الحيف الذي قد يقع على إبداعات المرأة عموماً، ففي هذا المعرض حضرت لوحة التصوير بأساليب ومدارس متنوعة واحتل الجانب التعبيري القسم الأكبر من اللوحات، مما يعني أن المشاغل التشكيلية عند المرأة السورية هي أسئلة إبداعية تأخذ منحاها التعبيري والإنساني من الممارس اليومي والمعاش.

أكسم طلاع