ثقافةصحيفة البعث

“الفرنكة” رواية جديدة للأديبة إيمان الدرع

محمد خالد الخضر

رواية “الفرنكة” مجموعة من الهموم والتطلعات في تراتبية إبداعية متوازنة وأحداث متماسكة منذ البداية إلى النهاية، تعبّر فيها الأديبة إيمان الدرع عن تطلعات تريدها أن تكون لمجتمع عاش تناقضات كثيرة بسبب ما يتعرّض له من مؤامرات.

تدور أحداث رواية الأديبة الدرع في دمشق القديمة وما يجاورها من حارات وشوارع وأزقة، تنطلق من خلالها عبر أحداث أوجدتها لتتصدّى للنزاعات والقتل والمؤامرات والفوضى والرعب، ولتعبّر عن بشاعة ما يدور، مطالبة أن يتقدّم الناس بالوعي للحفاظ على تاريخهم الأزلي.

رواية “الفرنكة” تأخذ القارئ ليرى دمشق وليكون محباً خالصاً وعاطفياً طيباً، وليشهد كيفية بناء العلاقات الإنسانية من خلال حركة الأبطال وتصاعد الأحداث دون أن تتخلّى عن عراقة دمشق، ودون أن تهلك الحرب قيم الحب والأخلاق.

كما تعبّر الروائية في تصاعد الخط البياني لحركة الحدث الدرامي والعاطفي عن صعوبة اللجوء وهجر البيوت والبلدان، مهما كان النزول في مكان آخر ميسراً، ولاسيما إذا كان هناك معوقات كالمرض والفقر والغربة.

الرواية تعبّر عن أهمية الوطن وبهاء العودة إليه، وجمال الحركة فيه، في وفرة كاملة لأسس السرد الروائي المتماسك والمتناغم مع العاطفة الوجدانية التي دفعت الكاتبة لإنجاز العمل.

الرواية الصادرة عن دار نينوى للدراسات والنشر والتوزيع تقع في ٣٦٠ من القطع المتوسط، تشكّل حالة حقيقية في وجود الرواية الذي أصبح هشاً بعد ما أحدثته ويلات المؤامرة من فوضى، وتدلّ على تمكّن الكاتبة من أسس البناء الفني لرواية أرّخت لدمشق وصمودها، وما تحمّله الشعب السوري من مؤامرات الآخرين.

تعتمدُ الكاتبة إيمان الدرع على مزج الخيال بالواقع، مما يشي بوجود عاطفة صادقة لتواجه الكاتبة الواقع من خلال ما تراه أصيلاً في خيالها، وهذا ما دفعها لتعتمد “الفرنكة” الدمشقية كمكانٍ تراه ملائماً لبيئة الرواية التي حملت في مكوناتها كثيراً مما لمسته الكاتبة جراء مؤامرات سليلة زمن بعيد يحمل الكيد لهذا الأمكنة الخالدة.

يبدو أن الكاتبة متمرسة بالسرد الروائي، لأنها تمكّنت خلافاً للكتّاب الضعفاء من عدم الوقوع في أي استطراد، لرواية متماسكة في أحداثها حتى آخر موقف.