ثقافةصحيفة البعث

د. البحيصي يوقع كتابيه في مقر جمعية الصداقة الفلسطينية – الإيرانية

حمل د.محمد البحيصي آلام النكبة في قلبه وروحه وأمضى حياته مقاوماً ومدافعاً عن القضية الفلسطينية، وقد وقع كتابيه الصادرين عن دار سين: الأول بعنوان “أكذوبة أرض إسرائيل ولغز الهيكل في الميزان” والثاني “دفاعاً عن الأناجيل” في مقر جمعية الصداقة الفلسطينية– الإيرانية في دمشق التي يرأسها البحيصي بحضور شخصيات سياسية وثقافية وشيوخ العشائر وقدم الحفل الإعلامي فضيل حلمي عبدالله.

اعتمد الكاتب على تحليل الأحداث وفرضيات الأمكنة والتوثيق الدقيق لإظهار الحقيقة التي سعت ولا تزال قوى الشر والعدوان لطمسها وتزييفها، فكتب في كتابه الأول: “وأما تسمية “أرض إسرائيل” فقط خلا منها النص الكتابي فلم ترد فيه أبداً، وأنا شخصياً أفضّل تسميتها بـ”أرض لإسرائيل”، وأرى أن هذه هي التسمية الأدق تاريخياً، لتعبيرها عن محاولات اليهود في البحث عن أرض يدعونها وينسبونها إلى إسرائيل”.

الرواية البديلة

وصرح د. البحيصي لـ”البعث” قائلاً: انطلقت في كتابي “أكذوبة أرض إسرائيل” من أن الرواية الإسرائيلية والرواية الفلسطينية روايتان متصادمتان، وقد استطاع الكيان الصهيوني أن يمرر روايته، ليس من اليوم وإنما قديماً حينما أدخل حتى في التراث الإسلامي كثيراً من الروايات الإسرائيلية، ومهمتي كانت دحض الرواية الإسرائيلية لأنها الرواية التي ارتكز عليها المشروع الصهيوني، ونحن بحاجة في المواجهة الشاملة مع هذا العدو أن ننسف الأسس التي قام عليها هذا المشروع واعتمد على القوة وتحالفاته وكان مسلحاً بأكذوبة، وحاولتُ من خلال استعراض النصوص التاريخية وفهمها وتأويلها نسف هذه الرواية وتقديم الرواية البديلة التي استندت فيها إلى نصوص توراتية وليس نصوصاً إسلامية، واكتشفت أن ما يسمى بالعهد القديم فيه ما يكفي من نسف وتكذيب الرواية الإسرائيلية، كما تحدثت عن جغرافية الهيكل، وقمت بتحديد أين كان هذا الهيكل وما دوره؟ وإن كان له بعد ديني يقدس أو ليس كذلك وشرحت ذلك بالتفصيل.

وأضاف البحيصي: في كتابي الثاني “دفاعاً عن الأناجيل” اعتمدتُ على التوثيق من المراجع وعملت بمنهجية الاستقراء لمجمل ما كُتب ابتداءً من نشأة المسيح إلى نشأة هذه الأناجيل، وكيف ظهرت إلى الوجود ودور الترجمات المغلوطة أحياناً، ودور الوثنية الرومانية في الأناجيل ودور اليهود منذ عصر الإصلاح الديني البروتستانتي الذي قاده مارتن لوثر، وختمت بالقيم الإنسانية التي تحملها الرسالات السماوية.

العمل النضالي

وتضمن حفل التوقيع عرض فيلم توثيقي تسجيلي من إنتاج دار سين استعرض مراحل حياة د.البحيصي الحافلة بالنضال ابتداء من ولادته في غزة مخيم دير البلح عام 1955 إلى حصوله على الثانوية، ومن ثم سفره إلى مصر وتخرجه في كلية الصيدلة من جامعة طنطا وكان المسؤول الثقافي والإعلامي في اتحاد الطلاب الفلسطينيين، ثم التحق بصفوف المقاومة في بيروت وكتب في الصحف الفلسطينية، وبعدها انتقل إلى دمشق وتولى إدارة معمل أدوية لحركة فتح للخدمات الطبية العسكرية، وفي عام 1984 انتقل إلى اليمن وشارك بتأسيس مشفى بيت المقدس وكتب في الصحف اليمنية وأصدر عدة كتب تمت مصادرة بعضها، ثم عمله مع الرئيس ياسر عرفات وتوليه مناصب عدة ومضيه بمراحل المقاومة إلى أن تولى رئاسة جمعية الصداقة الفلسطينية –الإيرانية في دمشق حتى الآن.

وضمن محطات الفيلم أوضح مدير دار سين أيهم صقر بشهادته أن د.البحيصي يعرّي في كتابه الأول الكذب الإسرائيلي بأن أرض فلسطين هي أرض أجداده، ويعتمد على المقارنة والأدلة والبراهين ما يغني عقل القارئ، وقدم في كتابه الثاني دعوة صريحة للتآلف والانسجام بين الأديان والعمل على بناء متكامل للإنسان.

الاستقراء والاستدلال

كما قدم الناقد والشاعر رضوان فلاحة شهادة عن كتاب “دفاعاً عن الأناجيل” حيث يبني الكاتب منهجيته البحثية باستقرائية واستدلالية على بعد مقاصدي ينم عن عقلية بحثية تعتمد التأويل البنيوي في ضوء التخاطب السردي على وعي مفهوم الأنا والآخر. وبالسياق الاستقرائي والاستدلالي ذاته يدحض في كتابه الأول مزاعم العدو الصهيوني وأضاليله المعتمدة على المستند التاريخي والنص التوراتي الديني المزورين أداتين لتشريع كيانه الاستيطاني المتصل بالأرض والإنسان.

ملده شويكاني