أخبارصحيفة البعث

في انتهاك لحرية التعبير.. “يوتيوب” يحجب قناة RT العربية

حجب موقع “يوتيوب” قناة RT العربية، والتي يبلغ عدد مشاهداتها 2.8 مليار مشاهدة، وتضم أكثر من 5.5 مليون مشترك، صباح اليوم الأربعاء.

وقد وقع الحظر بعد تلقي القناة 4 مخالفات من نفس المستخدم المسجّل في الولايات المتحدة الأمريكية تحت العلامة التجارية “بيزنس كاجوال”. وقد تلقّت القناة هذه الإنذارات في وقت قصير من نفس المستخدم (في الفترة من 11 كانون الثاني وحتى 25 آذار)، وهو في حد ذاته أمر غير مسبوق، خاصة وأن القضية تخص قناة إخبارية بهذا الحجم والانتشار.

في الوقت نفسه فقد رفع المستخدم “بيزنس كاجوال” دعوى قضائية ضد الشركة الممثلة لقناة RT، واعتباراً من 19 آذار توقف هذا المستخدم عن الاتصال لمناقشة شروط التسوية السابقة للمحاكمة.

بالتوازي، ينشر حساب “بيزنس كاجوال” بنشاط منشورات على شبكات التواصل الاجتماعي الخاصة به، والتي رفعت دعوى قضائية ضد الحكومة الروسية، بينما أصبح نشطاً بشكل كبير في شتى القضايا المناهضة للكرملين، على الرغم من أنه لم يقم بذلك من قبل.

وقام ذلك المستخدم، في 29 آذار، بنشر رابط لمقطع فيديو عن “الرجل الذي يخشاه بوتين أكثر من أي شيء”، وفي 30 آذار، نشر رابط لمقطع فيديو عن قصف الكرملين للمشافي السورية.

من جانبها قالت مديرة قناة RT العربية، مايا مناع: “إن ما تعرّضت له قناة RT العربية على موقع “يوتيوب” ليس سوى هجوم منسّق من منظمة يموّلها داعمون أثرياء. وأضافت: لقد اشترك في قناتنا RT العربية، على مدار 14 عاماً مضت، ما يربو على 5.5 مليون مستخدم على موقع “يوتيوب”، وحصدت القناة 2.8 مليار مشاهدة، لتصبح واحدة من الأصوات الرائدة في الفضاء الإخباري العالمي باللغة العربية.. ما يحاولونه الآن هو حجب هذا الصوت، باستخدام أداة سريعة، واستجابة أوتوماتيكية للادعاءات المشكوك في مصداقيتها بشأن انتهاك حقوق النشر، باستخدام عدد من الصور التاريخية، والتي تقدمت بها شركة “بيزنس كاجوال هولدينغز”، وأضافت: إن الادعاءات الكاذبة لهذه الشركة بأنها “تقاضي السلطات الروسية”، بغرض الحصول على تعويض عن انتهاك حقوق الطبع والنشر من قناة RT، تثبت أن الدافع وراء هذه المبادرة تحيّز سياسي، كما تؤكد على إمكانية التلاعب بمنصة “يوتيوب” وإساءة استخدامها من قبل مستخدمين عديمي الضمير.

واتهمت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا “إرهابيين أمريكيين داخليين” بالوقوف وراء هذه الخطوة.

وفي تدوينة على صفحتها في “فيسبوك” أشارت زاخاروفا على أن الشركة الأمريكية حجبت القناة الروسية التي تضم أكثر من 5.5 مليون مشترك دون أن تشرح سبب هذا الإجراء، وتابعت: “رغم أن RT تتعرض بشكل منتظم لضغوط غير مسبوقة في الدول الغربية، حيث تستخدم مثل هذه الأساليب القذرة في المنافسة مع قناة تحظى بشعبية واسعة، أعتقد أن الحديث يدور عن إجراء رقابي جديد من قبل المنصات الأمريكية”.

وقالت زاخاروفا إن “عمالقة الشبكات الإلكترونية الأمريكية اغتصبوا حرية التعبير”، مضيفة: “أنه أمر معتاد بالنسبة للنخب الأمريكية لكن ما يسمح الأمريكيون لاحتكاراتهم بفعله داخل بلادهم هو شأنهم الداخلي، بينما الحديث يدور في هذه الحالة عما لا يخضع للقانون الأمريكي. ماذا يجب أن يحدث كي يفهم الجميع أن العالم كله ‘لا يستطيع التنفس’ من جراء العبث الأمريكي بحقوق الصحفيين وحرية التعبير؟”. وختمت بالقول إن “الفهم المعقول الوحيد لهذا العنف وهذه المطاردة، هو أن ما حدث كان من صنع إرهابيين أمريكيين داخليين”.