ثقافةصحيفة البعث

“شمس الليل” في ثالث أيام احتفالية المسرح بحمص

حمص – سمر محفوض

في ثالث أيام احتفالية يوم المسرح العالمي غصت صالة مسرح قصر الثقافة بحمص بالأطفال الذين كانوا على موعد مع عرض  خاص بعنوان “شمس الليل” من تأليف الكاتب المسرحي نور الدين الهاشمي وإخراج دافيد إفرام، العرض الذي قدمه 11 طفلاً وطفلة من عمر ( 6-15) سنة لمرحلتي التعليم الأساسي إضافة إلى 10 أطفال اشتركوا في أداء الرقصات، سلط الضوء على قصة شمس بائعة الشموع والفوانيس الملونة كي تساعد أمها بتسديد نفقات المنزل، وقد زادت مشكلتها باختفاء الأب، لتخرج مع أمها في يوم بارد لبيع الشموع، الأم تعزف على الكمان وشمس تغني عن جمال شموعها، فتصاب الأم بالمرض، ليأتي الطماع (قرشون) ويهددهم بالطرد، خاطفاً الكمان ويهدد ببيعه إذا لم يسدّدوا أجرة البيت المتأخرة، فترفض شمس الاستسلام و الانصياع للظالم ورغبته بالاحتكار وتلجأ للعمل والتعلم لأنه جوهر الإنسان وتبدأ بتعلم الموسيقا على آلة الكمان وتنتصر إرادة الحياة والنجاح للخير في النهاية.

كاتب النص نور الدين الهاشمي أشار أنّ غاية مسرح الطفل تربوية أولاً وهذا ما يحمّل الكاتب المسرحي مسؤولية إبداع مسرحي قادر على النهوض بجناحي الفكر، وهنا يجب النظر إلى الطفل على أنّه عالم إنساني له خصوصيته ضمن العمومية التي يشترك فيها مع الأجيال الأخرى، فالطفل يجب أن يكون هو الصانع والنتيجة، عبر الفعل الذي ننجزه معاً في الحاضر من أجل الحاضر والمستقبل والمتعة معاً، بينما أكد مخرج العمل أفرام دافيد متعة وصعوبة العمل مع الأطفال لاسيما أنه بين المشاركين أطفال يقفون لأول مرة على خشبة المسرح، وعلى المخرج فهم ما يريده الطفل وتوجيهه ووضعه بظروف مقترحة لإعطاء ردات فعل تخدم فكرة العمل، لافتاً إلى أن عروض احتفالية يوم المسرح عادة لاتشمل الأطفال، لكن نقابة الفنانين بحمص أرادت أن يكون لهم حصة لهذا العام، وتم اختيار النص وإعداده بتغيير خاتمته وحصول الفتاة شمس على درجة علمية مهمة وتعلمها الموسيقا ووصولها إلى دار الأوبرا بعد أن حرمت من التعليم كرسالة تشير لأهمية العلم ودوره في النجاح، فيما كان النص الأصلي يختتم بعودة الأب وتسديده الديون.

المخرج حسن عكلا قال: جاء العرض متكاملاً وسلساً واستطاع توظيف الديكور والمؤثرات الصوتية وحركة الأطفال بسهولة على الخشبة، أما المسرحي محمد خير كيلاني فأشار إلى أن العمل فيه نضوج فالديكور بسيط متحرك بشكل يساعد الطفل على استخدامه إضافة إلى تقديمه رقصات معبرة ضمن العرض، منوهاً بأن كاتب النص استطاع بفضل مخرج مبدع تقديم عرض للأطفال جميل وهادف ويخلو من التعقيد. مصممة الرقصات ماندين عشي التي قدمت ثلاث لوحات خلال العرض من تصميمها قالت: في العرض تحقق الإنسجام بين الغناء والرقص والموسيقا بما يتناسب مع مجريات العمل لاسيما أن الأطفال المشاركين في التمثيل كانت لديهم رغبة قوية بالمشاركة بالرقصات مما أضفى جوا من البهجة والجمال على العرض بشكل عام.